أعلنت حركتا حماس والجهاد الاسلامي في بيان مشترك صدر امس الاحد تعليق العمليات العسكرية ضد اسرائيل لمدة ثلاثة اشهر بدأت من أمس الأحد. وقالتا في بيان مشترك أصدرته عصر أمس: نعلن تعليق العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني لمدة ثلاثة اشهر ويسري مفعوله ابتداء من هذا اليوم (أمس) وذلك مقابل شروط، وهي: الوقف الفوري لكافة اشكال العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني من اجتياح وتدمير واغلاق وحصار على المدن والقرى والمخيمات بما في ذلك الحصار على الرئيس ياسر عرفات وهدم المنازل وتجريف الاراضي الزراعية والاعتداء على الاراضي والممتلكات والمقدسات الاسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الاقصى. وشدد البيان على أنه يتعين على اسرائيل الوقف الفوري لكافة عمليات الاغتيال الفردي والمجازر الجماعية وجميع عمليات الاعتقال والابعاد بحق ابناء شعبنا وقياداته وكوادره المجاهدة. وكان من المفترض أن يصدر البيان المشترك عن حماس والجهاد الاسلامي وحركة فتح، معا إلا أن اصرار قادة في حركة فتح على تضمين البيان اشارة للتمسك بخريطة الطريق دفع حركتي حماس والجهاد الى اصدار بيانهما بمعزل عن فتح. ونظرا لذلك، أصدرت فتح بيانا منفصلا في وقت لاحق أعلنت فيه التزامها بالهدنة مع إسرائيل كما وردت في المبادرة المصرية. وذكر مصدر فلسطيني ان المبادرة المصرية تتحدث عن هدنة لمدة ستة اشهر. ودعت فتح في بيانها اسرائيل الى وقف كافة أشكال العدوان واطلاق سراح الأسرى والمعتقلين. ولم يذكر بيان حركة فتح في النهاية خارطة الطريق بالاسم بل اكتفى بالاشارة الى مرجعيات عملية السلام المتفق عليها في اشارة الى اتفاقية اوسلو وخارطة الطريق وكل الاتفاقات الموقعة بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني. كما أعلنت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين موافقتها على الهدنة لثلاثة أشهر، حسبما صرح صالح زيدان أحد الناطقين باسمها. وسارع مسؤول اسرائيلي كبير الى الاعلان ان اسرائيل لا تعلق اي اهمية على الهدنة التي اعلنتها الحركات الفلسطينية وأنها تعتبر ان محاورها الوحيد هو السلطة الفلسطينية. وقال رعنان غيسين الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لوكالة فرانس برس لا نعلق اي اهمية على هذا الاعلان. محاورنا الوحيد للتوصل الى حل هذه المنظمات الارهابية هو السلطة الفلسطينية. وتزامنت الاعلانات الفلسطينية عن الهدنة مع الاتفاق بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني على بدء الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وخصوصا من بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شمال قطاع غزة والمناطق العازلة. وقد بدأ هذا الانسحاب بالفعل من بيت حانون مساء أمس، وسط شكوك في نويا اسرائيل التي لم تلتزم يوما بكلمتها بدون متاعب. وكان الاتفاق حول الانسحاب قد ابرم الجمعة الماضي في ختام لقاء في تل ابيب بين الوزير الفلسطيني المكلف شؤون الامن محمد دحلان والجنرال عاموس جلعاد منسق الانشطة الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة بحضور الموفد الاميركي جون وولف. وأكد مصدر امني فلسطيني وشهود عيان أن جيش الاحتلال باشر فعلا الانسحاب من مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، بخروج قافلة من الدبابات من معظم المدينة بعد احتلال دام أكثر من شهرين، وخرج عشرات من المواطنين الى الشوارع احتفالا بالمناسبة. وقال بيان صادر عن مديرية الامن العام في قطاع غزة ان الجيش الاسرائيلي ازال برجا عسكريا للمراقبة عند القرية البدوية قرب بلدة بيت لاهيا شمال القطاع. واكد مسؤول امني فلسطيني لفرانس برس ان قوات الامن الحدودية بدأت الانتشار قرب الخط الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل. كما اعلن التلفزيون الاسرائيلي العام بداية انسحاب جيش الاحتلال زاعما أن عملية الانسحاب من المفترض أن تنتهي بحلول منتصف الليلة الماضية على أن يتسلم عناصر الشرطة الفلسطينية المواقع التي يتم اخلاؤها. وأفاد شاهد عيان أن الدبابات الاسرائيلية كانت لا تزال متواجدة في منطقة الجمارك ولم يتم الانسحاب الكامل من المدينة. وتوجد منطقة الجمارك على بعد نحو 1500 متر من حاجز بيت حانون (ايريز) شمال القطاع. وسبق الانسحاب العسكري قيام ضباط فلسطينيين واسرائيليين قد قاموا بجولات ميدانية بعد ظهر أمس في قطاع غزة لترتيب مسألة الانسحاب. وقال اللواء صائب العاجز قائد الامن الوطني شمال قطاع غزة للصحافيين لدى قيامه بالجولة الميدانية مع ضباط اسرائيليين على مفترق الشهداء قرب مستوطنة نتساريم جنوبغزة انه اعتبارا من منتصف الليل ستتواجد قواتنا الامنية في النقاط التي كانت تتواجد فيها قبل اندلاع الانتفاضة في ايلول/ سبتمبر 2000. واضاف العاجز انها الخطوة الاولى لضمان حرية الحركة على طريق صلاح الدين خصوصا مفترق نتساريم ومفترق ابو هولي في دير البلح والمطاحن بخان يونس. وشدد العقيد سلمان دردونة قائد الارتباط العسكري شمال قطاع غزة لفرانس برس على انه وفقا للاتفاق نعمل على ترتيب ما اتفق عليه في المفاوضات والتسهيلات الكاملة لحرية الحركة. واكد العميد عمر عاشور قائد الامن الوطني جنوب قطاع غزة خلال جولة مماثلة لن تكون اعتقالات او عمليات تحقيق من قبل الجيش الاسرائيلي مع المواطنين على هذه الحواجز. الدبابات الاسرائيلية تبدأ الانسحاب من بيت حانون