كابول، نيويوركالاممالمتحدة - ا ف ب - اعيد فتح مطار كابول الدولي رسمياً امس، بعد الانتهاء من ازالة الالغام وترميم المدارج. وجاء ذلك بعيد تصويت مجلس الامن بالاجماع على رفع العقوبات المفروضة على شركة الطيران الافغانية "اريانا" منذ 12شهراً. وأعيد فتح مطار كابول امام حركة النقل الجوي، بعدما استغرقت اعمال ازالة الالغام وترميم المدارج ثلاثة اسابيع. وأعرب وزير النقل الافغاني عبدالرحمن عن ارتياحه لهذا الحدث الذي اعتبره "بداية مرحلة جديدة بالنسبة الى الملاحة الجوية الافغانية". وكان تم اغلاق المطار في ايلول سبتمبر الماضي، بعد الاعتداءات في الولاياتالمتحدة التي حولته هدفاً لغارات اميركية منذ السابع من تشرين الاول اكتوبر الماضي، ودمرت مدارجه وعنابره وصالة المسافرين. وأغلق المطار امام حركة النقل الدولي منذ سنة، بسبب العقوبات التي فرضتها الاممالمتحدة على نظام "طالبان". واقتصر استخدامه منذ دخول تحالف الشمال اليه، على الطائرات العسكرية الصغيرة. وقامت طائرة ركاب من طراز "بوينغ 727" هي الطائرة العاملة الوحيدة في شركة الخطوط الجوية الافغانية "اريانا" بعملية اقلاع وهبوط رمزية لدى الاعلان عن افتتاح المطار. وما زال برج المراقبة وبعض ممرات الهبوط والاقلاع في حال يرثى لها من جراء القصف، فيما تحتاج صالة السفر الى تجديدات واسعة. وكانت الغارات الاميركية دمرت ست طائرات من اسطول "اريانا"، وتأمل افغانستان سريعاً في ان تتلقى بعض أشكال التعويض. وقال عبدالرحمن ان اعادة اريانا والمطار للعمل بصورة كاملة، تتكلف 400 مليون دولار على الاقل. وتقوم بالجزء الاكبر من الاصلاحات في المطار قوة عسكرية دولية كلفتها الاممالمتحدة مهمة السعي لاعادة الامور الى نصابها. وتساعدها فرق من وزارة الاشغال العامة وبلدية كابول. ويتوقع ان تستأنف شركة الطيران الافغانية "افغان اريانا" الاسبوع المقبل، رحلاتها الدولية، بعدما صوت مجلس الامن بالاجماع على رفع العقوبات المفروضة عليها منذ 12شهراً. كذلك رفع مجلس الامن العقوبات المالية التي فرضت على الشركة في تشرين الاول اكتوبر 1999 غداة الاعتداءين على السفارتين الاميركيتين في تنزانيا وكينيا، لإرغام "طالبان" على تسليم اسامة بن لادن. ومن المقرر ان يصدر مجلس الامن في وقت لاحق هذا الاسبوع، قراراً منفصلاً برفع الحظر المفروض منذ 27 شهراً على الرحلات من افغانستان وإليها. ويشير مشروع القرار الذي وزع نصه على الصحافيين اول من امس، الى ان العقوبات لم تعد سارية في ظل الحكومة الافغانية الموقتة المدعومة من واشنطن. ولا يتألف اسطول شركة "اريانا" الا من طائرتين: الاولى "انطونوف-24" تتسع لخمسين مقعداً، والثانية "بوينغ 727-200" كانتا متوقفتين في مطار هراة شرق بسبب العقوبات. وذكر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في تقرير اصدره في اواخر آذار مارس الماضي ان العقوبات جعلت صيانة الطائرات امراً صعباً وأن "السفر على متن رحلات داخلية سيكون محفوفاً بالمخاطر". وحذر انان ايضاً من ان السلامة الجوية الدولية يمكن ان تتأثر من جراء انعدام التعاون بين سلطات الطيران المدني الباكستاني والوكالات الدولية. وأعلن البنك الدولي اول من امس، ان الطيران المدني في افغانستان يحتاج من 60 الى 90 مليون دولار في السنوات العشر المقبلة، في اطار برنامج لإعادة اعمار افغانستان تقدر كلفته ب15 بليون دولار. وسيجدد القرار الثاني للامم المتحدة العقوبات المفترض ان تنتهي يوم السبت، لكنه يوجهها نحو حركة "طالبان" وأسامة بن لادن وتنظيم "القاعدة". وهي تتضمن حظراً على الاسلحة وتجميد اصول مجموعتين وتقييد التحركات.