بوينس ايرس - ا ف ب - فرقت الشرطة آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا ليل الخميس - الجمعة في بوينس ايرس وعمدوا الى القرع على الطناجر احتجاجاً على المحكمة العليا والقيود على سحب الاموال من المصارف. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على الحشود، كما استخدمت خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا في ساحة مايو قبالة قصر كاسا روسادا الرئاسي وأصدروا ضجيجاً صاخباً على وقع الطناجر والمفرقعات. وتدخلت الشرطة بعد نحو ساعتين عندما حاولت مجموعة الاقتراب من كاسا روسادا الذي يحميه جهاز ضخم من رجال الامن. وبعد تفريق المتظاهرين السريع الذي لم يسفر عن جرحى بحسب المعلومات الاولى المتوافرة، انتشرت مجموعة من المتظاهرين الشباب في الطرقات والأحياء المجاورة وألقوا الحجارة على واجهات المصارف ومتاجر مختلفة وأضرموا النيران فيها. ونقلت وسائل الاعلام ان حركات احتجاج اخرى بالطناجر جرت مساء الخميس في الضواحي احتجاجاً على قرار الحكومة ابقاء بعض القيود على سحب الاموال من المصارف حتى سنة 2003 بعدما فرضتها الحكومة السابقة الشهر الماضي اثناء ولاية الرئيس فرناندو دي لا روا في وقت تعاني البلاد ازمة اقتصادية خانقة منذ اربعة اعوام تقريباً. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب "بانتخابات وطنية فوراً" وباستقالة قضاة المحكمة العليا الذين وافقوا على القيود المصرفية. واعتبر الرئيس الارجنتيني ادواردو دوهالدي ان بلاده تعيش حالياً "الحقبة الاكثر خطورة" منذ انقلاب 1976، وحذر من احتمال حصول "حمام دم" اذا تدهور الوضع اكثر. كما حذر من اي محاولات "لزعزعة" حكومته قد تتمثل في الايام المقبلة في اشاعات حول احتمال استقالته. وقال الرئيس الارجنتيني الجديد متحدثاً من المقر الرئاسي في اوليفوس شمال بوينس ايرس: "شهدنا تدهوراً متزايداً، مرحلة بعد مرحلة: الركود ثم الانهيار ثم حال ما قبل الفوضى ثم الفوضى. واذا تقدمنا مرحلة بعد وقعنا في حمام دم". وأضاف متحدثاً الى ممثلين عن منظمات غير حكومية: "لا شك في اننا نعيش الحقبة الاكثر خطورة منذ 1976" في البلد. واعتبر ان "هذه الحكومة الانتقالية لم تتشكل في ظروف مواتية". وكانت تظاهرات عنيفة تخللها قرع بالطناجر ومواجهات اسفرت عن مقتل 30 شخصاً وأدت الى استقالة دي لا روا في 20 كانون الاول ديسمبر الماضي ثم استقالة خلفه الذي انتخبه الكونغرس ادولفو رودريغس سا بعد عشرة ايام. وانتخب الكونغرس دوهالدي في الاول من الشهر الجاري ليكمل ولاية دي لا روا حتى كانون الاول 2003.