عشرون دقيقة فقط كانت كفيلة بتتويج المنتخب السعودي للفوز بكأس الخليج الخامسة عشرة، عندما فازوا على المنتخب القطري بنتيجة 3-1. وتسلم قائد المنتخب السعودي سامي الجابر الكأس والميداليات الذهبية من امير منطقة الرياض الزمير سلمان بن عبدالعزيز، فيما نال القطريون الميداليات الفضية، وجاء الكويتيون ثالثاً وحصلوا على الميداليات البرونزية بعد ان اهلتهم القرعة لذلك اثر تساويهم مع البحرين في النقاط والأهداف. وحقق الحارس السعودي محمد الدعيع جائزة افضل حارس في البطولة، واستحق القطري جفال راشد كأس افضل لاعبي الدورة، فيما نال العماني هاني الضابط لقب الهداف برصيد خمسة اهداف، وذهبت جائزة اللعب النظيف للفريق السعودي، وحصل الجمهور الاماراتي على كأس الجمهور المثالي. وتجلت خبرة لاعبي "الأخضر" في الاوقات الحاسمة، ولم نبالغ عندما قلنا قبل يوم واحد من المباراة الختامية ان التاريخ يقف الى جانب السعوديين، ولم نبالغ ايضاً عندما قلنا ان صاحب الفرصتين لا يفوز دائما، فكرة القدم علمتنا هذا، ولم نبالغ كثيراً عندما اكدنا ان السعوديين لن يسمحوا بأن تذهب الكأس لغيرهم، بعد ان ذهبت مرتين من ايديهم لغيرهم من قبل في الدورة الثانية 1972وفي الدورة التاسعة 1988. يعشق السعوديون خوض المباريات الصعبة، وهم الذين جعلوا انصارهم يعيشون قلقاً حقيقياً طوال ايام الدورة. ولاعبو الأخضر لا "يحمون" سريعاً فهم يحتاجون بعض المباريات حتى يصلوا مرحلة النضج، "خليجي15" اثبتت صحة هذه المقولة... بداية متواضعة امام الكويت، ثم البحرين والامارات وعمان، كانوا يلعبون شوطاً واحداً فقط ثم يتركون الضيوف يلعبون الشوط الثاني، لكنهم تخلوا عن كرمهم "الحاتمي" في المباراة الختامية عندما سيطروا على اللقاء من بابه الى محرابه، واظهروا مهارة عالية وخصوصاً في الشوط الثاني، فقد تغلب الجوهر على العالمي لوشانتر واظهر مقدرة كبيرة في مقارعة المدربين الكبار مواصلاً سجله الممتاز مع "الأخضر" 27 انتصاراً مقابل خسارة واحدة. استغراب واللافت ان القطريين ظهروا قبل المباراة وهم يقدمون التهاني للسعوديين، بل ان مدير الكرة القطري احمد السليطي جزم بأحقية السعوديين تحقيق الكأس بقوله "اللقب للسعوديين شاء من شاء وابى من ابى"، ونجح السليطي في تركيز الاضواء نحوه طوال ايام البطولة وصرفها عن لاعبيه وهو نجح الى حد بعيد في مسعاه، لكنه خرج عن طوره بعد المباراة واظهر غضباً لا نظير له "نبارك للسعودية فوزها بالكأس "الايطالي""، وهو يعني ان الفوز تحقق بمساعدة الحكم الايطالي جيانكارلو بوليننو، واشار بيده اشارة من تسلم نقوداً!!. والمشكلة ان السليطي ظل طوال البطولة ينادي بتمتين اواصر العلاقة الخليجية بين ابناء الخليحج وان الفوز بالكأس لا يعدو كونه انتهاء البطولة فقط. المباراة كاد القطريون ان يريحوا رجال الأمن السعودي، ويجعلوهم ينصرفون الى بيوتهم في وقت مبكر، وتعيش العاصمة السعودية الرياض ليلة هادئة لكن لاعبي الأخضر لم يحققوا الامنيات القطرية، عندما ردوا على هدف احمد خليفة بثلاثة اهداف جاءت كلها في الشوط الثاني، واللافت ان لاعبي المنتخب السعودي كسروا قاعدة فريق الشوط الأول فقط، وقدموا مباراة من طراز رفيع في الشوط الثاني، واثبتوا مقدرتهم على قلب الموازين. البداية لم تسر لاعبي الأخضر ومدربهم الجوهر وحتى انصاره الذين حضروا الى استاد الملك فهد وتجاوز عددهم 60 الف متفرج، عندما سجل لاعب وسط قطر احمد خليفة هدفاً من ركلة مباشرة بعد مرور 16 دقيقة من المباراة، وعلى رغم الضغط النفسي "الرهيب" الذي عاشه اللاعبون ومعهم الجمهور"الصامت" الا ان محاولات السعوديين كانت جادة وتبشر بالتسجيل في اي وقت، وتعملق مدافعو قطر في الحد من خطورة مهاجمي السعودية، وعبثاً حاول الجابر واليامي والجمعان معادلة النتيجة لكن محاولاتهم ذهبت ادراج الرياح، بفضل تألق الحارس الرميحي وامامه فتح والغانم والظهير الايسر الموهوب مشعل مبارك. وشعر السعوديون بفقدان اللقب مع مطلع الشوط الثاني فشمروا عن سواعدهم واجرى الجوهر تغييراً فيه الكثير من المجازفة عندما اشرك المهاجم المشعل بديلاً من المدافع الصقري، وجاءت الدقيقة 73 لتحول المباراة برمتها لصالح السعوديين، عندما توغل الجابر بكرة وتعرض لعرقلة داخل منطقة الجزاء احتسبها بوليننو ركلة جزاء نفذها الجمعان بنجاح وعادل النتيجة، وادرك السعوديون ان التعادل يصب في مصلحة الضيوف فانسل افضل لاعبي المباراة صالح المحمدي وتلقف كرة زميله خليل مسجلاً الهدف الثاني، وحاول القطريون ان يدركوا التعادل لكن المشعل وأد محاولاتهم عندما تلقى كرة كربونية من خليل نفسه وسجل الهدف الثالث لترتفع الرايات السعودية، وتظل الرياض ومعها باقي المدن السعودية ساهرة حتى الصباح. تصاريح في البداية اعرب مدرب الاخضر ناصر الجوهر عن سعادته الكبرى بالكأس التي تحققت، مشيراًَ الى ان ذلك لم يأت الا بجهود الجميع الى جانب الجماهير الوفية التي امتلأ بها استاد الملك فهد الدولي. وعن المباراة رد الجوهر "كانت مباراة مصيرية وقدم المنتخب القطري اداءً جيداً واستطعنا ان نصحح الأخطاء في الشوط الثاني ونسجل ثلاثة اهداف وهي الاهم". ومن جهة اخرى قدم الجابر شكره الجزيل الى الجماهير السعودية التي ساندت المنتخب "لم تخيب امالنا في الحضور وكنا اوفياء في تحقيق الكأس الخليجية". واكد الجابر ان الانجاز الذي حققه الجوهر لم يحققه اي مدرب من قبله وربما لن يحققه احد من بعده. ووسط فرحة سعودية اشار المدافع سليمان الى ان قطر فاجأهم بتسجيل هدف مبكر "استطعنا ان نصحح الاخطاء التي وقعنا فيها وسجلنا ثلاثة اهداف بفضل الروح العالية لزملائي اللاعبين والجماهير".