القدس المحتلة - أ ف ب - دانت السلطة الفلسطينية الهجوم الذي نفذته فلسطينية وسط القدس الغربية وأسفر عن مقتله ومقتل اسرائيلي واصابة أكثر من 50 شخصاً، في حين حمّلت اسرائيل فوراً الرئيس ياسر عرفات مسؤولية الهجوم. ووقع الانفجار قرب مطعم "سبارو" للبيتزا على مفترق طرق بين شارعي يافا والملك جورج، وهرع رجال الاسعاف والشرطة الى المكان حيث انتشرت قوات الشرطة بأعداد كبيرة. وأعلن قائد شرطة القدس الكومندان ميكي ليفي الذي اصيب بأزمة قلبية بعد وقت قصير من الهجوم، ان "عبوة قوية جدا استخدمت"، فيما افاد ناطق باسم منظمة "نجمة داود" ان الهجوم أوقع 53 جريحاً ثلاثة منهم في حال الخطر، في حين كان مصدر في الشرطة اعلن سقوط قتيلين من "حرس الحدود"، في معلومات لم تؤكد رسميا. ويأتي الهجوم الجديد بعد يومين على عملية انتحارية في تل ابيب ادت الى مقتل منفذها الفلسطيني واصابة 18 شخصاً بجروح. ووقع الهجوم الجديد في حي مزدحم تنتشر فيه المحال التجارية، وكان شهد هجوما سابقا تبنته "حركة المقاومة الاسلامية" حماس واوقع 16 قتيلا بينهم منفذه الفلسطيني في 9 آب اغسطس الماضي. وفي هذا الصدد، قال ايتان بن شلومو الذي يعمل في مطعم قريب: "هذا سابع انفجار اشهده في هذه المنطقة... وكان هذا اقواها". وقال الناطق باسم رئاسة الوزراء رعنان غيسين: "عرفات هو المسؤول لأنه يشجع إرهابيين على ارتكاب عمليات انتحارية"، في اشارة الى تصريحات الرئيس الفلسطيني اول من امس في رام الله التي اكد فيها مجدداً أمنيته في الموت "شهيداً من اجل القدس". من جانبها، استنكرت القيادة الفلسطينية بشدة الهجوم، ودعت الرئيس جورج بوش الى ارسال المبعوث الاميركي انتوني زيني الى المنطقة "لاستئناف التنسيق الامني الثلاثي من دون تأخير ولاستئناف المفاوضات وتنفيذ تفاهمات تينيت وتقرير ميتشل". وقال ناطق رسمي في بيان ان "القيادة تستنكر بشدة العملية" وتطالب الحكومة الاسرائيلية ب"رفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وقيادته وكذلك مقر الرئيس عرفات لتتمكن القيادة من ممارسة المسؤوليات الوطنية والامنية من اجل استعادة اجواء التهدئة لتوفير الظروف لاستئناف عملية السلام". ملابسات مقتل فلسطيني على صعيد آخر، قتل فلسطيني مساء اول من امس برصاص الجيش قرب حاجز عسكري على مدخل مدينة رام الله. وافاد شاهد ان الجنود اوقفوا ناصر ابو سليم 29 عاماً من قرية رنتيس والذي قالت اسرائيل انه عضو في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس، عند الحاجز واقتادوه الى مبنى حيث اطلقوا النار على ساقيه وتركوه ينزف". وأفاد شاهد آخر ان جدالاً حصل بين ابو سليم والعسكريين قبل اطلاق النار عليه. وأكد مدير المستشفى في رام الله حيث نقل الضحية: "كان بالإمكان انقاذه لو لم يحتفظ الجنود بالجريح لمدة ثلاثة أرباع الساعة من دون ان يقدموا له الاسعافات الاولية". لكن ناطقا عسكريا اسرائيليا نفى ان يكون ترك الرجل من دون تقديم الاسعافات الاولية، مؤكداً أن "ممرضاً من الجيش قدم له الاسعافات الاولية قبل وصول سيارة الاسعاف الفلسطينية"، مضيفاً انه "تم تصوير الحادثة". وتقول رواية الجيش الاسرائيلي ان الحادث بدأ عندما حاولت مجموعة من الفلسطينيين اقتحام حاجز عسكري للدخول الى رام الله. واعلن ناطق ان "مشادة حصلت حاول خلالها الرجل الاستيلاء على سكين بحوزة الضابط قائد الحاجز". واضاف: "وعندها اطلق الضابط النار على ساقي" الفلسطيني، الا انه لم ينف ان يكون هذا الاخير توفي نتيجة فقدانه الكثير من الدماء قبل ان يكون بالإمكان انقاذه بواسطة نقل الدم. يذكر ان ابو سليم هو عامل بناء سبق ان اعتقله الجيش الاسرائيلي عام 1996 ووضع قيد الحبس الاحترازي من دون محاكمة بتهمة الانتماء الى حركة "حماس". إلى ذلك، اعلن ناطق عسكري ان مدنيا اسرائيليا جرح مساء اول من امس برصاص فلسطينيين قرب قرية بورقين على طريق بين مستوطنتين شمال الضفة. واوضح ان جروحه خطيرة ونقل الى المستشفى، لكنه لم يوضح هل الجريح من المستوطنين او من سكان اسرائيل. تجريف في غزة وفي قطاع غزة، أكدت مصادر أمنية فلسطينية وعسكرية اسرائيلية ان الجيش اعاد فتح الطرق الرئيسية التي تصل جنوب قطاع غزة بشماله بعد اغلاق دام يومين. وأوضحت المصادر الامنية ان الجيش رفع الحاجزين العسكريين في ابو هولي في دير البلح والمطاحن في خان يونس جنوب قطاع غزة، اضافة الى مفترق الشهداء قرب مستوطنة "نتساريم" جنوبغزة. وقال شهود ان الجيش "وضع في تلك المنطقة اشارات مرور جديدة واجهزة مراقبة وتصوير على مدخل طريق كوسوفيم قرب حاجز ابو هولي". كذلك اعلن مصدر امني فلسطيني ان الجيش اطلق مساء اول من امس اربعة صواريخ على بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. وقال ناطق عسكري اسرائيلي ان الدبابات اطلقت نيرانها "في اتجاه مشتبه بهما" اقتربا من السياج الالكتروني المحيط بالمستوطنة. وافاد مصدر امني فلسطيني ان الجيش جرف ظهر امس مستعينا بالجرافات العسكرية والدبابات، اراضي فلسطينية واقتلع عشرات الاشجار بعد التوغل لعشرات الامتار جنوب شرق مدينة غزة، مضيفا ان "الدبابات توغلت بذلك عشرات الامتار في اراض خاضعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة". واشار الى ان الجيش "اطلق ايضا نيران اسلحته الرشاشة باتجاه موقع للامن الوطني الفلسطيني شرقي مدينة غزة واحدث اضرارا بالموقع من دون وقوع اصابات".