اختتم المؤتمر الثامن لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي في الدول العربية أعماله بالدعوة إلى تشجيع إنشاء مؤسسات غير حكومية وصناديق لدعم نشاطات البحث العلمي وتشجيع برامج التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف بين المؤسسات البحثية والجامعات العربية، وبينها وبين الحكومات لتنفيذ مشاريع بحثية مشتركة. وطالب الدول العربية بإنشاء قنوات معلومات لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي على المستوى الوطني، وربطها بشبكات اقليمية عربية، مع ضرورة العمل على تنويع مصادر تمويل التعليم العالي والاستعانة بوسائل غير تقليدية، وإقامة حضانات تقنية تساعد على تثمين نتائج البحث العلمي على المستوى العربي. وعن تقييم جودة الأداء النوعي، دعا وزراء التعليم العالي إلى إقامة وحدة مركزية على مستوى الدولة للتقييم الخارجي لمؤسسات التعليم العالي، على أن يتم التقويم وفقاً لمعايير محددة، مع الاسترشاد بالأدلة التي تقترحها المنظمات العربية والدولية المتخصصة. وزير التعليم العالي المصري وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري مفيد شهاب في كلمته أمام المائدة المستديرة التي عقدت على هامش المؤتمر، ضرورة ضبط الجودة النوعية في التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي. وقال: "نعيش اليوم في عالم متغير، حدثت خلاله ثورات علمية وتقنية، ومعيار تقدم الأمم يقاس بما أحرزته من تقدم في العلوم". واعتبر إن قضية الجودة تفرض نفسها في الوقت الراهن، و"أصبحت ضرورة ملحة على كل المستويات". وطالب بتقويم الجودة في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي داخلياً وخارجياً، مضيفاً أن التقييم الذاتي من داخل المؤسسات يقوم على البيانات الدقيقة، والتعرف على مواطن القوة والضعف، وإعداد البرامج التي ترتقي بمستوى الأداء في المؤسسات التعليمية والبحثية. "اليكسو" وتناول المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم المنجي بوسنينة واقع التعليم العالي في ظل العولمة، مطالباً بتحقيق التعاون العربي كاستراتيجية لتحقيق الجودة. وقال: "يتسم التعليم العالي في الوطن العربي بالتقليدية، ما حال دون مواءمته وسوق العمل، وعانى ايضاً من أوجه القصور والجمود في المناهج واساليب التدريس، وعدم القدرة على استيعاب الأعداد الكبيرة، وغياب نظم التقويم والمتابعة". وحذر من إن البحث العلمي في العالم العربي يعاني من التهميش، ما أدى إلى تدني الموازنات المخصصة له، وعدم ربط الجهود البحثية بخطط التنمية، و"بالتالي الى هجرة العقول العربية إلى الدول الأجنبية". وأكد بوسنينة في كلمته على العلاقة بين الجامعة والمجتمع، وضرورة عدم اقتصار دور الجامعة على الجهد الأكاديمي، بل يتعداها الى المساهمة في حل المشكلات المرتبطة بمؤسسات الانتاج والخدمات. ودعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي في المملكة المغربية الدكتور نجيب الذروالي من جهته، الى رفع سقف معايير الجودة المتبعة، لتصل الى مستوى مفاهيم الجودة وفق المعايير العالمية، مع ضرورة أن يكون مفهوم الجودة من منظور التميز والتفوق وتنمية قدرات الطلاب والمقررات والموارد البشرية والقيم الاكاديمية. اما وزير التعليم العالي في المملكة العربية السعودية خالد العنقري فرأى إن ضبط الجودة أصبح ضرورياً في مؤسسات التعليم العالي. وطالب بربط خريجي التعليم العالي بحاجات سوق العمل، وضرورة توفير مهارات وتقنيات عالية في إعداد الخريجين.