توقع مسؤول مغربي بارز حدوث انفراج في علاقات بلاده مع الجزائر وسط الترتيبات الجارية لعقد القمة المغاربية المقررة صيف هذه السنة في الجزائر. وقال وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى ل"الحياة""ان هناك وعياً متزايداً في المنطقة لضرورة تنحية الخلافات الثنائية جانباً والانضمام الى التكتلات الاقليمية". واضاف انه لمس خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية بلدان المغرب العربي، منتصف الشهر الجاري، "رغبة واضحة لدى الجميع لتفعيل مؤسسات اتحاد المغرب العربي"، المجمدة منذ صيف 1994 إثر هجوم نفذه أشخاص يتحدرون من أصول جزائرية ومغربية على فندق اطلس اسني في مدينة مراكش مما أدى الى مقتل سائحين. وقررت الرباط إثر هذه الحادثة فرض تأشيرة الدخول على الجزائريين، وردت الجزائر باغلاق الحدود مع المغرب. وعبر بن عيسى عن أسفه ل"استمرار اغلاق الحدود بين بلدين شقيقين" في وقت تجري فيه ترتيبات لعقد القمة المغاربية المؤجلة منذ سنوات. وعن امكان تسوية كل الملفات العالقة بين المغرب والجزائر وضمنها ملف الحدود قبل انعقاد القمة المغاربية المرتقبة، قال بن عيسى ان الملفات المطروحة بين البلدين مرهون حلها بوجود "ارادة مشتركة". وزاد ان الملفات المختلفة ستكون محل بحث في غضون الاسابيع المقبلة بين مسؤولي البلدين. وعن عدم طرح ملف الصحراء على طاولة النقاش في زيارته الاخيرة للجزائر، قال رئيس الديبلوماسية المغربية ان هذا الملف "حسمت فيه الاممالمتحدة ولا ننتظر سوى تفعيل الحل السياسي الذي سيؤمن الامن والاستقرار للمنطقة"، مشيراً الى ان بنود الاتحاد المغاربي "تحفظ لكل بلد سيادته الترابية والوطنية. ونحن نتباحث مع اشقائنا من هذا المنطلق". واشار بن عيسى الى ان نجاح الاتحاد المغاربي رهن بتفادي "المزايدات". وأعرب عن اعتقاده بأن الاجتماع الأخير لوزراء خارجية اتحاد المغرب العربي في الجزائر "منح اشارات ايجابية في هذا الاتجاه". واعتبر ان اللقاء "كان مهماً للغاية، ومكّن من تعزيز جسور التواصل بيننا". ورأى المسؤول المغربي ان سحب الاممالمتحدة نحو 50 من نعثتها الى الصحراء الغربية يعملون ضمن لجنة تحديد الهوية في العيون، كبرى المدن الصحراوية، "مؤشر على انتهاء خطة الاستفتاء". وقال ان مشاورات مستمرة تتم بين بلاده والولايات المتحدة واوروبا لتسريع تكريس بنود الحل السياسي في الصحراء. ووصف الخطة التي يسعى الوسيط الدولي جيمس بيكر الى إقرارها في المنطقة بأنها "تسوية الفرصة الاخيرة، وهذا اعتقاد تتقاسمه معنا الاممالمتحدة". وأضاف ان أي تعثر في قبول الخطة "لن يفيد سوى في تأخير اجندة النهوض بالاتحاد المغاربي". وكان مجلس الأمن أقر خطة بيكر القاضية بمنح اقليم الصحراء حكماً ذاتياً في إطار السيادة المغربية. ورفضت الجزائر وجبهة "بوليساريو" الخطة. ويعول على الامين الجديد لاتحاد المغرب العربي التونسي السيد الحبيب بولعراس الذي يخلف السيد محمد عمامو نهاية الشهر المقبل ان يُسهم في تحريك عمل الاتحاد المشلول نظراً الى خبرته والمهمات التي احتلها في السابق. وشغل بولعراس البالغ من العمر 69 عاماً حقائب الاعلام والثقافة والدفاع والخارجية في بلاده.