دعت ايران الى "عدم فرض الوصاية الاجنبية" على الشعب الافغاني، لكنها أعلنت دعمها لجهود الاممالمتحدة ولمحادثات مؤتمر بون في وقت سعت موسكو الى تنسيق مواقفها مع طهران "لعدم الاستعجال" في تشكيل الحكومة الافغانية، وهو موقف تم اعتباره محاولة روسية - ايرانية للوقوف في وجه أي انفراد اميركي في حل الأزمة الافغانية. وتدخلت ايران، بطلب من المانيا، لدى الرئيس الافغاني برهان الدين رباني للخروج من دوامة الخلاف في اجتماعات بون. واكد وزير الخارجية الايراني كمال خرازي، خلال اتصال هاتفي مع رباني، ضرورة الاسراع في تشكيل مجلس تنفيذي موقت، فيما شدد رباني على ضرورة ان يتم انتخاب القيادات السياسية الافغانية في كابول، في اشارة الى معار ضته فرض الملك السابق محمد ظاهر شاه زعيماً على افغانستان. وقال رباني: "اننا نتوقع ان يؤدي المؤتمر الى الاتفاق على تشكيل مجلس تنفيذي موقت يضم شخصيات افغانية تعمل على ادارة الو ضع الحالي ريثما يتم تشكيل جلسة لمجلس الشيوخ". وجاء اتصال خرازي برباني، بعد طلب من وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر. ورد الوزير الايراني على نظيره الالماني "ان فرض أي مشروع على افغانستان من الخارج سيؤدي الى نشوب الخلافات وعدم الاستقرار في افغانستان". وابلغ خرازي فيشر دعم بلاده لمحادثات بون، لكنه أوضح "انه لا يمكن عقد الآمال على نجاح المؤتمر من دون الاهتمام بوجهات نظر المسؤولين الافغان". ووجه فيشر سؤالاً الى خرازي عن امكان نشر قوات اجنبية في افغانستان، فحذر خرازي من تبعات مثل هذا القرار، ووصفها "بأنها خطيرة"، داعياً الى المساعدة في تشكيل شرطة وجيش وطني افغاني. وكانت هذه التطورات ومؤتمر بون محور المحادثات الهاتفية التي اجراها وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف مع نظيره الايراني. ونقلت "وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء" الايرانية عن ايفانوف دعوته الى "عدم الاستعجال في تقديم اسماء اعضاء الحكومة المقبلة في افغانستان لأن ذلك سيؤدي الى اثارة الخلاف، وعدم التوازن، وخلق أزمة اخرى في افغانستان". واكد خرازي "دعم ايران للجهود التي تبذلها الاممالمتحدة"، ودعا الى "اعطاء الفرصة للشعب الافغاني ليطرح الشكل الذي يرتأيه للحكومة المقبلة". وقال: "ان ابناء الشعب الافغاني يعارضون فرض الوصاية الاجنبية، ووجود القوات الأجنبية على أرضهم". ويرجح المراقبون ان طهرانوموسكو تريدان عبر مواقفهما هذه، عدم اتاحة الفرصة لواشنطن للانفراد في وضع الحلول والخطط لمستقبل افغانستان، مع الإشارة الى ان ايران وروسيا هما الداعمتان الرئيسيتان ل"تحالف الشمال" وحكومة الرئيس برهان الدين رباني.