رفض الجنرال اسماعيل خان، حاكم ولاية هيرات، وجود أي قوات أجنبية في أفغانستان، بما فيها القوات الأميركية والبريطانية. وقال ل"الحياة": "لدى شعبنا حساسية ازاء حضور تلك القوات في أفغانستان، وما نطلبه من الدول ألا تتدخل في شؤوننا، خصوصاً ان حركة طالبان باتت على اعتاب الهزيمة النهائية". واعتبر أن "السبيل الوحيد لعودة الاستقرار إلى أفغانستان هو عدم تدخل الدول الأخرى وعدم ارسال قوات، والسماح للشعب الأفغاني بأن يقرر مصيره بنفسه". وفي إشارة إلى "طالبان" وتنظيم "القاعدة"، قال اسماعيل خان، وهو أحد كبار قادة "تحالف الشمال" المناوئ للحركة: "عندما تتخلص أفغانستان من شر المجموعات الإرهابية تنتفي الحاجة إلى حضور القوات الأجنبية، إذ أن وجودها في هذه الحال لن يخدم السلام والاستقرار ويعرضها للخطر". وتسيطر قوات اسماعيل خان على ولاية هيرات بأكملها، بعدما غادرتها قوات "طالبان"، كما أن قوات حزب الوحدة الشيعي قبلت بالتخلي عن مناطق سيطرتها العسكرية على الحدود مع إيران، لمصلحة قوات اسماعيل خان السني، وذلك بعد تدخل إيراني، كما أكدت ل"الحياة" مصادر أفغانية. وأشارت إلى أن "غلام يحيا قائد قوات حزب الوحدة أخلى مواقعه منذ بضعة أيام وسلمها إلى قوات اسماعيل خان، ويبدو أنه غادر إلى إيران". ووصف اسماعيل خان علاقة قواته مع حزب الوحدة بأنها "قوية جداً"، مذكراً بأن ولاية هيرات لم تشهد طوال الحروب الماضية أي اقتتال بين الشيعة والسنة، ومشيراً إلى أن أهالي الولاية يغلّبون الانتماء الوطني على الانتماء الحزبي أو الطائفي. وعن مستقبل مكافحة المخدرات في أفغانستان، قال اسماعيل خان: "سنستخدم القوة لمنع المخدرات"، واعتبر أن مكافحة المخدرات بمثابة واجب مثل "الجهاد"، واصفاً تجار المخدرات بأنهم "تجار موت"، ومعرباً عن ثقته بالنجاح في مكافحة هذه الآفة. واستدرك: "لن تتكرر الأحداث التي كانت تقع على الحدود مع إيران أيام طالبان، من اشتباكات حدودية أو خطف لمواطنين إيرانيين". ويعتبر اسماعيل خان من الحلفاء الرئيسيين لإيران في أفغانستان، وأقام في مدينة مشهد الإيرانية مركز محافظة خراسان طيلة حكم "طالبان"، وعاد إلى هيرات التي كان والياً لها. وتكتسب هيرات أهمية استراتيجية بالنسبة إلى إيران كونها ولاية حدودية، وفيها نقطة الجمارك الوحيدة المعترف بها رسمياً بين إيرانوأفغانستان، عند التقاء منطقة دوفارون الإيرانية مع منطقة إسلام قلعة الأفغانية.