نيويورك الاممالمتحدة، كابول - أ ف ب - أعلنت الاممالمتحدة أول من أمس ان العقوبات التي يفرضها مجلس الامن على حركة طالبان الحاكمة في كابول، تهدد سلامة الطيران الافغاني والدولي في اجواء افغانستان، لكنها لا تؤثر على الوضع الانساني فيها. وأعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان في تقرير له ان هذه العقوبات تجعل من الصعب على شركة الطيران الوطنية "اريانا"، "تأمين الصيانة اللازمة لطائراتها" خصوصا انه من الصعب الحصول على قطع الغيار بسبب حظر الشحن الجوي. وكان مجلس الامن فرض في كانون الاول ديسمبر الماضي سلسلة من العقوبات على افغانستان دخلت حيز التنفيذ في التاسع عشر من كانون الثاني يناير لحث طالبان على تسليم اسامة بن لادن. ومن بين العقوبات هناك حظر جوي وتقييد حركة كبار المسؤولين في طالبان. وعلى صعيد سلامة الطيران الدولي، أوضح انان ان طالبان تتعاون مع سلطات الطيران المدني الدولي لصيانة المنشآت الضرورية التي توجه حركة الطيران الدولية في الاجواء الافغانية. وقال في تقريره انه تم تركيب نظام جديد للمراقبة الجوية في كانون الثاني يناير 2001 في افغانستان بعد الحصول على اذن من لجنة العقوبات التابعة للامم المتحدة، الا ان صيانة هذا النظام تفرض قيام الخبراء الافغان باتصالات على المستويين الاقليمي والدولي. الا ان انان يشير ايضا في تقريره الى ان لجنة العقوبات رفضت في شباط فبراير الماضي السماح لهؤلاء الخبراء بالتوجه عبر الطائرة الى باكستان للمشاركة في اجتماعات تقنية. من جهة ثانية أكد أنان ان العقوبات لم يكن لها حتى الان "اي تاثير جديد مهم على الوضع الانساني" في افغانستان، الا انه اشار الى ان "الوضع الانساني في افغانستان يبقى حساساً" بسبب الجفاف واستئناف المعارك في مناطق من البلاد وتزايد حركة نزوح السكان. على صعيد آخر، أعلن مسؤول من المعارضة الافغانية أمس تشكيل "جيش من 20 الف مقاتل" لمواجهة "المخططات الحربية" لحركة طالبان المتفوقة من حيث العدد. وقال الدكتور عبد الله، القريب من أحمد شاه مسعود، آخر القادة المقاومين لطالبان، ان الجيش الذي يعتقد المراقبون ان عدده مبالغاً به، لا سيما وانه لم يتسن التحقق منه، "مفيد لأن الحركة تعتزم مواصلة المعارك حتى تحقيق اهدافها العدائية". وتسيطر طالبان على اكثر من ثلاثة ارباع اراضي افغانستان في حين تتمركز قوات مسعود بشكل خاص في شمال شرقي البلاد وقسم من وادي الشمالي شمال كابول. وأضاف عبدالله في حديث هاتفي ان الجيش الذي لا يزال قيد التشكيل، يستند على النموذج التقليدي مع جنود يرتدون زياً موحداً تم اختيارهم من مختلف المجموعات المعارضة لطالبان. واشارت مصادر متخصصة في باكستان، الى ان القوة الجديدة ستشكل تحت اشراف الجنرالين نبي عظيمي وآصف الحليفين لمسعود، واللذين كانا شخصيتين بارزتين في النظام الشيوعي بزعامة نجيب الله الذي اطيح في عام 1992، الا ان عبدالله نفى تلك المعلومات.