} باريس - "الحياة" - بدأ كويشيرو ماتسورا المدير العام لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة يونسكو زيارة لافغانستان امس، يؤكد خلالها دعم المنظمة التام للسلطات الأفغانية الجديدة في مرحلة اعادة البناء. وحرص ماتسورا على القيام بهذه الزيارة، ليطلع شخصياً على أحوال البلاد وحاجاتها. ويلتقي ماتسورا في كابول، رئيس الوزراء الأفغاني حميد كارزاي، ونائبة رئيس الوزراء - وزيرة شؤون المرأة سيما سمر، ووزراء الخارجية عبدالله عبدالله، والتربية عبد الرسول امين، والتعليم العالي شريف فايز، والثقافة والإعلام مخدوم امين رحيم، إضافة الى المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي. ووصل مدير عام اليونسكو الى كابول قادماً من إسلام آباد حيث التقى الرئيس الباكستاني برويز مشرف، وعدداً من الوزراء. ويتوقع ان يعود اليوم الى إسلام آباد حيث يقيم مؤتمراً صحافياً يتحدث فيه عن نتائج زيارته. وتناولت محادثات ماتسورا في كابول مسألة ترميم تماثيل بوذا في باميان التي دمرتها حركة "طالبان"، وذلك بعدما طلبت الحكومة الموقتة البحث في هذا الشأن. كما تناولت ترميم متحف كابول والاصلاحات في المجالات التربوية والثقافية والاعلامية. وأفادت اليونسكو في بيان ان ورشة العمل التربوي في افغانستان "هائلة الحجم، وإحدى الأولويات تندرج في مساعدة وزير التربية على مواجهة تحدي اعادة فتح المدارس في 22 آذار مارس المقبل". واشارت الى ان "اول اجتماع سيعقد قريباً لدراسة ما ينبغي عمله في المرحلة الأولى، مع مختلف المسؤولين المحليين في المجالات التربوية، في ظل وضع صعب حيث دمر عدد كبير من المدارس وهجر الكثير من المعلمين مهنتهم". كما شدد البيان على ضرورة البحث عاجلاً في التوجهات العامة لمستقبل النظام التربوي، والتشاور في شأنها على أوسع نطاق. ورأى ان هذه المسألة المعقدة تفترض إدراج موضوع اختيار لغات التعليم، وتحديد مضامين المناهج والكتب المدرسية، والمكان الذي ينبغي للدين أن يملأه، من الآن فصاعداً، في حقل التعليم، إضافة الى توضيح كل من مسؤوليات السلطة المركزية والسلطات الاقليمية والهيئات التربوية المحلية. وأكدت اليونيسكو عزمها مساعدة أفغانستان في هذه العملية التي "ستمتد بالتأكيد على عدد من السنوات"، يتم خلالها وضع أسس لوزارة تربية فعلية، وتحسين تدريب المعلمين، وبلورة برامج وكتب مدرسية للمرحلتين الابتدائية والثانوية والتعليم التقني والتعليم العالي. كما اعلنت عزمها اطلاق برنامج اذاعي كبير لتأمين التعليم الأساسي للسكان الذين حرموا كل أنواع النظم التربوية، منذ ما يقارب 25 عاماً، والنساء في شكل خاص. الثقافة والإعلام وفي مجال الثقافة، يتوقع ان تلعب اليونسكو دوراً كبيراً، خصوصاً في مسألة صون التراث الذي "أسيء اليه اساءات كبيرة من نظام طالبان". وبين الأولويات، الشروع في اعادة بناء متحف كابول وترميم عدد كبير من المعالم التي ترقى الى المراحل الإسلامية وما قبل الإسلام. وكانت وزارة الثقافة الافغانية طلبت دعم اليونسكو لتنظيم اجتماع خبراء حول ما يمكن القيام به في اعقاب تدمير تمثالي بوذا في باميان. كما ستقدم اليونسكو مساهماتها في مجالات أخرى. وعلى الصعيد الإعلامي ستنطلق صحيفة أسبوعية من جديد من كابول بمساعدة جمعية "اينا"، لتطوير وسائل الإعلام المستقلة، واليونسكو وجمعية "صحافيون بلا حدود". وستقدم المنظمة مساعدة لتدريب العاملين في التلفزيون الوطني الأفغاني. واشارت اليونسكو الى انها "تهدف في الدرجة الأولى، ناهيك عن الدعم التقني واللوجستي، الى نشوء نظرة يشترك فيها الجميع حول الدور والمكان اللذين يجب ان يكونا للتربية داخل المجتمع الأفغاني، والمعنى الذي يجب ان يحمله التراث الثقافي، والدور الذي يجب ان يلعبه الاتصال". كما تسعى الى "تعبئة المثقفين والجامعيين والجالية الأفغانية في الخارج، ليساهموا خلال السنوات المقبلة في اعادة بناء بلادهم ونشوء مجتمع متصالح مع نفسه".