قللت حركة "طالبان" من وقع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الاممالمتحدة عليها. وبدأ سريانها امس بعدما رفضت تسليم اسامة بن لادن الى الولاياتالمتحدة. وقال الناطق باسم الحركة عبدالحي مطمئن ل"الحياة" من قندهار: "سيكون للعقوبات تأثير محدود، فالاقتصاد الافغاني مدمر ولا يعتمد على التبادل التجاري مع العالم". وتظاهر في العاصمة الافغانية امس آلاف الأشخاص وهاجموا مباني الاممالمتحدة والسفارة الاميركية المهجورة وقذفوهما بالحجارة، ورفعوا شعارات معادية لواشنطن والمنظمة الدولية، ولجأ الحراس من "طالبان" الى اطلاق الأعيرة النارية لتفريق المتظاهرين الذين سعوا الى اقتحام المباني. وشن مدير الطيران المدني الافغاني أختر منصور في تصريحات صحافية من قندهار هجوماً على العقوبات التي رأى انها ستصيب المواطن العادي، كون شركة الخطوط الافغانية ليست مؤسسة ربحية، وليس لها أي دور في تقوية الاقتصاد الافغاني كما يُشاع. ومعلوم ان شركة الخطوط الافغانية "أريانا" تملك ثلاث طائرات من طراز بوينغ 727 وتسير رحلات الى دبي والشارقة حيث يعمل أكثر من 300 ألف أفغاني في الخليج العربي، ويبلغ عدد مسافريها 2000 مسافر شهرياً، ولديها 1700 موظف في انحاء العالم. وحتى أمس لم يصدر عن باكستان أي تعليق على العقوبات، وكان نقل عن الحاكم التنفيذي الباكستاني الجنرال برويز مشرف ووزير خارجيته عبدالستار ان الحكومة تدرس القرار الدولي بعناية فائقة. وتعد باكستان من أكثر الدول المتضررة من العقوبات نظراً الى تداخل اقتصاد الدولتين، وهناك أكثر من مليونين ونصف المليون مهاجر افغاني يقيمون في باكستان، ويتنقلون بحرية الى افغانستان عبر حدود طولها 1500 كلم الى جانب الاختلاط العرقي والقبلي واللغوي. وتعرضت الجمعة الماضية مصالح الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة في اسلام اباد لست قذائف صاروخية قيل ان لها علاقة بالعقوبات المفروضة على "طالبان"، بيد ان الأخيرة نفت مسؤوليتها ودانت التفجيرات. ويسود اعتقاد ان الاقتصاد الافغاني لن يتضرر كثيراً من جراء هذا العقوبات كونه اقتصاد حرب ومدمراً أصلاً، ولا يعتمد على التبادل التجاري، فحجم التبادل التجاري مع العالم كله لا يتعدى 14 مليون دولار، وعلاوة على هذا فالشعب الافغاني لا يأبه للكماليات، ويعيش 80 في المئة من الافغانيين في الأرياف حياة بالغة القسوة. ويستبعد خبراء ان تؤدي العقوبات الى تليين موقف "طالبان" في تسليم ابن لادن، لكن، ربما ساعدت المعارضة الافغانية بزعامة أحمد شاه مسعود في التقدم في ظل العزلة الدولية الخانقة للحركة والمتاعب الاقتصادية المتفاقمة.