يتوجه اليوم إلى عمان وزير الخارجية المصري السيد أحمد ماهر حاملاً رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تتعلق بالتطورات العربية الراهنة، خصوصاً التدهور الحاد في العلاقات الفلسطينية - الأميركية، وما تتعرض اليه القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني من وحشية إسرائيلية. وقالت مصادر في وزارة الخارجية المصرية إن ماهر سيجري محادثات مع نظيره الأردني مروان المعشر في شأن جدول أعمال القمة العربية في بيروت في آذار مارس المقبل. وكان ماهر عاد أمس من بكين ضمن الوفد المرافق لمبارك. ونقلت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" عن ماهر وصفه زيارة الرئيس المصري "الثامنة" للصين بأنها الأهم في تاريخ علاقات البلدين، مشيرا الى أن بكين أكدت خلال الزيارة تأييدها الدول العربية وأبدت استعداداً أكبر للتدخل في الشرق الأوسط. اما عن الحملة الاميركية لمكافحة الإرهاب، فقال: "إن مصر أوضحت للجميع أن التعرض لدولة عربية سيكون له آثار خطيرة"، مشيرا الى ان ذلك جعل واشنطن تتردد "رغم مناداة البعض بالتعرض لدول عربية". ودعا ماهر إلى الفصل بين العراق وموضوع الإرهاب و"لا ينبغي استغلال الحرب ضد الإرهاب لضربه اذ لم يتضح أي دليل يثبت تورطه في الإرهاب"، مشيراً إلى "أن العراق ملزم وملتزم قرارات مجلس الأمن ومنها التفتيش" و"هناك أمور نفذها وأخرى لم ينفذها وعليه تنفيذها". وشدد ماهر على أن "العقوبات المفروضة على العراق دامت لفترة طويلة ولاپبد من وضع حد لها"، داعيا الى "أن يكون هناك تناسب بين ما تحقق والعقوبات" و"مراعاة عدم الإضرار بشعب العراق" فيما "على العراق تنفيذ التزاماته والا يهدد جيرانه". وعن مشكلة الشرق الأوسط، أكد ماهر أن الدور الأساسي في الحل هو الدور الاميركي رغم ظهور قوى أخرى الآن أصبحت راغبة في التدخل للمساعدة مثل روسيا والاتحاد الأوروبي والصين. وأعرب ماهر عن اعتقاده بأن "كل ما يحدث من تصاعد في أعمال العنف يؤكد إفلاس سياسة الحكومة الإسرائيلية برئاسة ارييل شارون التي تولت الحكم على أساس وعد بتحقيق الأمن والسلام فلم تحقق لا الأمن ولا السلام"، مشيراً إلى أن عدد الضحايا الذين سقطوا منذ تولي شارون أكبر من العدد الذي سقط في أي فترة سابقة. وقال: "قد يكون هناك تأييد من المواطنين الإسرائيليين لشارون بسبب عدم وجود بديل أو بسبب ضعف حزب العمل، لكن تزايد عدد الضحايا سيدفع شعب إسرائيل لرفض سياسة هذه الحكومة". وأكد ماهر أن العنف لا يولد إلا العنف، وأن السياسة التي ينفذها شارون فاشلة وعلى العالم أن يوضح له ذلك لأن هذه السياسة لا تضر فقط بالشعب الفلسطيني بل بالشعب الإسرائيلي أيضاً وهذه السياسة مقضي عليها بالفشل، مؤكداً أنه كلما استمرت كلما ضعفت فرص التوصل للسلام، وكلما تم الإسراع بالحل قل عدد الضحايا والاضرار الناجمة عن التدهور في الأوضاع، وقال: "إن هذا هو دور الشعب الإسرائيلي الذي لاپبد أن يوقف شارون عن سياسته".