جنيف، غوانتاناموكوبا، واشنطن - رويترز، أ ب، أ ف ب - وصلت امس الدفعة الاولى من اسرى حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" الى القاعدة الاميركية البحرية في خليج غوانتانامو في كوبا. وتتألف هذه الدفعة من 20 سجيناً نقلوا في طائرة عسكرية اميركية من طراز "سي - 17" تابعة لسلاح الجو الاميركي اقلعت من القاعدة الجوية في قندهار في جنوبأفغانستان. وافاد الناطق باسم القيادة المركزية الاميركية فرانك ماريمان ان تبادلاً لاطلاق النار وقع بعد 20 دقيقة من اقلاع الطائرة من قاعدة قندهار. وأوضح ان "الطائرة لم تتعرض للتهديد ولم تضطر الى اجراء مناورة لتجنب النيران". وقال مصدر عسكري اميركي ان مجهولين اجتازوا سيراً على الاقدام اماكن عدة للمحيط الامني حول القاعدة التي يتولى الاميركيون ادارتها. واسفر هذا التوغل عن تبادل لاطلاق النار مع القوات الاميركية. وأشار ماريمان الى ان التقارير الاولية "حول تبادل اطلاق النار لم تشر الى جرحى"، ولم يتم اعتقال احد ولم تعرف هوية المهاجمين ودوافعهم. واوضح الناطق باسم "المارينز" في قندهار الملازم جايمس جارفيس "بعد التوغل فتحنا النار من اسلحة خفيفة ومدافع ثقيلة وارسلنا اميركيين وافغاناً للقيام بدوريات في المناطق المعنية". واضاف في تصريح لشبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية: "انها ارض واسعة وكان في استطاعة هؤلاء الاشخاص تجاوز خطوطنا. لكننا سرعان ما قضينا على هذا التهديد وأرسلنا دورية الى المحيط الامني للقاعدة بحثاً عن اشخاص لكننا لم نعثر على احد". وفال فرانك ماريمان انه لا تزال في افغانستان جيوب مقاومة ل"طالبان" وانصار "القاعدة". وأضاف: "لا تستطيعون ابداً ان تعرفوا متى يعاودون الظهور". ويعتبر هؤلاء السجناء خطرين جداً لأنهم انتحاريون "قادرون على قتل انفسهم وقتل الاخرين في آن معاً" بحسب وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الذي نصح رجال الامن باتخاذ كل اشكال الحيطة. ونقل السجناء في الطائرة وسط اجراءات امنية مشددة وغير مسبوقة، اذ سمحت وزارة الدفاع الاميركية باعطائهم مهدئات اذا دعت الحاجة، ووضعت الاصفاد في ايديهم، وقيدوا الى مقاعدهم اضافة الى سلاسل تربطهم ببعضهم بعضاً، وغطيت رؤوسهم خلال الرحلة، ومنعوا من ترك مقاعدهم مهما كانت الظروف، وزودوا بمبولات خاصة وقام الحراس باطعامهم، وحلقت لحاهم لأسباب صحية. وتسلح رجال الامن بمسدسات مخدرة بدل المسدسات العادية. وقال الناطق باسم القوة المشتركة المسؤولة عن عملية الاعتقال الكولونيل بيل كوستيلو لرجاله: "مهما فعلتم لستم في أمان. هناك دائماً ما يمكن فعله، كاضافة كيس ترابي هنا او درع وقاية هناك". وبذهاب الدفعة الاولى البالغ عددها 20 سجيناً يبقى 331 سجيناً في قاعدة قندهار و19 في قاعدة باغرام الجوية. اما الاميركي المنتمي الى حركة "طالبان"، جون والكر ليند فأبقي على متن السفينة الاميركية باتان في الخليج العربي. ومنع البنتاغون وكالات الاعلام من نقل صور الاسرى خلال الرحلة ولدى وصولهم الى كوبا متذرعاً باعتراض الصليب الاحمر الدولي الذي نفى تدخله بهذا الشأن. ولكن في المقابل تنص معاهدة فيينا على وجوب حماية اسرى الحرب من "الاهانة والفضول العام". وقال الكولونيل تيري كاريكو رئيس الامن في المعسكر الذي سوّر بالاسلاك الشائكة وابراج المراقبة ان حوالى 250 الى 300 رجل امن كانوا جاهزين لمرافقة السجناء. وفي المعسكر الذي يطلق عليه اسم "اكس راي" او "الشعاع اكس"، سيوضع السجناء في زنزانات انفرادية مسيجة بسلاسل متواصلة وجدران معدنية. وسينام الاسرى على فرشات تحت اضواء الهالوجين. وعبرت منظمة العفو الدولية عن قلقها معتبرة ان احتجاز الاسرى في "اقفاص، ينحدر الى اقل من الحد الادنى لمعايير المعاملة الانسانية". ويتراوح حجم الزنزانات بين 6 و 8 اقدام وهي اصغر من "المقبول وفق المعايير الاميركية للسجناء العاديين". وقالت المنظمة ان الاجراءات التي اتخذت خلال الرحلة "من تخدير وتقييد تدعو الى القلق". ولكن المسؤولين الاميركيين يصرون على معاملة الاسرى بطريقة انسانية، ويقول الناطق باسم البيت الابيض آري فليشر ان ظروف معيشتهم ستكون افضل من ظروفهم في افغانستان حيث يعيش الكثيرون في الكهوف. وقالت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر انتونيلا نوتاري، ان اللجنة ستقوم بزيارة الاسرى في السجن ابتداء من الاسبوع المقبل لضمان معاملتهم بطريقة انسانية، واضافت انها اللجنة ستحصل على اذن غير مشروط لدخول السجن في خليج غوانتانامو واجراء المقابلات الفردية مع الاسرى. واضافت نوتاري: "اذا وقعت اي مشاكل سنعلم السلطات الاميركية لضمان الامن والمعاملة الحسنة على حد سواء". وسيزور عمال الصليب الاحمر بشكل دوري للتأكد من ان توصيات لجنتهم تطبق بشكل صحيح. كذلك سيسمح للاسرى بكتابة رسائل قصيرة سرية لذويهم. وجمعت لجنة الصليب الاحمر التي تستخدم مترجمين خاصين، مندوبيها الناطقين بعدة لغات اجنبية بما فيها العربية والروسية للتعامل مع الاسرى. وبشأن السجناء الذين سيخضعون للمحاكمة العسكرية، شددت منظمة مراقبة حقوق الانسان ومركزها لندن، على وجوب اعطائهم كامل حقوق الدفاع بما فيها تعيين محام.