بوينس ايرس - ا ب، رويترز، أ ف ب - أدى اندلاع اعمال العنف مجدداً في العاصمة الارجنتينية الى تعليق نشاطات الحكومة الانتقالية، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع امس لتفريق آلاف الارجنتينيين الذين نزلوا الى شوارع العاصمة وتجمعوا امام القصر الرئاسي يقرعون على الطناجر احتجاجاً على قرار المحكمة العليا ابقاء القيود المصرفية التي كانت الحكومة السابقة اقرتها مطلع الشهر الجاري لوقف التهافت على سحب الودائع. واصيب 12 من عناصر الشرطة واعتقل 33 شخصاً بعدما تمكنت مجموعة من المتظاهرين من اقتحام مقر الكونغرس ليل الجمعة السبت وحطمت كل ما وقع بين ايديها قبل ان تضرم النيران التي تم اخمادها بسرعة. واستمرت المواجهات ساعات عدة في ساحة مايو امام الكونغرس. وردد المتظاهرون شعارات مناهضة لحكومة الرئيس الجديد ادولفو رودريغيس سا الذي انتخبه الكونغرس الاحد الماضي على رأس الدولة خلفاً للرئيس السابق فرناندو دو لاروا الذي قدم استقالته. واعلنوا احتجاجهم على وجود مسؤولين متهمين بالفساد داخل الحكومة وابقاء قيود مصرفية. وصرخ بعض المتظاهرين "لترحل هذه العصابة!"، فيما هتف آخرون "ارجعوا لنا اموالنا!". وكتب المحتجون شعارات معارضة على جدران القصر الرئاسي. واضطر كارلوس غروسو كبير مستشاري مجلس الوزراء والرئيس السابق لبلدية العاصمة، الذي اُتهم بالعديد من قضايا الفساد، الى اعلان استقالته. واكد الامين العام للرئاسة لويس لوسكينوس هذه الاستقالة للصحافيين. وانطلقت تظاهرات الاحتجاج العفوية بعدما تدفق الارجنتينيون على المصارف واصطفوا في طوابير طويلة مطالبين باعادة اموالهم بعد انتهاء عطلة مصرفية استمرت خمسة ايام وادت الى وقف معظم المبادلات المالية الروتينية. وكان آلاف المتظاهرين نزلوا الى شوارع العاصمة في 19 كانون الاول ديسمبر الجاري اثر حملة نهب طاولت مئات المتاجر ودفعت بالرئيس دي لاروا الى اعلان حال الطوارىء. واوقعت الاضطرابات التي استمرت يومين 26 قتيلاً ودفعت بالرئيس دي لاروا الى تقديم استقالته. وانتخب الكونغرس الاحد الماضي رودريغيس سا رئيساً للبلاد الى حين تنظيم انتخابات رئاسية في الثالث من آذار مارس 2003. واعلن على الفور تعليق تسديد الدين العام الارجنتيني البالغ 132 بليون دولار. وتتهيأ حكومته لطرح عملة نقدية جديدة معوّمة تسمى "ارجنتينو" في 15 الشهر المقبل بهدف على امل ان يؤدي ذلك الى تشجيع المستهلكين على الانفاق وبعث روح جديدة في اقتصاد يختنق جراء ركود دام اربع سنوات. لكن المخاوف تساور البعض من انها سرعان ما ستصبح بلا قيمة.