أقر المجلس القبلي الموسع في أفغانستان (لويا جيرغا) امس، اتفاقاً أمنياً مع واشنطن ينظم وجود القوات الأميركية بعد الانسحاب المقرر لحلف شمال الأطلسي نهاية العام المقبل. وصادق ال «لويا جيرغا» على نص الاتفاق وقرر اعتماده بعد اربعة ايام من المداولات في كابول. وطالب ال «لويا جيرغا» الرئيس حميد كارزاي بالتوقيع على الاتفاق في موعد أقصاه نهاية هذا العام، فيما بدا الأخير متردداً وراغباً في وضع شروط. أتى ذلك بعد اعلان كارزاي في خطاب امام ال «لويا جيرغا» أنه سيترك امر التوقيع على الاتفاق للرئيس الأفغاني المقبل الذي سينتخب بعد الاستحقاق الرئاسي في نيسان (أبريل) 2014، الأمر الذي اثار استياء واشنطن ودفعها الى التهديد بالانسحاب فوراً، ما يهدد بفراغ امني خطر في أفغانستان. لكن اهم ما قاله الرئيس الأفغاني هو ربطه تنفيذ قرار ال «لويا جيرغا» بشرط إحلال السلام أولاً، ما اوحى للمراقبين رغبته في استخدام هذه القرار «ورقة ضغط» على الجانبين الأميركي والباكستاني والأطراف الداخلية، لدفع عملية السلام قدماً في عهده، وذلك بعدما اتهم واشنطن وإسلام آباد مراراً بالمناورة والتفاهم مع «طالبان» بمعزل عنه. وحضت لجنتان فرعيتان في ال «لويا جيرغا» الرئيس الأفغاني على توقيع على الاتفاق في أقرب موعد ممكن، كما طالبتا الولاياتالمتحدة بالحيلولة دون قيام نشاطات دينية تبشيرية في الأراضي الأفغانية وعدم تخزين مواد وأسلحة نووية في أفغانستان. وقالت نجيبة حسيني التي رأست اللجنة الفرعية الثالثة في ال «لويا جيرغا» في تصريح نقله التلفزيون الأفغاني امس، انه «مع الأخذ بالاعتبار الوضع الأمني والاستقرار في أفغانستان، فإن اللجنة وافقت على 25 مادة من مواد الاتفاق الأمني مع واشنطن بالإجماع ، في حين تمت الموافقة على المادة 13 من نص الاتفاق بغالبية الأصوات»، وهي المادة التي تخص الحصانة القانونية للقوات الأميركية في أفغانستان. وكانت هذه المادة اثارت جدلاً داخل افغانستان وفي اوساط منظمات معنية بحقوق الإنسان في الخارج. واعتبر نجيب الله ناصر رئيس اللجنة الفرعية الثانية في ال «لويا جيرغا» ان توقيع كارزاي على الاتفاق «ضروري وذو فوائد لرخاء وتقدم البلاد وازدهارها». كذلك، هدد الرئيس الأفغاني بعدم توقيع الاتفاق اذا واصلت القوات الأميركية غاراتها ودهمها لمنازل الأفغان. وقال ان «القوات الأفغانية وحدها ستتعامل مع الأحداث ومع طالبان والإرهابيين». وقال كارزاي ان السفير الأميركي في كابول جيمس كاننغهام وقائد القوات الأميركية في افغانستان الجنرال داند فورد، أبلغاه ان الانتخابات الرئاسية المقبلة في افغانستان ستشهد جولة اعادة وأن عليه توقيع الاتفاق وعدم تأجيله إلى حين الانتهاء من الانتخابات الرئاسية.