واشنطن، بيرث، كانبيراأستراليا، لندن - رويترز، أ ب، أ ف ب - نقلت القوات الاميركية 30 سجيناً اضافياً الى قاعدتها البحرية في خليج غوانتانامو في كوبا، ليصبح عددهم الاجمالي 50 سجيناً. وخلال الرحلة، اتخذت التدابير الامنية نفسها التي طبقت على الدفعة الاولى المؤلفة من 20 سجيناً التي وصلت الى كوبا الجمعة الماضي. وقال الناطق باسم قاعدة تامبا العسكرية في فلوريدا الكولونيل مارتن كومبتون التي تدير الحرب في افغانستان: "الوضع مطابق تماماً للسابق لجهة ارتداء سترات النجاة، وتقييد الاسرى بالأصفاد وعدد الحراس المرافقين الذين ارتدوا كمامات بعدما تبينت اصابة بعض الاسرى بداء السل". ووصف وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد السجناء ب"المحاربين غير الاوفياء". واضاف ان الولاياتالمتحدة لا تعتبرهم اسرى حرب وهو وضع يمنحهم هامشاً اوسع من الحقوق بموجب معاهدة جنيف التي تحمي سجناء الحرب. واعتبر رامسفيلد ان سجن غوانتانامو افضل من غيره من الاماكن لاستجواب الاسرى، قبل نقلهم الى المحاكم العسكرية. وعن اختيار السجناء الذين سينقلون الى كوبا، قال العميد مايكل لينهرت من البحرية الاميركية "انهم اسوأ عناصر في القاعدة وطالبان. طلبنا ان تتشكل الدفعات الاولى من الاسوأ". وأكدت استراليا دعمها الاجراءات التي اتخذتها الولاياتالمتحدة في حق الاسرى بمن فيهم استرالي هو ديفيد هيكس. وقال المدعي العام داريل ويليامز ان اعضاء شبكة "القاعدة" في غاية الخطورة ولا بد من مراقبتهم جيداً ومعاملتهم على هذا الاساس من دون ان يستثني هيكس منهم. ولا يزال مصير هيكس 26 عاماً الذي اعتقل ضمن قوات تنظيم "القاعدة" مطلع كانون الاول ديسمبر غامضاً، اذ قالت الحكومة الاسترالية انها لم تتأكد بعد مما اذا كان قد خرق اي قوانين. وأضاف وليامز ان التحقيقات حول نشاطات هيكس في افغانستان مستمرة، الا انه رفض ذكر اي تفاصيل جرى جمعها اثناء استجواب الشرطة ومسؤولي الامن الاستراليين له. وأبلغت ناطقة باسم وليامز "رويترز": "تحقيقاتنا في خصوص نشاطاته في افغانستان لا تزال مستمرة ولم نقرر بعد ما اذا كان ارتكب اي جرائم يعاقب عليها القانون الاسترالي. نتوقع ان يستغرق ذلك بعض الوقت". واضافت ان الحكومة الاسترالية قد تطالب بتسليمها هيكس لاجراء مزيد من التحقيقات معه خصوصاً ان ظروف اعتقاله من قبل تحالف الشمال لا تزال تفتقر الى التفاصيل. وهيكس ليس الغربي الوحيد الذي انضم الى حركة "طالبان" واجرى التدريبات في معسكراتها. فهناك الاميركي جون واكر وآخرون لم تكشف هوياتهم. وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية انها تحاول التأكد من هوية بريطاني موجود ضمن 19سجيناً من عناصر "القاعدة" و"طالبان" تم نقلهم الى غوانتانامو. وعلى رغم ان وزارة الخارجية اكدت في وقت سابق ان احد السجناء بريطاني الجنسية عادت وقالت انه لم يتم تحديد هويته. وتجنبت الوزارة التعرض لظروف السجن في قاعدة غوانتانامو. في حين قال ناطق باسم الوزارة "يمكننا ان نؤكد ان السلطات الاميركية ابلغتنا بأن مواطناً بريطانياً نقل الى غوانتانامو". وأفادت ناطقة باسم الخارجية البريطانية ان "مسؤولي الشؤون القنصلية سيطالبون بمعلومات في شأن مدى راحتهم والمعاملة التي يلقونها". وراجت تقارير كثيرة منذ بدء الهجمات الاميركية على افغانستان حول وجود مسلمين بريطانيين يحاربون في صفوف طالبان ومن بينهم الاسكوتلندي جيمس ماكلينتون الذي قيل انه اعتقل اثناء محاولته عبور الحدود في صورة غير قانونية من افغانستان الى شمال باكستان نهاية كانون الاول ديسمبر. وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية امس ان ستة مسلمين بريطانيين على الاقل يشتبه بانتمائهم الى شبكة "القاعدة"، اعتقلتهم الولاياتالمتحدة وسينقلون الى القاعدة الاميركية البحرية في كوبا. وقالت الصحيفة انه سيتم نقل القسم الاول من هؤلاء من افغانستان الى غوانتانامو هذا الاسبوع، ولكنها لم تذكر مصادرها. وأضافت ان بين الاسرى ايضاً فرنسيين. وأوضحت الصحيفة ان المسؤولين الاميركيين رفضوا الافصاح عما اذا كان البريطانيون من ضمن مجموعة الثلاثين اسيراً الذين تنقلهم طائرة الشحن العسكرية الاميركية من طراز سي-17. ولم تستطع وزارة الخارجية البريطانية تأكيد هذه المعلومات. وقال ناطق باسمها ان "الاميركيين لا يكشفون هوية الاسرى قبل نقلهم الى كوبا لأسباب أمنية"، موضحاً انهم "سيعلنون عن هوية الاسرى بعد هبوط طائرتهم في كوبا".