قندهار افغانستان - رويترز - تتحول مساحات شاسعة من جنوبافغانستان في الخريف الى بحر من الازهار اليانعة لها من الالوان الاحمر والاصفر والابيض والبنفسجي وتخطف الابصار. انها حقول الخشاش. وفي الربيع تذهب الازهار. لكن تظهر مكانها سيقان اعلاها ثمرة يقوم المزارعون بشق الواحدة منها من اربع جهات ثم يجمعون في اليوم التالي عصيراً ابيض لزجاً يتساقط منها. تلك هي دورة الافيون الموسمية في افغانستان. والاسعار تتحرك بحسب الظروف. ولا احد يعرف كيف ستتم مواجهة تلك المشكلة بعد التطورات الاخيرة. والآن انتهى موسم الزراعة وتبيع اكشاك رثة صغيرة في شارع حضرتجي بابا شرائح بنية اللون في عبوات بلاستيكية بأسعار زهيدة. وقال تاجر الافيون نور الحق: "انخفضت الاسعار مع توقع زيادة العرض. لدينا بعض الامطار وثمة ما يبشر بمحصول افضل". وكان السعر قبل ان يبدأ المزارعون وضع البذور في كانون الاول ديسمبر الماضي، يبلغ نحو 150 الف روبية باكستانية 2490 دولاراً في مقابل .54 كيلوغرامات من الافيون الخام. وقال التاجر الافغاني ان السعر انخفض الآن الى 110 آلاف روبية. والاجانب ليسوا موضع ترحيب في شارع حضرتجي بابا الموحل. فالجميع يحدق بنظرات عدائية والتجار يشيحون بوجوههم بعيداً والاطفال يرشقون سيارات الاجنبي بالحجارة. وتشكل الحدود الافغانية - الباكستانية - الايرانية الهلال الذهب الذي يقول ديبلوماسيون انه يورد الافيون الذي ينتج بعد معالجته ثلثي اجمالي الهيرويين الذي يتم تهريبه الى اوروبا. وقال نور الحق: "لقد اعتادوا تقديم بذور القطن للفلاحين ليزرعوها بدلاً من الخشخاش، ولا شك في ان الاممالمتحدة ستفعل ذلك مجدداً مع إحلال السلام". وتابع: "الا ان اسعار القطن لا تقارن بأسعار الافيون في السوق، ومن ثم فان المزارعين سيتجهون الى زراعة الخشاش". والمشكلة ان المزارع الذي يملك قطعة صغيرة من الارض يمكنه تحقيق ارباح افضل من الافيون، خصوصاً ان المحصول لا يحتاج الى ايدٍ عاملة كثيرة. وكان نور الحق يشتري الافيون في جلال آباد في اقليم ننغارهار على الحدود الشرقية. وكان المحصول وفيراً هناك لتوافر مياه الري، بينما قضى الجفاف على اراضي قندهار. والانتاج اعلى في ولاية هلمند المجاورة على الحدود مع ايران لأن المياه الجوفية تساعد في ري المحصول.