قندهار، سبين بولداك (أفغانستان) - أ ف ب، رويترز - قتل عشرة مدنيين افغان على الأقل وأصيب سبعة آخرون بجروح امس، في هجوم انتحاري استهدف قافلة للجيش في جنوب البلاد.. وقال داود احمدي الناطق باسم حكومة ولاية هلمند ان «انتحارياً فجّر دراجته النارية لدى مرور آلية للجيش الأفغاني». وأضاف ان منفذ الهجوم الانتحاري الذي كان يقود الدراجة النارية فجّر شحنة ناسفة، فيما كانت قافلة للجيش تعبر جسراً يتنزه تحته جمع من الناس يحتفلون برأس السنة الأفغانية. وأوضح ان «الانفجار لم يطاول القافلة العسكرية» بل «أدى الى مقتل عشرة مدنيين وإصابة سبعة آخرين»، وذلك في اقليم غيريشك في ولاية هلمند حيث ينشط متمردو «طالبان». وأفاد مدير الأجهزة الصحية في الولاية انية الله غفري ان هناك طفلين بين المصابين الذين نقلوا الى المستشفى. وفي منتصف 2009، شنت القوات الأفغانية وقوات الحلف الأطلسي هجوماً عسكرياً في اقليم غيريشك الحق هزيمة كبرى ب «طالبان». على صعيد آخر، وبعد أسابيع من القتال العنيف للسيطرة على مرجه معقل حركة «طالبان» في هلمند، يستهدف مشاة البحرية الأميركية تجارة المخدرات ببرنامج ينطوي على دفع مبالغ مالية لمزارعي الأفيون لتدمير محاصيلهم من دون قتال. والهدف من البرنامج الجديد هو التعامل مع تجارة المخدرات التي تذكي التمرد من دون تنفير المزارعين الذين يعتمد رزقهم على الزراعات التي قاموا بها العام الماضي. وفي الشهر الماضي، قاتل آلاف من مشاة البحرية الأميركية لطرد مقاتلي «طالبان» من مرجه وهي محور رئيسي لتهريب وتجارة الأفيون جنوب هلمند حيث ينتج معظم إنتاج العالم من المادة الخام للهيروين. وتنطوي استراتيجية مشاة البحرية على تسديد قيمة المحصول للمزارع في مقابل تدميره الخشخاش وزراعة شتلات بديلة توفرها الحكومة الأفغانية. وقال الكوربورال جونيور جوزيف من مشاة البحرية إن المزارعين «إيجابيون ومستعدون للقواعد الأفغانية الجديدة لجهة إحراق حقول الخشخاش وتقديم المال لهم مقابل هذا. هم مستعدون لحرق حقول الخشخاش لأنهم لم يكن متاح لهم شيء مثل هذا من قبل». على الحدود الأفغانية - الباكستانية (جنوب شرق)، اغلق احد اهم الطرق التجارية في آسيا الأسبوع الماضي حين اصطحب رجل لقبه «الجنرال» قائد القوات الأميركية و «الأطلسية» في افغانستان ستانلي ماكريستال في جولة على الحدود. وصعد الجنرال ماكريستال على سطح احد المباني حيث حدد «الجنرال» الذي يشغل رسمياً رتبة كولونيل في شرطة الحدود الأفغانية، المنطقة التي تعتزم قوات حلف شمال الأطلسي بناء نقطة حدودية جديدة بتكلفة 20 مليون دولار. ولا يسمح للقوات الأميركية بالاقتراب من الحدود التي تعج بالحركة عندما تكون مفتوحة لذلك لم ترَ مطلقاً كيف يسيطر الكولونيل عبدالرزاق قائد شرطة الحدود في سبين بولداك وهو في الثلاثينات من العمر بمفرده على تجارة ببلايين الدولارات. وتقول القوات الأميركية انه قام بعمل جيد في الحفاظ على الحدود آمنة وفي حالة حركة ونشاط، على رغم اعتقادها انه «محتال» كما وصفه قائد عسكري كبير. وقالت الليوتنانت كولونيل بات كين رئيس وحدة حلف شمال الأطلسي التي تحاول تحسين السيطرة على الحدود الأفغانية ان عبدالرزاق «يحافظ على الهدوء هنا. فالشاحنات تتدفق والتجارة تتدفق. في الوقت ذاته يحصل على دخل اضافي». وتظهر زيارة ماكريستال لعبدالرزاق وهي الثانية له على الاقل هذا العام، الخيارات الصعبة التي يواجهها المسؤولون الأميركيون في محاولة محاربة الفساد في افغانستان في حين يعتمدون على مسؤولين يعتقدون انهم انفسهم فاسدون. وبالنسبة الى عبدالرزاق فهو رجل الأميركيين في سبين بولداك حيث تتوقع القوات الأميركية منه ان يساعدها في شكل كبير في زيادة شحناتها من الإمدادات للقوات العسكرية. ويقود عبدالرزاق وهو زعيم احد القبيلتين الرئيستين في المنطقة الحدودية بضعة الاف من رجال الشرطة المحلية عند الموقع الحدودي في سبين بولداك (في ولاية قندهار) وهو احد نقطتي عبور شرعيتين بين افغانستان وباكستان.