نيودلهي، واشنطن، بكين - رويترز، أ ف ب - دانت الولاياتالمتحدة "بأشد العبارات" العملية الانتحارية الفلسطينية في مدينة الخضيرة ولم يصدر عنها اي رد فعل على عمليات الانتقام الاسرائيلية. وقال وزير الخارجية كولن باول ان استمرار عمليات العنف يعيق الجهود الرامية الى اقامة دولة فلسطينية. وفيما دعت الصين الى استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين "لتفادي اعمال العنف" دان الاتحاد الاوروبي العملية، لكنه وعد ببذل "كل جهد ممكن" من اجل التوصل الى تسوية سلمية في الشرق الاوسط. في نيودلهي دان باول مقتل ستة اسرائيليين برصاص مسلح فلسطيني وقال ان العنف في الشرق الاوسط يعيق الجهود التي قد تفضي في النهاية الى اقامة دولة فلسطينية. واضاف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الهندي جاسوانت سينغ في نيودلهي "هذا النوع من العنف الاعمى لا يسفر الا عن تدمير حياة ابرياء ولا يقود الى شيء ونحن ندينه". وزاد "تعرض ابرياء تجمعوا للاحتفال في مناسبة سعيدة في حياتهم لهجوم ارهابي. هذا النوع من العنف الاعمى يباعد بيننا وبين التحرك قدماً لوقف النار وتنفيذ خطة ميتشل للسلام والتي ستؤدي الى مفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين ونأمل في ان تختتم باعلان الدولة الفلسطينية". ولم يعلّق باول على الرد الاسرائيلية على العملية. في بكين قالت وكالة انباء "شينخوا" امس ان الرئيس جيانغ زيمين دعا الى الاسراع باستئناف محادثات السلام في الشرق الاوسط لتفادي العنف. ونقلت الوكالة عن جيانغ قوله للعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني خلال اجتماع مساء الخميس "الصين ترى ان الحل الصحيح الوحيد لمشكلة الشرق الاوسط يكمن في الاستئناف السريع لمحادثات السلام لأن العنف والصراع المسلح لن يؤديا الا الى الكراهية والقطيعة". وتحافظ الصين على موقف متوازن في سياستها تجاه الشرق اوسطية للموازنة بين روابطها القديمة مع حلفائها العرب وعلاقاتها مع اسرائيل وهي مورد رئيسي للاسلحة الى الصين. ومن المنتظر ان يصل الرئيس المصري حسني مبارك الى الصين الاربعاء المقبل. في دبي دعا الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون اسرائيل والفلسطينيين الى وضع حد للعنف واستئناف المفاوضات. وقال خلال عشاء ساهر مساء الخميس في دبي لجمع تبرعات لمصلحة الطفولة "لا يمكن لأي من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني ان يهزم ولا يمكن لأي منهما الحصول على كل ما يريده. فلا بد للتفاوض من ان يحل محل العنف والارهاب". واضاف "يجب وقف الاعتداءات الانتحارية ولكن يجب ايضا على الاعمال البناءة ان تلقى ردودا ايجابية" في اشارة الى جهود الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الهادفة الى احتواء تحرك المتطرفين. ودعت فرنسا أمس السلطة الفلسطينية الى الاستمرار في اتخاذ الاجراءات الكفيلة بالحؤول دون وقوع المزيد من العمليات الانتحارية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرانسوا ريفاسو "اننا ندين هذا العمل القبيح خصوصاً أنه استهدف احتفالاً عائلياً". وأضاف ان على السلطة الفلسطينية الاستمرار في اتخاذ اجراءات ضد مثل هذه العمليات "التي تتنافى أيضاً مع مصالح الشعب الفلسطيني". في مدريد التي تتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي حاليا، اصدرت الحكومة الاسبانية بيانا دانت فيه "بأشد العبارات الاعتداء الوحشي الارهابي في الخضيرة ... الذي لا بد من ان يعتقل المسؤولون عنه واحالتهم الى القضاء". وفي بروكسل، دان الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا "بشدة" الهجوم. وقال في بيان "ادين باشد الالفاظ الاعتداء واقدم تعازي الى عائلات الضحايا والحكومة الاسرائيلية". ودعا عرفات الى "اتخاذ جميع الاجراءات لقمع الذين لا يحترمون الالتزامات التي تعهد بها في 16 كانون الاول/ديسمبر". وفي موسكو، دانت وزارة الخارجية الروسية في بيان الهجوم وقالت "ان موسكو تدين بشدة العمل الدامي الاخير لارهابيين" واعربت "عن قلقها في ان يكون بين ضحايا هذا العمل الاجرامي مواطنون لنا" متحدرون من روسيا ومن مجموعة الدول المستقلة. عربياً، اعلن الاردن امس ان العملية الانتحارية "تضر بالسلام وتسيء الى السلطة الوطنية الفلسطينية"، مطالبا اسرائيل في الوقت نفسه بوقف سياسة الاغتيالات والتدمير. وصرح محمد العدوان، وزير الدولة للشؤون السياسية وزير الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، ان "العملية التي وقعت في الخضيرة مساء امس غير مسؤولة تضر بعملية السلام وتسيء الى السلطة الوطنية الفلسطينية وتعيق الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات".