سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش يعد رسالتين الى شارون وعرفات يحدد فيهما مطالبه . الحكومة الاسرائيلية تقرر استهداف "فتح" وقادتها والبرغوثي على قائمة الاغتيالات بعد ربطه بهجوم الخضيرة
تكتمت إسرائيل عن مداولات مجلسها الوزاري في جلسته الاسبوعية أمس، خصوصا في ما يتعلق بطبيعة "الرد الصارم والموجع" الذي توعدت به الفلسطينيين في أعقاب هجوم الخضيرة، لكن أقوال وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر دللت على أن الضربات المرتقبة ستستهدف حركة "فتح" تحديداً و"لن نتردد في اتخاذ أي اجراء ضروري للدفاع عن مواطني الدولة". واتهم بن اليعيزر الحركة بأنها كانت وراء جميع الهجمات التي وقعت الاسبوع الماضي "تحت غطاء الرد على مقتل ناشط فتح رائد الكرمي"، معتبرا ان "موجة الارهاب الاخيرة" بدأت قبل اغتياله حين نفذ هجوم مسلح في قطاع غزة ضد الكتيبة البدوية في جيش الاحتلال وقتل اربعة من عناصرها، اضافة الى "اعلان حركتي حماس والجهاد الاسلامي عدم التزامهما وقف النار". وتابع ان "فتح" ليست فصيلا معارضا انما جزء لا يتجزأ من السلطة الفلسطينية التي لا يحرك رئيسها ساكنا لوقف موجة الهجمات الجديدة. وزاد ان الأوضاع تنذر بتصعيد خطير "حيال تلقينا سيلا من الانذارات الأمنية بالتخطيط لعمليات ضدنا"، مضيفا ان "الملل الدولي من ياسر عرفات غير مسبوق" وان قرار الادارة الأميركية ارجاء زيارة مبعوثها الجنرال المتقاعد انتوني زيني الى المنطقة كان بمثابة رسالة شديدة اللهجة الى عرفات تقول له انه طالما واصل انتهاج سياسته الحالية "فلا يوجد ما يمكن التحدث عنه". من جهته، قال المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة رعنان غيسين في حديث للاذاعة الاسرائيلية ان الهدف من قصف مقر هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية هو توجيه رسالة واضحة الى السلطة انه يتحتم عليها نبذ الارهاب "إذا رغبت في الحفاظ على سيادتها ورموزها". واضاف مهدداً ان أي جهة فلسطينية تمارس الارهاب لن تكون في أمان، مشيراً الى أن تضييق الخناق على الرئيس الفلسطيني في رام الله يهدف الى اجباره على تنفيذ الاتفاقات والتعهدات التي قطعها على نفسه باسم الشعب الفلسطيني ومحاربة الارهاب بلا هوادة "وتفكيك التنظيمات الارهابية ومنها فتح التي تخضع لامرته وتمارس الارهاب". واعتبرت وزيرة التجارة والصناعة دالية ايتسك العمل انه رغم التحفظ الدولي من عرفات فإن المس به شخصياً سيكون خطأ فادحاً "لأن من شأن عمل كهذا أن يجعل منه رجلاً عظيماً"، في حين ايد الوزير ماتان فلتائي اتخاذ اجراءات تطبق الحصار على الرئيس الفلسطيني وتحدد حركته وتمس برموز السيادة الفلسطينية "لترغمه على العودة في نهاية المطاف الى طاولة المفاوضات". وكتبت صحيفة "معاريف" ان رئيس الحكومة ارييل شارون رفض في جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية فجر الخميس الماضي طلب نائبه سلفان شالوم نفي عرفات، وقال انه يفضل ان يراه محبوسا حيث هو في رام الله بدل ان يتسبب في اضرار لاسرائيل في حال نفيه. وزادت ان شارون طلب من قادة اجهزة الأمن ان يقدموا له "لائحة اهداف فلسطينية نوجه اليها الضربات في الوقت الملائم". الى ذلك، بثت الاذاعة العبرية ان الرئيس جورج بوش يعكف على اعداد رسالتين الى شارون وعرفات يطالب الاول فيها بضرورة العمل على تطبيق تفاهمات "تينيت" وتوصيات "ميتشل"، فيما يطالب الرئيس الفلسطيني بمحاربة "التنظيمات الارهابية" ويبلغه خيبة أمله من عدم الايفاء بالتزاماته في محاربة الارهاب وقلقه من التعاون مع "حزب الله" وايران في قضية سفينة الأسلحة. ونقلت الاذاعة عن اوساط سياسية اسرائيلية قولها ان الادارة الاميركية تدرس الآن سيناريوهات وخيارات احداها الالتفاف على الرئيس الفلسطيني ودعم مسؤولين آخرين أمثال قائد الامن الوقائي في الضفة الغربية جبريل رجوب ونظيره في قطاع غزة محمد دحلان "اللذين يرفضان في الوقت الراهن أداء هذا الدور". ونقلت الصحف الاسرائيلية أمس عن مصادر عسكرية رفيعة تهديداتها بأن الرد على هجوم الخضيرة لم ينته بقصف مقر هيئة الاذاعة والتلفزيون في رام الله بل ستتبعه عمليات عسكرية أخرى في عدد من المدن الخاضعة لسيادة السلطة الفلسطينية قد تشمل اعادة احتلال هذه المدن وتنفيذ عمليات اعتقال واسعة لناشطين فلسطينيين. واضافت ان الاجراءات العسكرية المقبلة ستستهدف السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" تحديداً التي تحملها اسرائيل مسؤولية قتل ثمانية اسرائيليين الاسبوع الماضي. وقالت ان عمليات اغتيال الكوادر الفلسطينية ستتواصل وتطال كبار المسؤولين في "فتح" وفي مقدمهم أمين سرها في الضفة مروان البرغوثي. وأفادت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان وضع اسم البرغوثي على لائحة التصفيات الاسرائيلية سيتقرر قريباً بعدما يطرح على مداولات المستويين السياسي والأمني و"ذلك بعد ان تبين ان البرغوثي كان على علم بالتخطيط لهجوم الخضيرة وانها، كما عمليات عسكرية فلسطينية أخرى، تمت بمباركته".