الارجح ان شركة "إنتل" دخلت مرحلة تقنية جديدة مع أطلاقها رقاقة "بنتيوم 4" الجديدة التي تبلغ سرعتها 2.2 غيغاهيرتز، أي ما يعادل 2.2 مليار دورة معلومات في الثانية الواحدة. وتساعد السرعة العالية في تعزيز قدرة أجهزة الكومبيوتر الشخصية والمحمولة باليد على التعامل مع مواد الترفيه والميلتي ميديا، مثل الموسيقى الرقمية والتصوير الفوتوغرافي وأفلام الفيديو وغيرها. وأطلقت الشركة رقاقتها الجديدة في الشرق الاوسط من مركزها في دبي بالتزامن مع أطلاقها في مختلف دول العالم. والمعلوم أن رقاقات "انتل" تدير عمل ما لا يقل عن ثلثي أجهزة الكومبيوتر في السوق العالمية التي يقدر عددها بنحو المليار. وعلى رغم زيادة قوة الرقاقة وقدرتها على التخزين، الا ان حجمها تقلص بنحو الثلث. وينسجم ذلك مع اتجاه قوي لدى شركات الكومبيوتر كافة في زيادة قوة الاجهزة، وتقليص حجمها باطراد. ولاعطاء فكرة عن هذا الاتجاه، فان الرقاقة الجديدة توازي مئة مليون ترانزستور، وتبلغ "الاسلاك" التي توصل بينها من الصغر درجة ان الفاً مجتمعة منها لا تساوي قطر شعرة واحدة في رأس الانسان. واستخدمت الشركة تقنية جديدة في صنع "بانتيوم" الجديد، هي 15،0 مايكرون، أي أن رسم خارطة الدارات الالكترونية المدمجة على سطح الرقاقة، وصل الى "خطوط" عرضها 15 جزءاً من الف من مليون من المتر! ولايعني ذلك فقط ان هذه الدقة تحتاج الى مايكروسكوبات قوية جداً، بل ان العمل على الرقاقات وصل الى حدود الذرة. وبذلك باتت الشركة على بعد خطوة من تحدي انتاج رقاقة كمومية، اي تلك التي تخزن المعلومات في مسار الالكترون داخل الذرة نفسها.