مع لاغونا الجديدة، سجلت رينو خطوة جديدة في ميدان سيارات السيدان العائلية المتوسطة والمترفة، بدأت ثمارها الإيجابية بالظهور ارتفاعاً ملحوظاً في المبيعات في مختلف الأسواق. وهذا ما دفع الشركة الفرنسية الى تقديم فئة ستايشن واغن من هذه السيارة التي يبدو أنها ستكون بمثابة عمود أساس تعتمد عليه في مسيرتها الهادفة إلى تعزيز مكانتها في سوق السيارات العالمية. على رغم تمتع لاغونا القديمة بتصميم عصري أنيق يوفر لها شخصية مميزة دعمت بمجموعة محركات غنية ومجموعة أخرى من التجهيزات المترفة، لم تتمكن يوماً من تصدر مجموعة رينو، لجهة حجم المبيعات، وقد حظيت به الشقيقة الأصغر ميغان التي توفر منها رينو نسخاً عدة تبدأ بنسخة الأبواب الخمسة وتمر بفئات الأبواب الأربعة والكوبيه والكابريوليه... وصولاً الى نسختي الميني فان سينيك وآر، اكس 4. أما اليوم ومع الدراسات التسويقية والإحصائية التي تقوم بها رينو، تبين لها أن مبيعات سيارات السيدان العائلية المتوسطة الكبيرة سجلت تراجعاً ملحوظاً، بلغ 39 في المئة عام 1995 و35 في المئة عام 1999، في وقت ازداد مبيع سيارات الستايشن واغن، خصوصاً في القارة الأوروبية حيث بلغ النمو 31 في المئة خلال العام 1999، و18 في المئة عام 1995. وبناءً على هذه الدراسات، قررت رينو تقديم الجيل الجديد من لاغونا وبفئتي السيدان السيدان، في الواقع، أقرب الى سيارات الهاتشباك منها الى السيدان التقليدية والستايشن واغن. كلاسيكية بقالب عصري قبل إخضاع لاغونا الجديدة للتجارب الفعلية، بدأ مهندسو رينو بحملة تجارب عبر أحدث برامج الكومبيوتر شملت كل ما يتعلق بالسيارة الجديدة. وانتهت بقرارات عدة، منها اعتماد المعادن المقواة في المناطق الحساسة من الهيكل والبنية التحتية وخفض عدد قطع المعدن الملحمة واستبدال لوائح معدن أحادية كبيرة الحجم بها، أسهمت في رفع مرونة الهيكل من دون التضحية بصلابته لضمان أفضل ديناميكية ممكنة لسيارة سيدان عائلية متوسطة كبيرة، تتمتع بعزل فاعل لارتجاجات الطريق، ولتنعكس هذه القرارات إيجاباً على مقومات السلامة في السيارة التي تحسنت قدراتها على امتصاص الصدمات الأمامية والخلفية والجانبية. وبالعودة إلى التصميم الخارجي للسيارة، يلاظ أنها تتحلى بكلاسيكية عصرية. فتصميم الهيكل حافظ على العناصر التي تؤكد هوية سيارات رينو، ولكن بعد وضعها في قالب متطور، مرده الى توجه شركات صناعة السيارات إلى إنتاج طرازات تتمتع بانسيابية مرتفعة من دون الابتعاد عن اللمسات الخاصة التي طالما ميزت رينو. والخطوط الجانبية للاغونا مثلاً، تذكر بخطوط الجيل الأسبق منها، إلا أنها مختلفة عنها، خصوصاً لناحية المساحات الزجاج الجانبية التي تخلت عن النافذة المثلثة الشكل في الخلف. أما في الأمام، فالمصابيح تخلت عن الزوايا الدائرية لمصلحة أخرى قاسية، كما في تصميم فتحة التهوئة الأمامية الوسطى المميزة في الجيل الجديد بقضبانها الأفقية المتوازية. الواجهة الخلفية التي حافظت من خلالها رينو على عناصر تصميم ميزت الجيل الأسبق من لاغونا، رسمت بطريقة دائرية ابتعد معها التصميم العام عن الخطوط الحادة والزوايا القاسية، واعتمد خطوطاً منسابةً تتخللها زوايا مستديرة طاولت كل أجزاء هذه الواجهة، حتى عاكس الهواء المدمج بغطاء صندوق الأمتعة الذي عملت رينو من خلاله على تأكيد الطابع الرياضي لسيارتها هذه، ودعمته بعجلات معدن رياضية الشكل وخفيفة الوزن مع إطارات عريضة بجوانب مخفوضة. شخصية مستقلة لفئة الواغن أيضاً نسخة الواغن من لاغونا الجديدة تتشارك ونسخة السيدان في التصميم العام، بدءاً من المقدم وحتى العمود الأوسط الذي يفصل بين بابي السيارة الأمامي والخلفي. وفي