} اعتبر منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ان المعتقلين في غوانتانامو يجب ان يعاملوا كاسرى حرب وفقاً لمعاهدة جنيف. وجاء ذلك في وقت اكدت لندن ان الاسرى البريطانيين في غوانتانامو عبروا عن ارتياحهم للمعاملة التي يلقونها، في حين طالبت السويد بتمكينها من التحقق من ان احد رعاياها المعتقلين يعامل جيداً. مدريد، لندن، ستوكهولم، هافانا - أ ب، رويترز، أ ف ب - سئل منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في مقابلة تلفزيونية عما اذا كان افراد "طالبان" و"القاعدة" الذين تحتجزهم الولاياتالمتحدة اسرى حرب ام انهم وفق تعبير واشنطن "مقاتلون غير شرعيين"، فاجاب: "بالنسبة الينا يجب ان يعامل هؤلاء بموجب المعاهدات الدولية التي تشكل جزء من القانون الدولي بالنسبة للاوروبيين". وقال سولانا في المقابلة مع التلفزيون الاسباني: "يجب ان تطبق معاهدة جنيف على كل الذين اعتقلوا في ظروف مماثلة". واتفق كلامه في هذا الشأن مع رأي رئيسة المفوضية الدولية لحقوق الانسان ماري روبنسون. وكانت الحكومة الاميركية قالت ان المعتقلين "خطرون للغاية" مبررة بذلك اجراءات امنية صارمة جداً اتخذت في حقهم، اولها عدم تصنيفهم كاسرى حرب لأن هذا التصنيف ينطوي على حقوق محددة نصت عليها معاهدة جنيف. لندن وفي المقابل، أكد مكتب وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان ثلاثة من الاسرى البريطانيين الموجودين في سجن غوانتانامو عبروا عن ارتياحهم للمعاملة التي يلقونها، في حين تزايدت الانتقادات في هذا الشأن في الايام الاخيرة في بريطانيا، خصوصاً بعد نشر صور للاسرى راكعين امام الاسلاك الشائكة ومقيدي الأيدي ومعصوبي العينين ورؤوسهم منحنية وآذانهم مغطاة وهم يرتدون زياً احمر. وكانت صحيفة "ميل اون صانداي" عبرت عن سخطها ازاء هذا الامر بعنوان في الصفحة الاولى وصفت فيه الاسرى بانهم "معذبون". واضافت الصحيفة ان هؤلاء الاسرى "لا يمكنهم ان يسمعوا شيئاً ولا ان يشعروا بشيء ولا ان يحسوا بشيء. فهل هكذا يدافع بوش وبلير عن حضارتنا؟". وكتبت صحيفة "ذا ميرور" على صفحتها الاولى ايضاً "ماذا تفعل بأسمنا يا سيد بلير؟". وحذرت صحيفة "اندبندنت" من ان الحملة الاميركية ستفقد الدعم الدولي لها اذا استمرت ادارة بوش في معاملة الاسرى بهذه الطريقة. وأكد سترو على موقف الحكومة البريطانية المتمثل ب"معاملة الاسرى، اياً كان وضعهم التقني، بطريقة انسانية وفي سياق احترام القانون الدولي المعمول به". واضاف: "هذا ما قلناه دائماً، واجاب الاميركيون انهم يشاطرون هذا الرأي". وذكر سترو ان الولاياتالمتحدة "وافقت على قيام فريق من اللجنة الدولية للصليب الاحمر وآخر يضم مسؤولين بريطانيين بزيارة سجن غوانتانامو". وقال ناطق باسم اللجنة لم يكشف هويته ان الاسرى البريطانيين الثلاثة لم يعترضوا على شيء وهم "في صحة جيدة ولم تبد عليهم علامات سوء المعاملة". واضاف "طلبوا منا ايصال رسائل الى عائلاتهم ونحن بصدد تسليمها". وقال الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير "لم تكن اعينهم معصوبة او آذانهم مغطاة، بل وضعت الاصفاد، واكرر اصفاد فقط، في ايديهم عندما خرجوا من الزنزانات". ويشعر بلير الآن انه في وضع حرج جداً لأنه دافع عن السياسة الاميركية دفاع المستميت في حين انه يتعارض الآن معها في كيفية معاملة الاسرى اذ يصر بلير على "المعاملة الانسانية"، في حين كان اول من اسماهم ب"الخطرين للغاية". وطالب بلير باجراء تحقيق عن الصور التي نشرت فتبين ان ضابطاً اميركياً التقطها بعد وصول السجناء بوقت قليل الى القاعدة البحرية وقامت وزارة الدفاع الاميركية بنشرها. وقال روبرت نلسون وهو ناطق عسكري اميركي: "البرد قارس على متن طائرة س-141 التي نقلت السجناء، فوضعت لهم "قبعات" و"قفازات" لضمان راحتهم". واضاف ان عصبات العيون وضعت لمنع السجناء من رؤية الفصل الصحي الذي تلا وصولهم". وقال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد انه "لا مجال للشك" في ان الاسرى يلقون معاملة جيدة. واضاف الناطق باسمه "لا احد يزعم انهم يعيشون بترف ولكن ظروفهم تناسب وضعهم تماماً". معتقل سويدي ومن جهة اخرى، أعلنت وزارة الخارجية السويدية امس ان مواطناً سويدياً يعتقد انه عضو في تنظيم "القاعدة"اعتقل في افغانستان. وقال الناطق باسم الوزارة غويستا غراسمان ان السويدي الذي لم يكشف عن هويته والذي اعتقلته القوات الاميركية، نقل الى قاعدة غوانتانامو العسكرية الاميركية في كوبا. وأضاف ان "هذا الرجل اعتقل في افغانستان مع اشخاص آخرين يعتقد انهم اعضاء في تنظيم "القاعدة" ورفض غراسمان اعطاء اي تفاصيل عن عملية الاعتقال، ولكنه اوضح ان وزارة الخارجية الاميركية ابلغت السفارة السويدية في واشنطن يوم الجمعة الماضي عن اعتقال هذا الشخص. وقالت وزيرة الخارجية السويدية انا لينده في بيان انها ترغب في ان يلقى المواطن السويدي معاملة انسانية وفقاً للاتفاقات الدولية بعد القلق المتزايد في شأن ظروف اعتقال الاسرى في كوبا. واضاف البيان ان "الارهاب يتطلب اتخاذ اجراءات استثنائية بالطبع ولكن القوانين الانسانية والحقوق الانسانية وضعت كي تطبق في ظروف استثنائية. وانه لمن الضروري ان تشن الحرب على الارهاب مع احترام القوانين الدولية وحقوق الانسان". واضافت الوزيرة ان السفارة السويدية تقدمت بطلب رسمي الى السلطات الاميركية للسماح لمندوب لها بزيارة المعتقل. وشرحت لينده انها لا تريد الاعلان عن هوية السجين قبل الحصول على موافقته الشخصية. وفي كوبا، اعلن راوول كاسترو شقيق الرئيس فيديل كاسترو والرجل الثاني في الحكومة الكوبية ان هافانا امرت باعتقال اي اسير يفر من قاعدة غوانتانامو الاميركية واعادة تسليمه الى الاميركيين. وقال "سيعتقلون ويوضعون امام بوابة الاميركيين".