دافع الرئيس محمد خاتمي عن سياسة حكومته تجاه الأزمة الافغانية ووصفها بأنها "ناجحة" وسيستمر فيها. وصدر موقفه بعد انتقادات وزير الدفاع الادميرال علي شمخاني الذي وصف السياسة الحالية بأنها "غير فعالة ولا يمكن ان تضمن المصالح القومية والدفاعية الايرانية". وقال شمخاني في اجتماع لكبار مسؤولي وزارة الدفاع ان "عدم ايلاء الأهمية لمشاعر الغضب المتزايد ضد الولاياتالمتحدة" ومنع "الشعوب الحرة من ابراز موقفها ضد الظلم الاميركي للشعب الافغاني يعتبران من ضمن السياسة المحورية للولايات المتحدة وحلفائها من أجل فرض تسلطها العسكري والاعلامي على العالم". وأوضحت مصادر قريبة من شمخاني ل"الحياة" انه لا يستهدف خاتمي تحديداً، وانما الأداء الديبلوماسي القائم على "الحياد الفعال" الذي لا يؤمن المصالح الايرانية. لكن الرئيس الايراني رد بأن الأداء الديبلوماسي حيال الأزمة "جيد وايجابي". واضاف أمام اعضاء اللجنة البرلمانية الخاصة المكلفة متابعة الوضع الافغاني: "ان طهران تحظى اليوم باهتمام العالم بسبب اتخاذها سياسة حكيمة ... ولتقديمها صورة ناصعة عن الاسلام". وظهر أخيراً تباين بين المحافظين والاصلاحيين تجاه سياسة "الحياد"، اذ دفع الاصلاحيون نحو سياسة أكثر قرباً الى الولاياتالمتحدة، في حين طالب المحافظون بسياسة اكثر تشدداً حيال واشنطن. وترى الأوساط العسكرية الايرانية ان الحملة الاميركية في افغانستان فشلت حتى الآن بعد مضي اسابيع عدة على بدايتها، وان واشنطن بدأت تظهر بموقف الضعيف. وقال وزير الخارجية الايراني كمال خرازي في مؤتمر صحافي امس مع نظيره الكندي جون مانلي: "حتى تتسنى لك محاربة الارهاب، عليك أولاً ان تتفهم العوامل النفسية والايديولوجية والتاريخية التي تؤدي اليه ... لا يمكن اقتلاع الارهاب من جذوره من خلال عمليات عسكرية تقتل المدنيين الابرياء". اما مانلي فدعا ايران الى تسليم الفلسطينيين "رسالة واضحة" مفادها ان السلام يتحقق بالمفاوضات وليس العنف.