بدأت لجنة تضم مصريين مقيمين في بريطانيا جهوداً لانقاذ أسر "الأفغان العرب" الذين يواجهون ظروفاً قاسية في أفغانستان واصدرت "اللجنة المصرية للمصالحة في المملكة المتحدة" بياناً أمس وجهت فيه نداءات إلى الزعماء العرب والمنظمات الحقوقية الدولية والاقليمية وشيخ الأزهر التدخل "لانقاذ الأبرياء من براثن من يفترسونهم ويتفننون في تعذيبهم وإذلالهم". وذكر البيان الذي حصلت "الحياة" على نسخة منه: "في ظروف بالغة التعقيد، وفي فترة من أحلك الفترات سواداً في التاريخ العربي والإسلامي تواجه أسر عربية ومسلمة أوضاعاً قاسية ناتجة عن الحملة الاميركية - البريطانية على أفغانستان، وهي الحملة التي أسقطت حكم حركة طالبان، وتلاحق تنظيم القاعدة، حتى الآن. وتجاوزت هذه الحملة القواعد القانونية والإنسانية، المعمول بها أثناء الحروب وبعدها، خصوصاً ما يتعلق بالأسرى المقاتلين والنساء والأطفال وكبار السن. ومهما كان جرم الذين استهدفتهم الحملة الاميركية - البريطانية، الذين نالوا نصيبهم من التقتيل والتنكيل والأسر والإذلال، فإنهم تركوا أسراً ونساءً وأطفالاً، يعانون ذل اليتم، وهوان الحاجة، وضعف المهزوم، هؤلاء أصبحوا أسرى ورهائن تُنتهك أعراضهم وحرماتهم من دون اعتبار لقانون أو عرف أو مبدأ". وأضاف: "تقول الأخبار الواردة من جبهات القتال، إن عمليات اذلال النساء واغتصابهن مستمرة. وزوجات القتلى والمفقودين والأسرى، من بين هؤلاء الذين تعارف على نسبتهم بالأفغان العرب، هذه العمليات تتم تحت أعين القوات الاميركية والبريطانية، والمنظمات الخيرية الدولية، وميليشيات "المجاهدين" الأفغان. ورجال الحكم الجدد، في كابول والمدن الأفغانية الأخرى. وتقول التقارير الموثوقة إن الأطفال يسامون العذاب ويُستعبدون وتنتهك براءتهم من دون مراعاة لخلق أو دين أو مروءة". وناشد البيان الرئيس حسني مبارك وشيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي وقادة ورؤساء السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، والأحزاب السياسية في مصر والمنظمة العربية لحقوق الإنسان، والمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، وممثلي منظمة العفو الدولية في مصر، وفي المنطقة العربية والعالم الإسلامي "التدخل لانقاذ هؤلاء الأبرياء من براثن من يفترسونهم، ويتفننون في تعذيبهم وإذلالهم بعد أن وضعهم حظهم العاثر في ظروف لا علاقة لهم فيها، وفي وضع لا قبل لهم به". وناشد البيان الرئيس مبارك والرئيس الحالي للقمة العربية العاهل الأردني الملك عبدالله والشيخ حمد خليفة آل ثاني بصفته الرئيس الحالي للمؤتمر الإسلامي، "التدخل السريع لوضع حد لهذه الانتهاكات، غير الانسانية، المسيئة لكل القيم العربية والإسلامية والإنسانية. ونحن إذ نتقدم بهذا النداء نذكّر هؤلاء بأن الرسول الكريم نهى عن قتل النساء والولدان، وهم الذين سماهم الله سبحانه وتعالى في سورة النساء بالمستضعفين، فقال عز وجل "إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً". واختتم البيان: "هؤلاء في النهاية مواطنون لهم في رقابنا حق الأخوة والرحمة، ولهم لدى الدولة دين المواطنة وحق المواطن في المعاملة الانسانية، ولهم عند المجتمع حق الحماية والأمان، وهم لم يرتكبوا ذنباً يستوجب مثل هذا العقاب غير المشروع. وإنقاذهم فرض عين على الجميع حاكم أو محكومين والأمة عندما تحافظ على أعراض الأبرياء من مواطنيها، وتنقذ شرفهم من الانتهاك، إنما تحافظ على سمعتها وكرامتها".