كشف قائد القوات الأميركية في افغانستان الجنرال تومي فرانكس أمس ان العثور على زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن لم يعد أولوية لدى واشنطن، في حين تعهد الرئيس جورج بوش بذل كل ما هو ممكن للقضاء على الارهاب. وطالب نواب اميركيون زاروا قاعدة غوانتانامو في كوبا بعدم معاملة معتقلي حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" كأسرى حرب، وأشاروا الى احتمال اعادتهم الى دولهم ليحاكموا فيها. وفي حين تسعى الأممالمتحدة الى ترتيب البيت الأفغاني عبر تنظيم مؤتمر "لويا جيرغا"، وتحديد علاقات كابول والدول المجاورة، خصوصاً ايران التي زارها أمس الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان، كشفت اسلام آباد عن اختفاء صحافي اميركي، رجحت ان يكون خطف لدى محاولته عقد لقاءات مع أعضاء في "القاعدة". وفي ختام زيارة لباكستان، أعلن الجنرال فرانكس أمس ان واشنطن لا تملك أي فكرة عن مكان وجود بن لادن أو زعيم "طالبان" الملا محمد عمر، وان مطاردتهما "ليست أولى الأولويات" في الحرب على الارهاب. واضاف ان "الهدف الأول يكمن في منع حصول اعتداءات ارهابية في المستقبل". وتابع فرانكس خلال مؤتمر صحافي في اسلام اباد بعد لقائه المسؤولين في الحكومة الباكستانية: "ما نقوم به هو استخدام معلومات الاستخبارات التي نتلقاها لنكون قادرين على منع اعتداءات ارهابية جديدة، وهذا هو عملنا الأول". ورفض "التكهن بإمكان تنفيذ عملية عسكرية" وراء الحدود الافغانية خصوصاً في ايران وباكستان، حيث قد يكون وجد الهاربون ملجأ لهم. وقال: "سنواصل يومياً مراقبة المكان الذي ربما توجه اليه الذين نبحث عنهم، ونأمل بتعاون الدول التي سيتواجدون فيها". في واشنطن، أكد الرئيس بوش امس ان "كل العالم يشاطر" ادارته تعهدها تعزيز أمن الولاياتالمتحدة. وقال ان "على اميركا ألا ترتاح طالما لم يُعثر على كل المجموعات الارهابية القادرة على التحرك في العالم، ووقفها وإلحاق الهزيمة بها"، موضحاً انه يتوقع في الموازنة العسكرية الجديدة للولايات المتحدة مزيداً من الأسلحة الفائقة الدقة والدفاع المضاد للصواريخ وتجهيزات التكنولوجيا الحساسة، بالإضافة الى زيادة رواتب الجنود. وجاء كلام بوش بعد زيارة وفد من الكونغرس أول من أمس قاعدة غوانتانامو لتفقد الأسرى. وضم الوفد ثلاثة من اعضاء مجلس الشيوخ و17 نائباً من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، واطلع على أحوال 185 أسيراً تستجوبهم السلطات الأميركية بحثاً عن معلومات تؤدي الى اعتقال زعماء "القاعدة" وفي مقدمهم اسامة بن لادن. ووافق النواب، وغالبيتهم من الحزب الجمهوري، على تصريحات للسناتور جيمس انيهوف الذي قال ان الأسرى "لا يمثلون دولة محددة ولا يرتدون زياً موحداً. ولا اعتقد ان بإمكاننا معاملتهم كأسرى حرب، لذلك من الأفضل نقلهم الى دولهم ليحاكموا فيها". في طهران، أعرب انان عن ارتياحه الى نتائج محادثاته مع مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي، والرئيس محمد خاتمي ووزير خارجيته كمال خرازي، والتي شارك فيها الأخضر الابراهيمي المبعوث الخاص للأمين العام للامم المتحدة. واكد انان ان ليست لديه "أي معلومات مستقلة" تدل على تدخل ايراني في افغانستان. وصرح في مؤتمر صحافي بأن الايرانيين "لا يحبون تنظيم القاعدة ولا يؤيدونه فكرياً ولا دينياً ولا سياسياً". وأشاد ب"الدعم الكبير" الذي تقدمه ايرانلكابول بعدما تعهدت دفع 560 مليون دولار لإعادة إعمار افغانستان. وجدد دعوته الى معاملة المعتقلين في قاعدة غونتانامو الاميركية وفقاً للقوانين الدولية، وقال: "علينا اتخاذ اجراءات فعالة ضد الارهاب، ولكن مع حماية حقوق الانسان". وأعلن خاتمي ان "دعم الحكومة الانتقالية الافغانية واجب على ايران". وفي اسلام آباد، قللت مصادر أفغانية من أهمية الاعلان عن اللجنة التي شكلت لعقد مجلس "اللويا جيرغا" الوطني الموسع من أجل تحديد موعد نقل السلطة من رئيس الحكومة الانتقالية حامد كارزاي في حزيران يونيو المقبل الى سلطة منتخبة، بعد الاتفاق على دستور لأفغانستان. وأضافت المصادر ان المجلس لن يختلف أبداً عن المؤتمر الذي عقد خلال الاحتلال السوفياتي لأفغانستان بين عامي 1979 و1989، ما دامت القوات الاميركية والاجنبية موجودة على الأرض الافغانية، خصوصاً مع دعوات أعضاء في الكونغرس الاميركي الى التمديد لولاية كارزاي، وحديث أقطاب الحكومة الحالية عن هذا التمديد، كون فترة الشهور الستة قليلة، ولا تكفي لتنفيذ أجندة معينة.