مع التطور الحاصل في سوق سيارات الدفع الرباعي، وبعدما خف بريق النجاح الذي حققه الجيل الثاني من ميتسوبيشي باجيرو في هذا الميدان، ارتأت شركته في ظل المنافسة العاتية أن تتحرك. فقدمت من باجيرو جيلاً جديداً تميز عن سلفه بحجمه الكبير وقدراته المتطورة على مختلف أنواع الطرق، ما يوحي بأن ميتسوبيشي سيعود من جديد إلى القمة، خصوصاً في الأسواق الشرق الأوسطية. خلال العام الماضي، كان من المتوجب أن تخضع ميتسوبيشي سيارتها باجيرو لعدد من التعديلات بهدف مواكبة التطور الحاصل في سوق السيارات المندفعة بالعجلات الأربع. فعملت حينها على تزويدها رفاريف خارجية أكثر انتفاخاً من السابق، ما عزز هويتها وأداءها الرياضيين، لتعود فتعدل تصميم الواجهة الأمامية، مركزة على فتحة التهوئة وعلى إشارات الالتفاف. كذلك عملت على توفير باجيرو بطرازي الأبواب الخمسة والثلاثة ضمن 3 فئات تتنوع تبعاً للمحرك والتجهيزات، مؤمنةً بذلك 12 طرازاً يمكنها أن تلبي كل متطلبات زبائنها. أما اليوم، ومع المنافسة العاتية التي تشهدها سوق سيارات الدفع الرباعي، بكل فئاتها، فقدمت ميتسوبيشي جيلاً جديداً من باجيرو عُدّل تبعاً للاستفتاءات التي قامت بها الشركة اليابانية، عبر وكلائها في مختلف بقاع العالم، وهدفت الى معرفة آراء مستهلكي باجيرو في سياراتهم. ونظمت هذه الاستفتاءات بالتناغم مع دراسات خاصة أجرتها أقسام الهندسة والتطوير التابعة لميتسوبيشي التي قررت، في النهاية، أن تركز مع الجيل الجديد من باجيرو على ثلاثة عوامل أساسية: تطوير الخصائص الإيجابية التي كانت تميز الجيل الأسبق، وتزويد باجيرو أفضل ما توصلت إليه تكنولوجيا ميتسوبيشي، وتوفير الجيل الجديد من هذا الطراز بأسعار منافسة. حجم أكبر لبناء باجيرو الجديد، قررت ميتسوبيشي اعتماد قاعدة عجلات جديدة بطول 278 سنتم لفئة الأبواب الخمسة، أي بزيادة 55 ملم عن قاعدة عجلات الجيل السابق، و5،254 سنتم لفئة الأبواب الثلاثة أطول ب 125 ملم من السابق، ليصبح الطول الإجمالي للفئتين 5،473 و422 سنتم على التوالي، يقابله عرض 5،187 سنتم لكليهما، وارتفاع 5،185 ف5،184. وهذه الزيادات في المقاييس الخارجية مكنت قسم التصميم من الخروج بمقصورة ركاب أكثر رحابة سنتناولها لاحقاً في هذا الموضوع. التصميم الخارجي لباجيرو الذي زيدت قدرته الالتوائية بمعدل ثلاثة أضعاف، حافظ إجمالاً على الخطوط العامة التي ميزت الجيل السابق. إلا أنها خضعت لعدد من التعديلات التي هدفت الى جعلها أكثر عصرية. ففي المقدم، تم التخلي عن المصابيح الدائرية لمصلحة أخرى مدمجة تتداخل مع الرفاريف الجانبية وتشكل وحدة متكاملة مع فتحة التهوئة الوسطى التي سيطر عليها الكروم اللماع، من أجل تعزيز الطابع المترف الذي تتحلى به السيارة. ولزيادة فاعلية تبريد المحرك، عمد قسم التصميم الى تكرار فتحة التهوئة في الصادم الأمامي الذي زود طرفاه مصابيح إضافية مخصصة للضباب، والذي يؤدي القسم الأسفل منه دور عاكس هواء أمامياً يمتد على شكل "نفخات" تغطي فتحات الإطارات الأمامية وتصل عبر حمايات بلاستيك، تمتد إلى القسم السفلي للأبواب، الى فتحات الإطارات الخلفية ومنها الى الصادم الخلفي الذي