عندما يشعر المريض بعدم نجاح اساليب طبيبه ينبش الارض بحثاً عن اخر سعياًَ للشفاء، وعندما يشك الاب في صلاحية مدرسة ابنائه يغيرها من اجل فرصة تعليمية افضل، وحين لا نجد المتعة في برنامج تلفزيوني فلسنا بحاجة للتذكير بوظيفة جهاز السيطرة، فلماذا لا نشعر دائماً بالتصاقنا مع دورات الخليج كالتصاق الرئة بالقلب؟ اليوم الأول: يصل المعلق الى استاد الملك فهد الدولي في الرياض ليفاجأ ان الذي باعه الحقوق نسي واجبات تأمين وصول الصوت والصورة الى بلد الشركة الام. اليوم الثاني: نظراً لضيق الوقت تم البحث عن بدائل غير مضمونة لايصال صوت المعلق الذي يحلف انه كان يصرخ حتى يصل صوته لكن المشكلة على ما يبدو كتلك التي واجهت الامير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب عندما كنا نرى شفتيه تتحركان خلال كلمة افتتاح البطولة ولم نسمع صوته الا وهو يكاد يختم كلمته. اليوم الثالث: حاولنا البحث عن الملحق اليومي الخاص بالبطولة فتذكرنا ان البديل هذا العام هو الموقع الالكتروني، واذا بالموقع عندما نزوره يحمل لافتة "مازال الموقع تحت التشييد". اليوم الرابع: مازالت المشاكل التقنية متواصلة مع محطتنا الفضائية التي دفعت اكثر من نصف مليون جنيه استرليني لشراء الحقوق، صوت المعلق بدأ يصل مزيناً بالانقطاع المتواصل. اليوم الخامس: يتأكد للناظرين قصر نظر كل من طبل وزمر لنجاح رعاية البطولة، فالجمهور غائب وليس بالمال وحده تحيا الرياضة. اليوم السادس: بعد انقضاء ثلث مباريات البطولة يعترف اولى العلم في الشأن الكروي بضعف المنتخبات المشاركة فنياَ. اليوم السابع: اكثر من صحافي تلفزيوني يقرر الكتابة الى مسؤولي وزارة الاعلام السعودية يوضحون لهم ان مجال تطوير النقل التلفزيوني في دورة الخليج يكاد يصل الى مئة بالمئة بعد "ابداعات" المخرجين في تفويت الفرصة على المشاهدين في متابعة الاهداف بسرعتها الطبيعية وهدف اليامي الثاني في مرمى البحرين احد الامثلة. اليوم الثامن: مدير البطولة يضرب مثالاً للديموقراطية في بلادنا عندما يجيب على سؤال صحافي قائلاً "ميزانية البطولة سر". اليوم التاسع: الحكام الاجانب في الدورة حضروا للسياحة والبحث جار عمن كان وراء اختيارهم وكم بلغت اتعابهم وتكاليفهم. اليوم العاشر: الشركة الراعية تكشف عن دفع 11 مليون ريال للجنة المنظمة لقاء الحصول على الحق الحصري في رعاية البطولة وتسويقها. اليوم الحادي عشر: لا صفقات للاعبين خليجيين مع اندية اوروبية خلال يوميات الدورة. اليوم الثاني عشر: الرسالة اليومية لتلفزيون الخليج تؤكد حرص اصحاب الرؤية التلفزيونية اعتماد ذات اساليب الرسائل اليومية لدورات الخليج في اواخر السبعينات واوائل الثمانينات ظناً انهم يحافظون على التراث ويحاربون سلمياً مظاهر العولمة. اليوم الثالث عشر: هاتف من الرياض يبشرني ان بطاقتي الصحافية جاهزة للاستلام. اليوم الرابع عشر والاخير: اتصل بالعمل مدعياً المرض وابعث زوجتي الى بيت اهلها واغلق هاتفي الشخصي وانتظر لقاء السعودية وقطر وانا اسأل: لماذا انا اعشق دورات الخليج العربي بعد كل هذا وذاك؟