أستمتع جداً بأصوات بعض المعلقين في المناسبات الرياضية المختلفة مثل استمتاعي أحياناً بصوت أم كلثوم، فأنا لا يفوتني يوم من دون سماع صوتها وإلا شعرت بنقص غريب في نظام حياتي اليومي. والحقيقة أن الطريق لقلب المشاهد هو صوت المعلق، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية فانتشار القنوات الفضائية العربية والأوروبية جعلنا نستمع إلى مئات الأصوات من مختلف الجنسيات كما أن بعض القنوات زادت من خدمتها فجعلت المباراة بصوت أكثر من معلق وأحياناً ثلاثة معلقين احدهما بالانكليزية وأحياناً بالفرنسية، إضافة إلى معلقين عرب من جنسيتين مختلفتين لتزيد حدة المنافسة، وتزداد معها حيرة المشاهد فالبعض يتعصب لجنسيته فيفضل ابن بلده والبعض الآخر لا يفرق معه اسم أو جنسية المعلق، فقط يبحث عن المتعة من خلال صوت المعلق وهناك البعض الذي يهرب إلى صوت المعلق الأجنبي حتى يرتاح من الضوضاء التي يثيرها بعض الإخوة المعلقين وما أكثرهم على الساحة الآن. كما قلت في البداية، أن صوت المعلق قد يسعدني ويطربني فأستمع للمباراة وأستمتع بها وهذا يحدث نادراً، أما الآن فلم يعد هناك من يطربك ويسعدك إلا عدد محدود من مئات الأصوات المنتشرة في عال منا العربي وحتى لا أحرج احداً، فلن اذكر أسماء بعينها، ولكن فقط سأحاول أن أوضح ما يزعج المشاهد، تعالوا بنا في البداية إلى إحصاءة مهمة جداً توضح لنا أن اكبر رقم قياسي للعب الفعلي في أي مباراة على مستوى العالم اجمع لم يزد عن (60) دقيقة فقط لا غير وبقية المباريات يتراوح زمن اللعب فيه من (30) إلى (50) دقيقة في المباراة وبحسبة بسيطة جداً ستجد أن المعلق لديه على الأقل (40) دقيقة في كل مباراة يستطيع من خلالها أن يعطينا كل معلوماته مهما بلغت، ولكن وبكل أسف نجد أن معظم معلقينا يضيفون دقائق بالجملة فوق دقائق اللعب الفعلي في الرغي والكلام في الهوا لا داعي منه ولا فائدة له على الإطلاق فلا يهمني مثالاً أن استمع إلى معلومة أن لاعباً مصرياً أو مغربياً قد لعب في الدوري الاسباني وبينما الكرة في طريقها إلى المرمي وعلى الأقل لعبة خطرة . ولا يهمني أيضاً أن استمع إلى تاريخ لاعب قديم له اسم وتاريخ في الوقت الذي يسدد فيه لاعب بحجم إبراهيموفيتش في هدفنا في أول مباراة يشارك فيها في الدوري الاسباني مع فريقه الجديد برشلونة. والغريب أن معظم السادة المعلقين يفخرون بأنهم تتلمذ على صوت الكابتن لطيف شيخ المعلقين العرب أو أكرم صالح احد أفضل من علق على كرة القدم في العالم وبكل أسف أن أحداً منهم لم يأخذ من أسلوب وطريقة الرجلين فقد كان همهم الأول هو وصف ما يحدث داخل ارض الملعب أثناء المباراة أما المعلومات والإحصاءات فلها وقتها أو حتى لا لزوم لها أحياناً على الإطلاق تتقن لسخونة المباريات وأحداثها المتلاحقة، ولكن وبكل أسف تجد الجميع يخرج تماماً عن أحداث اللقاء ليشرح لنا كيف انتقل فلان إلى النادي الفلاني، بل إن بعضهم اخذ يشرح لنا الوجبة المفضلة للاعب أو طريقته في ارتداء ملابسه وكل هذه الفرعيات مكانها في حديث صحافي أو تقرير مصور وليس في التعليق على مباراة لكرة القدم أو حتى نشرات الأخبار هي الأخرى انتقلت إليها عدوى الرغي والثرثرة والكلام في الفاضي والمليان عليكم فقط أن تشاهدوا نشرات الأخبار في أية محطة أوروبية، وتقارنوا بينها وبين نشراتنا العربية في أية قناة لتكتشفوا الفرق سريعاً جداً وبالمناسبة أتذكر زميلاً لنا كان يقدم معنا الفقرة الإخبارية في التليفزيون المصري على الهواء مباشرة وفوجئ المسؤولون عن النشرة بأنه اخذ وقتاً أطول من النشرة نفسها ما جعلهم يلغون الفقرة بأكملها حرصاً على الوقت، إذاً السادة المشاهدون، فهل يعود إخواننا المعلقون إلى صوابهم، ويجعلون الحدث الرئيسي هو مباراة كرة القدم التي يعلقون عليها ولا يدخلون في أشياء أخرى، لان المعلومات العامة يستطيع أي منا أن يحصل عليها بسهولة ويسر بمجرد الدخول على موقع رياضي أم أننا سنستمتع أكثر بالمعلق الأجنبي حتى ولو كنا لا نعرف في اللغات . SHOPIER.AHMED@ YAHOO.COM