اعتبر وزير الخارجية الاسباني جوسيب بيكيه في حديث الى "الحياة" ان تدمير مطار غزة بالجرافات الإسرائيلية "عمل لا يمكن تبريره بدعوى مكافحة الإرهاب". وأضاف: "ان متغيرات الأوضاع في الشرق الأوسط والتدهور المتواتر لا يبعثان على التفاؤل". راجع ص 6 واتهم مسؤولون إسرائيليون الرئيس ياسر عرفات بتهريب أسلحة بطائرته، فيما واصل الجيش الإسرائيلي تدمير ما بقي من مطار غزة، وقصف حوضاً تستخدمه الشرطة البحرية الفلسطينية على شاطىء المدينة. وزير الخارجية الاسباني الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، يبدآ غداً الاثنين جولة في الشرق الأوسط، للبحث في "إمكانات تحريك عملية السلام وإعادة الفلسطينيين والإسرائيليين من جديد إلى مسار العملية السلمية التي انطلقت من مدريد في عام 1991". وإذ حدد منطلقات الموقف الاوروبي إلا انه شدد على ان الحل في الشرق الاوسط يتطلب "التزاماً اميركياً واضحاً". وتناقض تصريحات الوزير الاسباني الموقف الذي اعلنه وزير الخارجية الاميركي كولن باول واعلن فيه قبول الذرائع والممارسات الاسرائيلية، بما فيها جرف مطار غزة. ورفضت القيادة الفلسطينية تلميحاً التبريرات الاميركية "للعدوان الاسرائيلي بتدمير بيوت اللاجئين في مخيم رفح وتشريد العائلات وتدمير مدرج المطار الرئيسي". وقالت في بيان لها انه "كان من الاجدر بمن يقدمون هذه التغطية للعدوان الاسرائيلي ان يطلبوا من حكومة شارون ان تضع حداً للاحتلال الاسرائيلي لارضنا الفلسطينية". وواصلت اسرائيل أمس تصعيد اعتداءاتها العسكرية على الفلسطينيين بغض النظر عن اي اجراءات تهدئة يتخذونها. فعلى رغم اعلان السلطة الفلسطينية الجمعة اعتقال المسؤولين الثلاثة الذين وردت اسماؤهم في ما يتعلق بسفينة الاسلحة التي احتجزتها اسرائيل في الثالث من الشهر الجاري، وهم العميد فؤاد الشوبكي والعميد فتحي الرازم وعادل المغربي، قصفت البحرية الاسرائيلية بالصواريخ صباح امس الباكر حوض سفن للشرطة البحرية الفلسطينية على شاطئ غزة مستهدفة سفينتين ورصيفاً ومستودعاً للوقود، فيما وجه مسؤولون اسرائيليون اتهامات الى الرئيس عرفات بتهريب اسلحة بطائرته عبر مطار غزة الدولي، وذلك في محاولة مكشوفة لتبرير قرار الحكومة الاسرائيلية تدمير المطار بأكمله. واعتبر عرفات تلك الإتهامات "تافهة جداً"، وقال ان الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل تسمح للسلطة بادخال اسلحة. واوضح ان شحنة اسلحة عائدة للفلسطينيين لا تزال محتجزة لدى اسرائىل منذ عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو. وقال رعنان غيسين الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي انه "اذا صح نبأ اعتقال المسؤولين الفلسطينيين الثلاثة فسنرحب به ولكن ليست هذه هي القضية وانما تفكيك البنية التحتية للارهاب ووقف كل عمليات تهريب الاسلحة". وتابع الجيش الاسرائيلي ليل الجمعة - السبت تدمير مدرج الهبوط في المطار الذي كان قد بدأه الليلة السابقة، وألحق اضراراً جسيمة بالمدرج. واكد العقيد خالد ابو العلا رئيس لجنة الارتباط العسكري الفلسطينية امس "ان الجيش الاسرائيلي قام الليلة الماضية بتدمير مدرج مطار غزة الدولي كليا كما قاموا بحفر حفر كبيرة في المدرج".