وجه قائد قوات تحالف الشمال في ولاية نيمروز الأفغانية الجنرال كريم براهويي تحذيراً شديداً الى حركة "طالبان" يقضي بضرورة انسحابها من الأراضي التي تسيطر عليها داخل الولاية، والا فإن قواته ستشن قريباً هجوماً شاملاً عليها. وقال براهويي ل"الحياة": "اننا على استعداد كامل لبدء قتال شديد ضد طالبان اذا لم تنسحب من ولاية نيمروز، وفي حال انسحبت فلن يقع هذا القتال، والا فسنجبرهم بالقوة على الخروج منها". وتكتسب ولاية نيمروز أهمية استراتيجية على الصعيدين الاقليمي والداخلي الأفغاني اذ انها تجاور كلاً من ايرانوباكستان كما انها تجاور ولاية فرا وهيلمند في افغانستان. وتتقاسم حركة "طالبان" وتحالف الشمال السيطرة على هذه الولاية. ويحتفظ كل منهما بمواقع على محاذاة الأراضي الايرانية، إذ أن منطقة دوست محمد الايرانية القريبة الى مدينة زابل في محافظة سيستان وبلوجستان، تعتبر أحد نقاط الحدود مع حركة "طالبان"، فيما تعد منطقة كهغ الايرانية نقطة الحدود مع تحالف الشمال الحليف لايران. ولم تشهد الولاية حتى الآن أي معارك منذ بداية الحرب الأميركية في أفغانستان. ودعا أحد كبار قادة قوات حركة "طالبان" عبدالرحيم لال زاد في تصريح الى "الحياة" الى الابقاء على حال الهدوء هذه. وحض القوى الأفغانية على عدم التعاون مع القوات الأميركية، كما حمل على الرئيس الأفغاني المخلوع برهان الدين رباني، واتهمه بأن يجعل من قواته دروعاً للقوات الأميركية من أجل إعادة سيطرته على كابول. ورد قائد قوات التحالف في الولاية كريم براهويي على هذا الاتهام بأن التحالف لم يطلب مثل هذا التعاون مع واشنطن. وقال ل"الحياة": "ان الأميركيين شعروا بأنهم مجبرون على التدخل في أفغانستان من أجل حفظ مصالحهم". وقال: "ان زوال حركة طالبان يدخل في مصلحة الشعب الأفغاني والمجاهدين الأفغان الذين اجبروا السوفيات على الانسحاب من افغانستان". وعن مستقبل العلاقة بين التحالف وباكستان قال: "ليس لدينا مشاكل مع باكستان، فهي جارة لنا". وأوضح ان قواته في ولاية نيمروز ليست على علاقة مع الأميركيين ولا تتلقى مساعدات منهم، مضيفاً ان موضوع العلاقة تتولاه القيادة المركزية. وخلال جولة "الحياة" على المواقع القتالية ل"طالبان" وتحالف الشمال في الولاية، كان واضحاً على جنود "طالبان" الضغط العسكري الذي تمارسه القوات الأميركية عبر القصف الجوي الذي طال بعض المواقع في الولاية ومنها موقع للرادار في منطقة زرنج. وتقول مصادر "طالبان" ان ستة مدنيين كانوا قرب الرادار قتلوا. وتحرص قوات الحركة على اظهار ان معنوياتها مرتفعة في مواجهة القوات الأميركية. وقال أحد كبار قادتهم عبدالرحيم لال زاد ل"الحياة": "ان الغارات الأميركية والبريطانية لم تؤد الا الى قتل المدنيين الأبرياء الذين عانوا من مشاكل كبيرة طوال السنوات الماضية". ولوحظ ان قوات "طالبان" لا تظهر للعيان بمعدات عسكرية متطورة، بل يحمل مقاتلوها أسلحة خفيفة من طراز كلاشنكوف، على عكس قوات تحالف الشمال التي تبدو مسلحة في شكل كبير وتنتشر حول مواقعها بعض الآليات المدرعة. ولم تستطع "طالبان" فرض السيطرة الكاملة على ولاية نيمروز. اذ ان جزءاً منها بقي في أيدي تحالف الشمال كمناطق جهار برجك وميلي 46. واستطاعت الحركة قبل سنوات احتلال جهار برجك لكن ما لبث ان استعادها التحالف الشمالي. وتعتبر محافظة سيستان وبلوجستان الممتدة على طول الحدود، شديدة التأثر بما يجري في افغانستان. إذ ان هناك علاقات مصاهرة وقرابة بين البلوش الذين يشكلون غالبية السكان في المحافظة، وبين الشعب الأفغاني، اضافة الى العلاقة المذهبية اذ ان غالبية السكان هم من السنّة الايرانيين.