سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حكومة شارون رفضت الاعلان عن موعد سحب قواتها من بيت لحم وبيت جالا . مقتل فلسطينيين و5 اسرائيليين وجرح 30 آخرين في عمليتين منفصلتين ل"الجهاد" و"حماس" في الخضيرة
الناصرة - "الحياة" - رفضت الحكومة الاسرائيلية في ختام جلستها الاسبوعية امس الاعلان عن موعد تنفيذ التزامها سحب قوات الاحتلال من مدينتي بيت لحم وبيت جالا وعادت لترهنه باستتباب الهدوء. وبعد ساعات من تسريب خبر من ديوان رئيس الحكومة ارييل شارون حول امكان بدء الانسحاب في ساعات ليل امس قتل خمسة اشخاص هم ثلاثة اسرائيليين وفلسطينيان في حادثي اطلاق نار في بلدة الخضيرة وضاحيتها في اسرائيل ما قد يغيّر حسابات شارون الذي يبحث عن الذرائع لتبرير مواصلة احتلاله للمدن الفلسطينية. ابلغ شارون وزراء حكومته قراره، مساء اول من امس تجميد الانسحاب زاعماً ان الفلسطينيين لم ينفذوا التزامهم بوقف النار والحفاظ على الهدوء مكرراً شروطاً ثلاثة للانسحاب من المدينتين: ان تأخذ السلطة الفلسطينية على عاتقها مسؤولية فرض سيطرتها على المدينتين، ووقف النار واعتقال ناشطين ادرجتهم اسرائيل على قائمة المطلوبين. من جهته قال وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر ان ثلاث حوادث اطلاق نار حالت دون انسحاب جيشه وانه في حال استتب الهدوء فإن قواته ستنسحب مساء. وانضم وزير الخارجية شمعون بيريز الى شارون وبن اليعيزر، وكال التهم للرئيس الفلسطيني "الذي لن يتمكن من قيادة شعبه نحو الاستقلال ولن يحقق اي شيء الا اذا تخذ الاجراءات اللازمة لوقف عمل المجموعات المسلحة المختلفة الناشطة في مناطق السلطة الفلسطينية"، مكرراً دعوته لعرفات لاعتقال الضالعين في اغتيال وزير السياحة رحبعام زئيفي. ونقلت الاذاعة العبرية عن مصادر سياسية تهديدها بأن استمرار النار سيحول دون الانسحاب من مناطق اخرى وان الفلسطينيين يخطئون اذا ما تصوروا او اعتقدوا ان الجيش سينسحب تحت ضغط اطلاق النار. وهدد المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة رعنان غيسن بأنه لن يكون هناك انسحاب آخر اذا لم يسد الهدوء بيت لحم وبيت جالا بعد الانسحاب منهما "وهذا الانسحاب اختبار لعمليات الانسحاب الاخرى". واعتبر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قرار تأجيل الانسحاب جزءاً من السياسات الاسرائيلية عدم تحقيق سلام حقيقي واتهم اسرائيل بنسف الجهود الدولية لانهاء عشرة ايام من الاحتلال لمناطق خاضعة للسلطة الفلسطينية. وقال رئيس جهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب ان الضمان الوحيد لتثبيت وقف النار هو الانسحاب الاسرائيلي و"اسرائيل لا تبدي نية حقيقية للانسحاب لأن من شأن ذلك ان يكون مقدمة للتهدئة ثم تنفيذ توصيات لجنة ميتشل". الى ذلك، اعلن امس عن ارجاء اجتماع اللجنة الامنية المشتركة الى اليوم، كان مفروضاً ان يبحث في تفاصيل انسحاب اسرائيل من سائر المدن الفلسطينية التي احتلتها. وشهدت مدينة الخضيرة وضاحيتها القريبة من مدينتي طولكرم وجنين هجومين بالسلاح نفّذهما فلسطينيون قتل فيهما خمسة اسرائيليين واثنان من الفلسطينيين المنفّذين وجرح اكثر من عشرين اسرائيلياً آخرين. ووقع الهجوم الاول في الحادية عشرة من صباح امس في كيبوتس "ميتسر" حين اطلق "مجهول" النار على سيارة عسكرية كانت تقف الى جانب محطة للحافلات وقتل سائقها وهو جندي لم تكشف الشرطة هويته. وحسب رواية الشرطة فإن منفّذ العملية فر بسيارته الى مدينة باقة الغربية داخل الخط الاخضر وتعتقد انه تابع طريقه الى باقة الشرقية التابعة لمناطق السلطة الفلسطينية واعلن لاحقاً تبني "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس العملية انتقاماً لاغتيال جيش الاحتلال الناشط في تنظيم "فتح" في طولكرم فراس جابر، اول من امس. وبعد اقل من ثلاث ساعات نفّذ فلسطينيان هجوماً مسلحاً في قلب مدينة الخضيرة. وقالت الشرطة انهما كانا يستقلان سيارة تحمل لوحة ارقام اسرائيلية يبدو انها مسروقة واطلقا النار باتجاه المارة ثم نزل احدهما من السيارة واطلق الرصاص وقتل اربع نساء احداهن ماتت فوراً والثلاث الأخريات توفين متأثرات بجروحهن وجرح 30 آخرين اصابة اربعة منهم بالغة. وقام عدد من افراد قوات الامن بملابس مدنية باطلاق الرصاص باتجاه السيارة فقتل الفلسطينيان. وتبنت "حركة الجهاد الاسلامي" العملية من خلال توزيع شريط فيديو شوهد فيه الفلسطينيان منفّذا العملية وهما من منطقة جنين.