} رفض حاكم هيرات الجنرال اسماعيل خان التهم الاميركية الموجهة الى ايران بالتدخل في افغانستان، مشيراً الى ان طهران لا تقدم اسلحة الى ادارته، بل مساعدات اهمها اصلاح طريق حيوية. وفي الوقت نفسه، اعلن حاكم نيمروز ان ولايات غرب افغانستان استفادت من مساعدات ايرانية في اعادة فتح المدارس في تلك المنطقة. كابول - رويترز - رفض الجنرال اسماعيل خان حاكم هيرات غرب افغانستان امس، الاتهامات الاميركية لايران بالتدخل في المناطق الافغانية المحاذية لحدودها، مشيراً الى ان طهران تعارض اي تدخل في مستقبل بلاده التي مزقتها الحرب. وقال اسماعيل خان وهو احد ابرز قادة المجاهدين والزعيم الاوسع نفوذاً في ولاية هيرات التي تتحكم بممرات التجارة الحيوية الى ايران، ان طهران لم تعد تزود انصارها من الافغان اسلحة، وتقتصر مساعداتها حالياً على الامور التنموية، بينها اصلاح طريق في المنطقة تنفيذاً لاتفاق ابرم قبل سنوات. واضاف تعليقاً على مخاوف عبر عنها زالماي خليل زاد مبعوث الرئيس الاميركي الى افغانستان: "هذه تصريحات عارية عن الصحة"، وذلك في اشارة الى قول خليل يوم الجمعة الماضي ان "هناك اسباباً تدعو الولاياتالمتحدة الى الخوف من ان تكون ايران تحاول اثارة المشاكل مع الادارة الافغانية الموقتة، باعمال معادية مثل تقديم اسلحة او ارسال متشددين الى افغانستان. ومعلوم انه قبل انهيار نظام "طالبان" من جراء الغارات الجوية الاميركية نهاية العام الماضي، كانت ايران تساند تحالف الشمال المعارض وتمده بمساعدات عسكرية ومالية. وقال خان الذي استعاد منصبه ونفوذه في هيرات في اعقاب دحر "طالبان" في تشرين الثاني نوفمبر الماضي: "لا شك في ان ايران ظلت تقدم مساعدات الى مناهضي طالبان الى ان انهارت الحركة، لكنها حالياً لا تتدخل ولا ترسل اسلحة او مقاتلين". واكد ان الاتصالات لا تزال قائمة بين ادارته وطهران، مشيراً الى ان "عائلات بعض القادة موجودة في ايران حالياً وهم يتوجهون الى هناك لزيارتها، لكن يجب الا يفسّر ذلك بطريقة سلبية". واوضح ان ايران أعربت عن قلقها ازاء نشر قوة متعددة الجنسيات في كابول وبدأت اصلاح طريق رئيسية مؤدية من معبر اسلام قلعة الحدودي الى هيرات. وكان تم الاتفاق على هذا المشروع في منتصف التسعينات. وقال خان: "بدأ العمل في الطريق ولكن توقف بسبب سوء الاحوال الجوية"، مشيراً الى ان الطريق الممتدة 100 كيلومتر، هي هدية من ايران. وكان خليل زاد مبعوث الرئيس الاميركي جورج بوش، قال ان مقاتلي تنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن، فروا من افغانستان الى ايران التي لا تسمح بوصول الولاياتالمتحدة الى هؤلاء. واشار المبعوث الاميركي الى انه اعرب لاسماعيل خان عن القلق ازاء هذا الامر، اثناء زيارته هيرات اخيراً. وافادت تقارير ان ايران تسعى لكسب ود خان بتزويده أسلحة وعروضاً للتعاون الاقتصادي بمعزل عن الحكومة الموقتة في كابول. وردت ايران بغضب على تحذير بوش لها من ايواء اعضاء "القاعدة" او التدخل في الشؤون الافغانية، وقالت ان حدودها مغلقة وانها لا تثير مشاكل خارج تلك الحدود. لكن مصادر افغانية قبلية قالت ان مجموعة كبيرة من العرب وعائلاتهم فروا الى ايران بمساعدة قائد افغاني محلي اعد لهم ممرات آمنة، في منتصف كانون الاول ديسمبر الماضي. واضافت المصادر ان الفارين العرب توجهوا الى بلدة خاش الايرانية حيث انضموا الى حوالى 300 عائلة افغانية مقيمة هناك. نيمروز الى ذلك، أعلن عبدالكريم براحوي حاكم ولاية نيمروز الافغانية المحاذية ايضاً للحدود مع ايران، ان المدارس في جنوب غربي افغانستان وغربها تستقبل مجدداً التلامذة من ذكور واناث بفضل مساعدات من الكتب والقرطاسية قدمتها ايران. واضاف براحوي: "اعدنا فتح نحو عشر مدارس تستقبل ثمانية آلاف تلميذ، وذلك بعدما اغلقتها حركة طالبان". واضاف: "بلغ عدد المعلمين الذين اعدناهم الى وظائفهم او وظفناهم من جديد 200 مدرس، وقدمت لنا ايران كل اللوازم المدرسية من كتب ودفاتر واقلام". وقال ان ولايات اخرى في غرب افغانستان على الحدود مع ايران بينها هيرات وفرح، استفادت من مساعدات ايرانية، ما سمح باعادة فتح المدارس. ويتكلم حوالى 70 في المئة من اهالي نيمروز لغة الداري القريبة من الفارسية وهي احدى اللغتين الرسميتين في افغانستان. ويعيش في الولاية 150 الف نسمة بينهم الكثير من النازحين من اقاليم اخرى.