} انتقدت طهران الإدارة الأميركية لعدم استجابتها سياسة الانفتاح الايرانية، بعدما أثار رئيس مجلس النواب الألماني ملف العلاقة بين الجانبين. وحملت الخارجية الايرانية على اسرائيل ودعت الى "مواجهة أعمالها العنصرية". علمت "الحياة" من مصدر برلماني ايراني ان رئيس مجلس النواب الألماني ولفغانغ تيرزه أثار مع المسؤولين الايرانيين في طهران موضوع العلاقة الايرانية - الأميركية، وضرورة ان تشهد تقدماً في ظل سياسة الانفتاح التي تنتهجها ايران في عهد الرئيس محمد خاتمي. وأضاف المصدر ان "المسؤول الألماني سمع كلاماً واضحاً مفاده ان الادارة الأميركية لم تستجب بالشكل المناسب سياسة خاتمي الانفتاحية على رغم الموقف الايجابي الدولي والأوروبي تحديداً تجاه هذه السياسة". وهناك شبه إجماع تبلور في ايران بين المحافظين والاصلاحيين يفيد بأن مفتاح العلاقة بين طهران وواشنطن هو في يد الرئيس الأميركي الجديد جورج بوش. وتميز لقاء خاتمي رئيس البرلمان الألماني بمعطيات أبرزها تحذير الأول من "الخطر الذي يهدد العالم" بسبب "نظام احادي القطبية"، في اشارة الى الدور الأميركي. ورفض ازدواجية المعايير في التعاطي مع ظاهرة الارهاب وأسلحة الدمار الشامل ومفاهيم حقوق الانسان. "أكبر حركة اصلاحية" وحرص خاتمي على توجيه رسالة الى المانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي في شأن استمرار مسيرة الاصلاحات في بلاده، ولكن ضمن الأطر التي حددتها الثورة الاسلامية. ووصف الثورة بأنها "أكبر حركة اصلاحية شهدتها ايران لتحقيق مطالب الشعب في الاستقلال والحرية والتقدم". يذكر ان رئيس البرلمان الألماني هو أول مسؤول الماني رفيع المستوى يزور ايران اثر التوتر في علاقات البلدين، بعدما أصدرت المحكمة الثورية في طهران احكاماً بسجن عدد من الشخصيات الاصلاحية التي شاركت في مؤتمر عقد في برلين العام الماضي تناول مستقبل الحركة الاصلاحية في ايران. ويتوقع ان يُعيد لقاء خاتمي تيرزه الأمور الى مجاريها بين طهرانوبرلين، ويمهد لزيارة المستشار غيرهارد شرودر ايران. وقال رئيس مجلس النواب الالماني ان بلاده "مصممة على تطوير العلاقات مع ايران في كل المجالات"، فيما رحب خاتمي ب"جميع الذين يودون المشاركة في برامج التنمية الاقتصادية الشاملة" في بلاده والاستثمار في القطاعات الاقتصادية "على قاعدة الاحترام المتبادل". معروف ان تداعيات مؤتمر برلين تحولت الى أزمة داخلية في ايران بين المحافظين والاصلاحيين الذين رأوا دوافع سياسية وراء أحكام السجن التي صدرت بحق بعض المشاركين في المؤتمر. وأدى رفض عدد كبير من النواب تلك الاحكام الى اتهام المحافظين البرلمان الاصلاحي بالدفاع عن "المتورطين بانتهاك القانون وبالتبليغ ضد نظام الجمهورية الاسلامية". ودعت ايران على لسان وزير خارجيتها كمال خرازي دول العالم الى "اتخاذ اجراءات منسقة من أجل التصدي للجرائم الاسرائيلية والسياسة العنصرية التي تتبعها اسرائيل". ورأى في تلك الأعمال "نموذجاً بارزاً للعنصرية والتمييز العنصري"، وقال ان "الكيان الصهيوني وعلى مدى نصف قرن عرّض المنطقة للفوضى والأزمات عبر ارتكاب الجرائم بحق المسلمين، بخاصة الفلسطينيين". وكان الوزير يتحدث في الاجتماع التحضيري ل"المؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية والفصل العنصري والكراهية ومعاداة الأجانب". واعتبر خرازي ان الحل لاجتثاث العنصرية والتمييز العنصري يكمن في نشر ثقافة عالمية تنادي بالحرية والمساواة والعقلانية الانسانية بصرف النظر عن العنصر واللون والدين".