زامبوانغا الفيليبين - رويترز - إحذروا نحن هنا... رسالة واضحة تريد القوات الاميركية التي نشرت في جنوب الفيليبين في إطار حملة الولاياتالمتحدة ضد الارهاب توصيلها لمقاتلي جماعة "أبو سياف". وبدأ عشرات الجنود الاميركيين يصلون الاسبوع الماضي بعيداً من أعين وسائل الاعلام. وكانوا يستعدون في هدوء داخل معسكر كبير للجيش في مدينة زامبوانغا جنوب البلاد لبدء ما تسميه مانيلا تدريبات مشتركة ضد متطرفين إسلاميين محليين مرتبطين بشبكة "القاعدة" التي يتزعمها أسامة بن لادن. وقال ضابط في القوات الجوية الاميركية في مقابلة مع "رويترز" في المعسكر الذي تستخدمه القيادة الفيليبينية الجنوبية مقراً لها "نحن واثقون جدًا من هزيمة الارهاب". وأضاف: "نحن متفوقون في كل شيء... عليهم الحذر من خبرة الجيش الفيليبيني وبعض التكنولوجيا التي نملكها". وكان الجنود الاميركيون يتدربون استعدادًا قبل بدء التدريبات التي تجرى في مناطق جبلية تكسوها الادغال في جزيرة باسيلان المجاورة حيث تحتجز جماعة "أبو سياف" اثنين من المبشرين الاميركيين رهينتين منذ ثمانية أشهر. لكن البعض يقوم بما هو أكثر من التدريب. فبعض الجنود الاميركيين منذ وصولهم الى زامبوانغا التي يعيش فيها نحو 700 ألف غالبيتهم العظمى من المسيحيين يتأهل لمواجهة خصم لا يزال غير مرئي. وقال ناطق باسم القوات المسلحة الفيليبينية: "يقرأون الكثير من الكتب الفيليبينية... يقرأون عن مشكلة مينداناو وابو سياف. اشتروا كمية كبيرة من الكتب". والتدريبات المشتركة التي تجرى تحت اسم "كتفاً بكتف" أدت الى مزيد من الاستقطاب في دولة تقطنها غالبية كاثوليكية ومفتتة بالفعل بالخلافات السياسية. ففيما تؤيد حكومة الرئيسة غلوريا آرويو وجماعات رجال الاعمال وقسم كبير على ما يبدو من السكان المساعدة العسكرية الاميركية للقضاء على جماعة "أبو سياف"، شنت جماعات قومية ويسارية رئيسة هجومًا شديدًا على الوجود العسكري الاميركي باعتباره انتهاكاً للدستور الذي يحظر على القوات الاجنبية العمل في البلاد ما لم يكن ذلك لاغراض التدريب. وتقول آرويو إن الاميركيين جاؤوا فقط لتدريب القوات المحلية على أساليب محاربة الارهاب وليس للمشاركة في القتال. ووصل بالفعل نحو 100 جندي أميركي من قوات سيصل عددها الى 660 جنديًا يتوقع وصولهم هذا الاسبوع. ومن بين هؤلاء نحو 160 من القوات الخاصة سينشرون في جزيرة باسيلان. وليس واضحًا تمامًا إذا كان هؤلاء الجنود سيصاحبون الجنود المحليين في التدريبات الميدانية أم سيظلون في معسكر في باسيلان. ويقول منتقدو التدريبات إنها وصفة تقود الى مغامرة عسكرية فعلية يتورط فيها الاميركيون لأن التدريبات العسكرية ستجرى في منطقة قتال وتستخدم ذخيرة حية وتتم على أهداف حية. ويرى البعض أن مبرر التدريب ما هو الا ستار لإدخال القوات الاميركية الى البلاد على نحو ينتهك الدستور.