مانيلا - رويترز - تسببت موافقة مانيلا على اجراء تدريبات مشتركة مع القوات الاميركية في جنوب الفيليبين في اشاعة موجة من الانتقادات وصلت حد اتهام رئيسة البلاد بالخيانة، على رغم التأكيدات بأن دور هذه القوات سيقتصر على تدريب القوات الفيليبينية وتقديم الخبرة الفنية. واتهمت المعارضة واليساريون الرئيسة غلوريا ارويو بالكذب وانتهاك الدستور عبر السماح بوجود قوات أجنبية في البلاد. وأبدى عدد من أعضاء مجلس الشيوخ تحفظاتهم عن الانتشار. وحذروا من أن مثل هذا الانتشار قد ينتهي بعودة الولاياتالمتحدة الى الاحتفاظ بقواعد عسكرية في البلاد. ويقول منتقدو الحكومة ان ارويو يمكن ان تتعرض للمساءلة وربما العزل من منصبها بسبب سماحها لقوات اجنبية بدخول بلادها وهو ما يخالف الدستور. وقال السناتور السابق فرانسيسكو تاتاد ان "الرئيس الذي يطلب من قوة عسكرية اجنبية مساعدته في حل مشكلاته الداخلية يرتكب خيانة وهي مخالفة تستوجب المساءلة". واعتبر النائب رودولفو بيازون ان مدة التدريبات المقررة حتى حزيران يونيو المقبل وحجم المشاركة الاميركية ونوعيتها، تؤشر كلها الى ان هناك "عملية مشتركة" بين الجانبين. وتساءل عن سبب اختيار منطقة زامبوانغا مسرحاً للعمليات وعن سبب السماح باستخدام الاسلحة الحية. وحذرت جماعة "بايان" اليسارية من "مضاعفات خطيرة"، ونبهت من "تحويل اقليم مينداناو الى أفغانستان اخرى، خصوصاً مع السجل الاسود للتدخل الاميركي في وسط اميركا وافريقيا وآسيا". وشبهت حركة "كاراباتان" اليسارية الوضع ب"فيتنام الستينات". وأوضحت: "ما بدأ زيارة عادية لمستشارين عسكريين تحول مشروعاً لاضطهاد الشعب الفيتنامي". وفي مانيلا، اندلعت سلسلة تظاهرات ضد الوجود الاميركي، فيما نفى نائب الرئيسة تيوفستو جينيونا اشاعات تحدثت عن استقالته من وزارة الخارجية بسبب خلافات مع ارويو. وقررت الولاياتالمتحدة ارسال 160 فرداً من القوات الخاصة اضافة الى 500 آخرين من قوات المساندة والدعم الفني الى جزيرة باسيلان ومدينة زامبوانغا المجاورة للانضمام الى الجيش الفيليبيني في قتاله ضد جماعة ابو سياف. وعلى رغم ان هذه القوات الاميركية هي قوات غير مقاتلة من الناحية الرسمية الا انها تعتبر اكبر توسع للحرب الاميركية ضد الارهاب خارج افغانستان حتى الآن. وقالت تقارير ان طلائع القوات الاميركية وصلت الى باسيلان أمس وأقامت قاعدة عسكرية على الجزيرة الجبلية الكثيفة الاشجار حيث يوجد عدد من الجماعات المتمردة. وأوضح مسؤولون محليون ان القوات الاميركية بدأت في استطلاع المنطقة وتأمين سلامة المكان.