الحديث عن الجزء الخلفي من لاغونا الجديدة، ولئلا تكون نسخة الواغن منها مماثلة للاغونا نيفادا نسخة الواغن من لاغونا القديمة، اعطت رينو الضوء الأخضر لقسم التصميم لرسم خطوط مختلفة للجزء الخلفي الذي بدا كأنه مستعار من سيارات فورد الأوروبية. فالزجاج الجانبي الخلفي يذكر بالزجاج نفسه المعتمد في فورد فوكوس هاتشباك، في وقت تذكر المصابيح الخلفية بتلك المعتمدة في فورد فياستا، إلا أنها أكبر حجماً وتضم في منتصفها مصابيح الرجوع الى الخلف. مترفة وآمنة أيضاً في خضم التطور التكنولوجي الذي يطاول صناعة السيارات، كان لا بد لرينو من أن تشحن سيارتها هذه بجديدها على هذا الصعيد. فوفرت أجهزة استماع موسيقي مع قارئ كاسيت واسطوانات مدمجة وهاتف ومكيف إلكتروني للهواء تعمل في شكل فاعل جداً. ومن ناحية أخرى، يمكن الحصول على لاغونا الجديدة مع جهاز ملاحة متصل بالأقمار الاصطناعية مربوط إلى شاشة تعمل بالكريستال السائل وتوفر المعلومات بلغات عدة. إلا أن هذا النوع من الأجهزة لا يزال غير متوافر في أسواق الشرق الأوسط. أما جهاز الاستماع الموسيقي المرتبط بمحلل صوتي رقمي يعمل تلقائياً على توزيع الصوت تبعاً لعدد الركاب، فيتميز بقدرته العالية وباحتوائه، إضافياً، قارئاً للأسطوانات المدمجة يمكنه استيعاب ست اسطوانات. وفي مقابل تجهيزات الرفاهية، لم تنس رينو عوامل السلامة. فزودت سيارتها هذه خمسة أحزمة أمان ذات ثلاث نقاط تثبيت لكل منها، مع قدرة شد تدريجي للجسم تبعاً لقوة الاصطدام، إضافةً إلى أربعة أكياس هواء أمامية وجانبية تعمل عبر مستشعرات تقيس قوة الاصطدام وتحدد هل تتطلب قوة الصدمة تشغيل أكياس الهواء التي تنتفخ على مرحلتين تبعاً لقوة الصدمة، أم لا. وتتوافر لاغونا أيضاً مع أكياس هواء جانبية خلفية إضافةً الى ستائر هواء جانبية للجالسين في الأمام والخلف. كذلك، لم تغفل رينو عوامل السلامة الأخرى، فعملت على بناء لاغونا الجديدة، مستعملةً خليطاً من المعادن المميزة بخفة وزنها وبقدرتها العالية على مقاومة الصدمات والتي تبلغ ضعفين ونصف الضعف من قدرة الفولاذ العادي على مقاومة الصدمات. وعملت على تقوية بعض أجزاء الهيكل والبنية التحتية، موفرة مناطق هشة في الامام والخلف تتشوه على نفسها، عند حصول حادث ما، ممتصةً بذلك قوة الاصطدام ومبعدةً تأثيراته السلبية عن مقصورة الركاب. مقصورة مميزة وعلى غرار التصميم الخارجي، تتحلى مقصورة الركاب ولوحة القيادة بشخصية مستقلة، يغلب عليها طابع الترف الذي يبدو جلياً من خلال الجلد الفاخر والخشب المصقول الأخير متوافر لطرازات القمة اللذين يبطنانها. وتقوم لوحة القيادة على تجويف كبير يمتد حتى الكونسول الأوسط، ويحتوي تجويفاً لعدادات السرعة ودوران المحرك ومستوى الوقود ودرجة حرارة المحرك، مع مجموعة من المؤشرات الضوئية التي توفر كل ما يحتاج اليه السائق من معلومات. أما الكونسول الأوسط، فاتخذ لنفسه وضعية وسطاً، وضم جهازي الاستماع الموسيقي والتكييف الإلكتروني اللذين يمكن الوصول إلى مفاتيح تشغيلهما من دون الحاجة إلى رفع النظر عن الطريق، كما باقي المفاتيح التي نُشرت حول تجويف العدادات ومقبض علبة التروس. ومن ناحية أخرى، لا يمكن إغفال وضعية القيادة المثالية، على ما توصف به، في ظل إمكان تعديل وضع المقعدين الأماميين كهربائياً في كل الاتجاهات، فضلاً عن أن جهاز المقود الذي زود مساعداً متغير القوة تبعاً لسرعة السيارة، يتحلى بقدرة تحرك أفقية وعمودية. يذكر أن المساحات المخصصة لركاب المقدم رحبة، كما هي حال تلك المخصصة للقسم الخلفي من المقصورة الذي يمكنه استيعاب ثلاثة ركاب من أصحاب القامات الطويلة، يشعرون بالراحة بسبب المساحات