دعا الرئيس الإيراني محمد خاتمي الأممالمتحدة إلى تفعيل دورها في الأزمة الأفغانية، معرباً عن أسفه للحرب في أفغانستان وتعرض المدنيين للخطر. وخلال اتصال هاتفي أجراه بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، شدد خاتمي على "ضرورة أن تشارك كل القوميات والقوى الأفغانية في الحكومة المقبلة، وأن تتولى المنظمة الدولية تنظيم انتخابات لتشكيل حكومة موسعة" في أفغانستان. وفي إشارة إلى رفضه الحلول الجاهزة من القوى الخارجية، قال الرئيس الإيراني: "إن فرض حكومة على أفغانستان سيكون عامل اخفاق فيها"، مضيفاً أن طهران مستعدة للتعاون مع الأممالمتحدة في كل المجالات. أما أنان فشدد على توسيع هذا التعاون في إطار الجهود لايجاد حكومة أفغانية "تحقق سلاماً مستقراً". وتعارض طهران تفرد واشنطن بفرض حل للأزمة الأفغانية، وتنصيب الملك ظاهر شاه، وتؤكد أن هذا الأمر ينبغي أن يعود إلى الشعب الأفغاني، ونصح نائب الرئيس الإيراني محمد علي أبطحي واشنطن أمس بانهاء الحرب و"الهروب لإنقاذ نفسها". وركز خاتمي على أن المنظمة الدولية هي "أفضل الطرق لمكافحة الإرهاب من جذوره"، فيما أشار أنان إلى دور إيران في أفغانستان، وعضويتها في مجموعة دول 6"2 المعنية بالوضع الأفغاني. وكانت طهران أكدت معارضتها مشاركة حركة "طالبان" في الحكومة المقبلة في أفغانستان، وهو ما أكده ل"الحياة" وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي في حديث نشرته أمس، وشدد على أن "تحالف الشمال" يحظى باعتراف الأممالمتحدة، ويشغل مقعد أفغانستان في المنظمة الدولية. ومعروف أن باكستان شددت على دور لحركة "طالبان"، وهي تسعى إلى استبعاد "تحالف الشمال" عن لعب دور أساسي في المستقبل السياسي لأفغانستان. ودعا مندوب الحكومة الأفغانية في المنفى برئاسة برهان الدين رباني لدى الأممالمتحدة روان فرهادي، إلى "اتخاذ إيران موقفاً حازماً بعيداً عن الانفعال". وقال لوكالة الأنباء الإيرانية إن "المتطرفين الباكستانيين يخططون لاحتكار المبادرة المتعلقة بتشكيل الحكومة المقبلة في أفغانستان، وان "على إيران كدولة قوية لها مصالحها، أن ترسل وفوداً إلى أنحاء العالم وتخرج المبادرة من أيدي الآخرين، وتلعب دوراً يتناسب مع مكانتها في المنطقة". في غضون ذلك، حذر أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي من احتمال أن تؤدي الحرب الأميركية - البريطانية ضد أفغانستان، إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة. وقال رضائي، الجنرال والقائد السابق ل"الحرس الثوري": "واشنطن ولندن تشنان الحرب في منطقة تلتقي فيها مصالح الهند والصين وروسيا والعالم الإسلامي، لذلك فإن الحرب في هذه المنطقة عمل جاهل". وهاجم رضائي الإدارة الأميركية، معتبراً أنها "ستصل إلى الاقتناع بعدم قدرتها على إدارة شؤون العالم". ورأى أن "من الطبيعي أن يصبح الأميركيون غير آمنين، لأنهم يؤزمون الأوضاع في العالم". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن أبطحي قوله في حديث نشرته أمس صحيفة "ملت" الإصلاحية: "آمل بأن تدرك أميركا سريعاً أن افغانستان ليست مكاناً مناسباً للبقاء، وأنت تضع حداً للنزاع". وأكد أن الهجوم الأميركي على "شعب أفغانستان المقموع والبريء قد يؤدي إلى تأجيج جذوة الأفكار المتخلفة والضالة، مثل تلك التي تؤمن بها طالبان في العالم الإسلامي". وزاد: "سيزول غبار الحرب وتبقى أفكار كأفكار طالبان، والحقد بين الحضارات". وأوضح أن بلاده تعتمد حيال الأزمة "ديبلوماسية ترتكز إلى ثلاثة خطوط: مكافحة الإرهاب ومعارضة الولاياتالمتحدة في هجومها على أفغانستان، ومحاربة الصورة المتصلبة التي رسمتها طالبان عن الإسلام". الغالبية مع الحياد إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أن غالبية الإيرانيين تؤيد بقاء طهران على الحياد في حرب أفغانستان. وأجري الاستطلاع في العاصمة الإيرانية، وأكد 6.47 في المئة ضرورة بقاء بلادهم على الحياد، فيما دعا 7.38 في المئة إلى إدانة الحملة العسكرية الأميركية، وقال 7.7 في المئة بضرورة دعم هذه الحملة.