أضيفت إليه دواسة من الكروم، مهمتها تسهيل الصعود الى مقصورة التحميل. وتتوسط هذه الدواسة مصباحين سفليين مدمجين بالصادم الخلفي، أحدهما يعمل على إنارة الطريق عند الرجوع الى الخلف، في حين يعكس الثاني نور مصابيح السيارات الآتية من الخلف. وقد زود المؤخر باباً خلفياً يفتح في اتجاه اليمين، ما يتطلب مسافة كبيرة خلف السيارة لفتحه!. ويحتوي هذا الباب في بطانته خزانة صغيرة مخصصة لتوضيب العدة، وجيب للحاجات الصغيرة. وخفضت ميتسوبيشي مستوى تثبيت الإطار الاحتياطي المثبت على باب مقصورة التحميل لتحسين مستوى الرؤية الخلفية. مقصورة رحبة وعملانية ومترفة مقصورة باجيرو تتسع ل 7 ركاب حداً أقصى. وقد استغلت ميتسوبيشي عند تصميمها الزيادات الطارئة على الهيكل لتعزيز رحابتها، فبلغ طول المقصورة 253 سنتم في مقابل 152 و5،123 سنتم عرضاً وارتفاعاً 182 و152 و5،123 سنتم طولاً وعرضاً وارتفاعاً لفئة الأبواب الثلاثة الأمر الذي مكنها - وبراحة تامة - من استيعاب خمسة بالغين يمكن عددهم أن يرتفع الى سبعة بعد تثبيت مقعد ثالث في مقصورة التحميل. ثم أن مقاعد الصفين الثاني والثالث قابلان للطي جزئياً بنسبة 40 أو 60 في المئة أو كلياً، ما يرفع سعة صندوق الأمتعة الى نحو 1700 ليتر. ولم تقف العملانية عند هذه الحدود، بل طاولت أيضاً كل النواحي. إذ زُوِّد باجيرو الجديد جيوباً نُشرت في كل أرجاء المقصورة لتوضيب الحاجيات، إضافةً الى صندوق للتحميل الإضافي ثبت في قعر صندوق الأمتعة، حيث نجد عادةً الإطار الاحتياطي. كذلك زودت باجيرو حاملات للأكواب وشبكة لتثبيت الأمتعة في الخلف. وبالعودة الى القسم الأمامي من المقصورة وتحديداً الى لوحة القيادة، نشير الى أنها مجهزة بتجويف للعدادات يحتوي عدادين كبيرين للسرعة ولدوران المحرك، مع أربعة عدادات صغيرة للإشارة الى حرارة المحرك وكمية الوقود المتبقية في الخزان ولوضعية المحاور والأبواب، ومقبض علبة التروس الأوتوماتيكية. أما الكونسول الأوسط، فيضم، الى جهاز الملاحة ومخارج مكيف الهواء، لوحة رقمية تعرض من خلالها المعلومات التي يحتاج إليها السائق خلال القيادة على الطرق الوعرة شأن انحناء السيارة وميلانها على الطرق الوعرة، وبوصلة الاتجاهات ودرجة الحرارة الخارجية، إضافة الى جهاز الاستماع الموسيقي مع قارئ الكاسيتات والأسطوانات المدمجة ومكيف الهواء. ويمتد هذا الكونسول الى ما بين المقعدين الأماميين، حيث وضع مقبضا علبتي التروس والتحويل ومكبح اليد. ويلاحظ هنا مدى العناية التي حظيت بها لوحة القيادة التي بدت عملانية جداً، خصوصاً أن في الامكان قراءة عداداتها في سهولة واستعمال مفاتيح تشغيل مختلف أجهزتها براحة، ومن دون الحاجة الى رفع النظر عن الطريق. وراعت ميتسوبيشي أيضاً، عند تصميمها المقصورة، عوامل الترف، فطعمتها بالخشب المصقول والجلد الفاخر الذي يلفها من كل حدب وصوب. ولم تغفل عوامل الراحة والعملانية، فوفرت وضعية قيادة جيدة ومدروسة مع مقعد سائق مريح، بتعديل كهربائي رباعي لوضعيته. أما باقي المقاعد فرُفعت لتأمين مجالات رؤية جيدة مع مساحات كبيرة من الزجاج. نظام دفع رباعي فاعل عند تصميمها باجيرو الجديد، ركزت ميتسوبيشي على إمكان الذهاب به إلى أكثر الأماكن وعورة من دون التضحية براحة السائق وركابه والرفاهية المؤمنة لهم، خصوصاً أن الاتجاه العام لسيارات الدفع الرباعي بات مرتكزاً على مفهوم توفير سيارة ذات طابع مترف يمكن استعمالها يومياً على الطرق المعبدة، مع التركيز على قدراتها على الدروب والمسالك الوعرة. وفي هذا الإطار، زودت ميتسوبيشي سيارتها هذه نظام "ايزي سيليكت" للاندفاع الرباعي، وهو يعتمد الإلكترونيات في توزيعه قوة الدفع. إلا أنه يُشغَّل بطريقة يدوية يمكن معها الاختيار بين الدفع الثنائي السريع، أو الوضعية "2 اتش" التي تنتقل معها قوة الدفع الى العجلات الخلفية، والوضعية الثانية "4 اتش" التي يتم خلالها نقل 67 في المئة من قوة السيارة الى العجلات الخلفية، في مقابل 33 في المئة الى العجلات الأمامية في حالات القيادة العادية، لتبلغ نسبة القوة المنقولة الى الأمام 50 في المئة في حال ارتفاع نسبة انزلاق العجلات الخلفية. أما النسبة "4 ال" فمخصصة لانتشال باجيرو من أكثر الأماكن وعورةً، كونها تعمل على نقل جزء كبير من عزم دوران المحرك، وعلى دورات مخفوضة لهذا الأخير الى الإطارات الأربع، ما يمكنه من عبور الطرق الضحلة، كأنها طرق معبدة. ومن ناحية أخرى، يمكن سائق باجيرو الجديد أن يشعر بمدى فاعلية عمل نظام الدفع الرباعي المتطور الذي يؤمن للركاب راحةً قصوى ويساعد السيارة أيضاً على التكيف مع الطريق الوعرة. وهذان أمران لم يكونا ليتحققا لولا تعليق باجيرو المتطور الذي يقوم على شعبتين مزدوجتين مع محور التوائي ونوابض معدن حلزونية ومصاصات صدمات وقضيب مقاوم للانحناء في الأمام، في مقابل محور التوائي ووصلات متعددة مع نوابض معدن حلزونية ومصاصات صدمات وقضيب مقاوم للانحناء في الخلف. محركان في الخدمة مع باجيرو الجديد، يمكن الاختيار بين محركين يعملان على البنزين. يتألف الأول من ست أسطوانات على شكل 7، سعة 3 ليترات، زود جهاز بخاخ إلكترونياً متعدد المنافث مع 24 صماماً في الرأس، يوفر قوة 190 حصاناً عند 5500 دورة في الدقيقة، مع عزم دوران يبلغ حده الأقصى 27 م كلغ عند 4500 دورة في الدقيقة. أما المحرك الثاني فمكون بدوره من ست أسطوانات على شكل 7 أيضاً، إلا أن سعته ارتفعت لتبلغ 5،3 ليتر. وهو يعمل بالتعاون مع جهاز البخاخ الإلكتروني المتعدد المنافث والصمامات ال 24 الموجودة في الرأس على توليد قوة 225 حصاناً عند 5000 دورة في الدقيقة يرافقها عزم دوران يبلغ 31,8 م كلغ عند 3500 دورة في الدقيقة، ويتحلى معها المحرك بمرونة تشغيل عالية، تسهم أيضاً في تعزيز قدراته على الدروب الوعرة، ولاسيما الضحلة منها، والتي تتطلب عزماً عالياً للمحرك على دوران مخفوض. ميتسوبيشي ربطت المحركين المذكورين بعلبة تروس يدوية من خمس نسب أمامية متزامنة يمكن الحصول عليها بالفئة الأوتوماتيكية أيضاً، ولكن بعد تناقص عدد نسبها الأمامية الى أربع. والأخيرة المتوافرة أيضاً بنظام متتال لنقل نسبها، مصنفة ضمن خانة علب التروس "الذكية" التي تتحكم الإلكترونيات بعملها وتجعلها تتأقلم في نقل نسبها مع أسلوب قيادة السائق ونوعية الطريق التي تسلكها السيارة. [email protected]