تفكر الحكومة الأفغانية في انشاء لجنة «للحقيقة والمصالحة» للنظر في جرائم الحرب التي ارتكبت خلال النزاعات التي مزقت البلاد 25 عاماً بينما يستعد عدد كبير من القادة الافغان المتهمين بجرائم من هذا النوع لدخول البرلمان. وعقد حوالي 300 من ممثلي الحكومة ومجموعات للدفاع عن حقوق الانسان والمجتمع المدني الافغاني الثلاثاء لمناقشة وسائل تضميد الجروح التي خلفها ربع قرن من النزاعات منذ نهاية السبعينات. واعلن متحدث باسم الرئيس الافغاني حميد كرزاي في هذا المؤتمر ان الحكومة الافغانية تبنت خطة «لتعزيز السلام والحوار» بين الافغان والسماح بملاحقة مرتكبي جرائم الحرب في المستقبل. واضاف المتحدث نقلا عن كرزاي «لا يمكن اقامة حكومة ديموقراطية على اساس العدل بدون معالجة الجروح العميقة في اجسام وارواح شعبنا». وتقضي الخطة الحكومية بتبني إجراءات من اجل حوار مع الضحايا كما جرى في جنوب افريقيا او بوروندي، ووضع آليات تسمح بمحاكمة المجرمين واعلان يوم وطني لضحايا الجرائم. وتأتي هذه المبادرات التي لا سابق لها في افغانستان بينما سيدخل البرلمان عدد كبير من المجاهدين الذين قاتلوا الإتحاد السوفياتي السابق من 1978 الى 1989 وبعضهم متهمون بارتكاب جرائم حرب في الحرب الأهلية (1992-1996). وتخشى منظمات الدفاع عن حقوق الانسان التي تنتقد تساهل الحكومة مع المتهمين بارتكاب جرائم حرب، ان يتبنى هذا البرلمان قانون عفو عن جرائم الماضي. وكان الزعيم البنشيري عبد القاسم فهيم المتهم بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب الاهلية وعينه كرزاي في مجلس الاعيان، صرح السبت الماضي انه «لا يوجد احد ارتكب جرائم ضد حقوق الانسان في افغانستان». من ناحية ثانية رفض الرئيس الأفغاني حميد كرزاي مساء الثلاثاء فتوى ضده اصدرها متمردو حركة (طالبان)، معتبرا انها «مؤامرة لاعداء افغانستان». وقد وزعت الفتوى التي وقعها زعيم حركة (طالبان) الفار الملا محمد عمر وحوالي مئة من انصاره يقولون انهم رجال دين، في الاسابيع الاخيرة في جنوب البلاد معقل فلول نظام (طالبان) الذي اطيح به في اواخر 2001 . ودعت الفتوى مسلمي افغانستان الى الاتحاد لمقاتلة كرزاي وحلفائه الدوليين «الغزاة»، على حد تعبير متحدث من (طالبان) إتصلت به وكالة فرانس برس. واضافت الفتوى «ان الولاياتالمتحدة تكذب عندما تقول انها هنا لمساعدة الناس. لقد غزت افغانستان واهانت المعتقدات والتقاليد الاسلامية». ورأى كريم رحيمي المتحدث باسم كرزاي أن هذه الفتوى هي حملة دعائية اعلامية تقوم بها «جهة اجنبية» في إشارة الى باكستان التي تتهمها السلطات الافغانية باستمرار بأنها قاعدة خلفية لطالبان. وقال في مؤتمر صحافي الثلاثاء «نعتقد أنها محاولة لزعزعة استقرار البلاد يقوم بها اعداء افغانستان الذين يحاولون لفت انتباه السكان والتسبب بمشاكل».