الكبيرة المخصصة لأقدامهم وأكتافهم ورؤوسهم، إضافة إلى أن مقعدهم وثير ينسيهم عناء الرحلات الطويلة. ويضم طراز القمة من لاغونا لائحة كبيرة من التجهيزات القياسية، شأن أجهزة التحكم بالتماسك ومنع غلق المكابح والملاحة والهاتف، إضافةً إلى عجلات معدن رياضية بقياس 17 إنشاً وجهاز إنذار ضد السرقة وماسحات زجاج تعمل بعدد من السرعات مع فتحة سقف كهربائية وزجاج ومرايا كهربائية وغيرها. سيارة بلا مفتاح أبرز ميزات لاغونا الجديدة توافرها من دون مفتاح على غرار مرسيدس فئة اس الجديدة. فقد حلت محله بطاقة ممغنطة، في حجم بطاقات الاعتماد المصرفية، يدخلها السائق في جهاز خاص مثبت في أسفل الكونسول الأوسط ليضغط بعدها على مفتاح في لوحة القيادة الى يمين تجويف العدادات يعمل على تشغيل المحرك. وفي طرازات القاعدة، لا يزال السائق مجبراً على الضغط على مفتاح خاص بجهاز التحكم عن بعد لتحرير الأقفال، وهو جهاز يضم ذاكرة تحفظ وضعيات جلوس السائقين. اما في طرازات القمة، فيكفي أن يلمس السائق مقبض فتح باب السائق الخارجي لتتعرف السيارة الى بصاماته، محررةً بالتالي أَقفال السيارة. محركان في تصرفها ما أن بدأ مهندسو رينو العمل على لاغونا الجديدة، حتى وضعوا أمامهم هدفاً يتمثل في التغلب على السيارات المنافسة، وهو لم يكن ليتحقق، لولا قرار رينو توفير مجموعة غنية من المحركات بلغ عددها ثمانية، نصفها يعمل بالمازوت. أما المحركات الأربعة الباقية، فتعمل بالبنزين ويقوم ثلاثة منها على مبدأ الأسطوانات الأربع المتتالية، سعة 1.6 و1.8 و2.0 ليتر بقوة 110 أحصنة و123 و140 على التوالي. أما المحرك الرابع فمن نادي محركات الأسطوانات الست على شكل 7، سعة 2.9 ليتر، ويمكنه توفير قدرة تبلغ 210 أحصنة. وتُنقل الحركة في كل طرازات لاغونا الجديدة الى العجلتين الأماميتين، عبر خيار بين علبتي تروس: يدوية من خمس نسب أمامية متزامنة، وأوتوماتيكية بأربع نسب. أما طراز القمة من لاغونا، أي المجهز بمحرك الأسطوانات الست، فيتوافر بعلبة تروس واحدة، وهي من النمط الاوتوماتيكي، وقوامها خمس نسب أمامية متزامنة يمكن استعمالها علبة تروس اوتوماتيكية عادية... أو تعاقبية. تعليق متطور مع انتقال قوة المحركين إلى العجلتين الأماميتين وارتكاز معظم الوزن على المقدم، كان لا بد لرينو من إيلاء التماسك عناية فائقة. فإلى أجهزة التحكم بالتماسك ومنع غلق المكابح وتعزيز قوة الكبح في حالات الكبح المفاجئة والقوية، زودت السيارة تعليقاً مستقلاً قوامه تقنية ماكفرسون التقليدية في المقدم والوصلات المتعددة على شكل حرف "أتش" بالانكليزية في المؤخر، حيث استعملت عوازل هيدروليكية تسهم في امتصاص ارتجاجات الطريق وتمنع وصولها الى مقصورة الركاب. أما السبب في اعتماد هذا النظام، دون غيره من أنظمة التعليق الخلفية، فيعود إلى أن هذا النوع من أجهزة التعليق أثبت جدارته مع طرازات كليو، إضافةً إلى كونه يجمع مقومات الراحة وميزات التماسك في تعليق واحد لا يوفر أولوية للراحة على حساب التماسك أو العكس، خصوصاً أن رينو تريد من سيارتها هذه أن تحتل مكانة مرموقة في سوق سيارات السيدان والستايشن واغن العائلية المتوسطة الكبيرة. وعلى لائحة التجهيزات الإضافية، وضعت رينو عدداً من أنظمة مساعدة السائق، شأن جهاز التحكم الديناميكي بتوازن السيارة الذي يعمل بالتناغم مع جهازي التحكم بالتماسك ومنع غلق المكابح التي تعتمد مبدأ الأسطوانات القرصية المهواة في الأمام والخلف، والتي تختفي خلف عجلات معدن بقياس 15 إنشاً في طرازات القاعدة و16 إنشاً في طرازات القمة التي يمكن الحصول عليها إضافياً مع عجلات بقياس 17 إنشاً. حسان بشور [email protected]