واشنطن، هافانا - أ ف ب، رويترز - يعتزم الصليب الأحمر مقابلة المحتجزين من "طالبان" و"القاعدة" في كوبا، فيما وصلت مجموعة ثالثة من الأسرى الى غوانتانامو. واعتبر الزعيم الكوبي فيدل كاسترو ان تعاون بلاده مع الولاياتالمتحدة في ما يتعلق باستخدام قاعدة غوانتانامو بادرة مهمة. واعلنت وزارة الدفاع الاميركية ان مجموعة ثالثة تتكون من ثلاثين اسيراً وصلت اول من امس، من افغانستان الى قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا حيث بلغ عدد الاسرى هناك ثمانين شخصاً. وأعلن الناطق باسم البنتاغون ريكوه بلاير ان "الطائرة التي تقلهم حطت من دون صعوبات في غوانتانامو". وأكد البنتاغون ان الاسرى الثلاثين نقلوا من قندهار حيث يعتقل الاميركيون 403 سجناء. ونقلت شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية عن المسؤول في القاعدة الجنرال مايكل ليونارد قوله ان بعض هؤلاء المقاتلين توعد بأنه سيقتل اميركيين قبل مغادرة غوانتانامو يوماً ما. وقال ستيف لوكاس الناطق باسم القيادة العسكرية الاميركية للمنطقة الجنوبية ان "هذه التهديدات ليست مفاجئة من جانب اعضاء في منظمات هدفها قتل اميركيين حيث يستطيعون". وأضاف لوكاس ان رحلات نقل الاسرى من افغانستان ستكون منتظمة من الآن فصاعداً. وأوضح ان الاميركيين وحلفاء لهم يقومون بتصنيف الاسرى وان بعضهم يسلمون الى البلدان التي يتحدرون منها. ومعلوم ان المقاتلين الاسرى هم من عناصر "طالبان" او تنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن. وبدأت عمليات نقلهم الى غوانتانامو يوم الجمعة الماضي من قندهار. وصرح رئيس الاركان الاميركي الجنرال ريتشارد مايرز بأن الولاياتالمتحدة "ستسلم إسلام آباد 90 اسيراً باكستانياً". وقال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد في المؤتمر الصحافي نفسه: "لا اعتقد ان التحقيقات الرسمية قد استؤنفت في قاعادة غوانتانامو". وكان البيت الابيض رفض اول من امس، الاتهامات التي وجهتها منظمات للدفاع عن حقوق الانسان حول احتجاز الاسرى في "اقفاص" في الهواء الطلق معتبرة انهم يتلقون معاملة "انسانية ومحترمة". واوضح الناطق لوكاس ان هذه الزنزانات موقتة وانه يجري بناء سجن دائم لاستقبال نحو الفي سجين. كاسترو وأبلغ الرئيس الكوبي فيدل كاسترو سناتور اميركية زائرة اول من امس، انه يرى بادرة مهمة في تعاون بلاده مع الولاياتالمتحدة في ما يتعلق باستخدام قاعدة غوانتانامو لاحتجاز السجناء. وتناول كاسترو الغداء مع السناتور ماريا كانتويل من ولاية واشنطن ومجموعة من النساء البارزات من الولاية، قبل ان يصطحبها شخصياً الى المطار في لفتة لا يفعلها دائماً حتى مع رؤساء الدول الزائرين. وقالت كوني نيفا رئيسة لجنة النقل في ولاية واشنطن والتي حضرت الغداء الذي استمر ثلاث ساعات: "ابلغ السناتور ان تعاون كوبا مع جهودنا في غوانتانامو بادرة لحسن النية". وفاجأت هافانا الكثيرين بأنها لم تحتج على استخدام واشنطن للقاعدة الواقعة في اقصى جنوب شرقي كوبا كسجن، بل وعرضت تقديم مساعدة طبية او اي مساعدة اخرى ربما تحتاجها العملية. وكانت قاعدة غوانتانامو اجرت الى الولاياتالمتحدة بصورة دائمة قبل الثورة الكوبية عام 1959، ويعتبرها كاسترو ارضاً محتلة وكانت سبباً دائماً للنزاع بين البلدين على مدى سنوات. وعلى صعيد اخر، قال رونالد نوبل الامين العام لمنظمة الشرطة الدولية الانتربول انه تلقى ملفاً ضخماً من حكومة كاسترو عن جهود كوبا بعد هجمات 11 ايلول سبتمبر الماضي في الحرب العالمية على الارهاب. وذكر نوبل وهو اميركي انه تلقى هذا الملف من وزارة الخارجية، لكنه لم يعط تفاصيل عنه قائلاً انه لم يقرأه بعد. وأضاف انه "راض تماماً" عن التقارير التي استمع اليها في شأن عدد من القضايا، بينها الارهاب والمخدرات، من الشرطة الكوبية ووزارة الداخلية اثناء زيارته الرسمية لهافانا والتي استمرت خمسة ايام. الصليب الأحمر وفي جنيف ا ب، افادت منظمة الصليب الاحمر الدولي انه سمح لفريقها بمقابلة السجناء في غوناتنامو في شكل سري. وقال داكري كريستن الناطق باسم الصليب الاحمر الدولي: "اول شرط لنا لنقوم بالزيارة كان امكان التحدث مع السجناء في شكل سري ومن دون مراقبة". ولا تكشف المنظمة عادة تفاصيل هذه الزيارات ولكنها هذه المرة ستنقل بعض الملاحظات عن ظروف الاعتقال من دون اعطاء اسماء. وقال كريستن: "نريد ان نرى كل شيء، ونحن نحظى بتعاون السلطات الاميركية الكامل". وأضاف كريستن ان الفريق المكون من اربعة اشخاص ومن بينهم طبيب، سيلتقي المسؤولين الاميركيين في قاعدة غانتانامو اولاً، ثم يبدأ بزيارة الاسرى. وترى منظمة الصليب الاحمر الدولي انه يجب اعطاء الاسرى الافغان صفة اسرى حرب "لأن معاهدة جنيف تطبق هذه الصفة على اي مقاتل اعتقل خلال نزاع دولي مسلح" بحسب ما اوضح كريستن.