تمضي كوكبة المشاركين ال23 في رالي سورية الدولي الثاني "تدمر 2001" الذي انطلق امس في خوض المنافسة الشاقة "المفخخة" على طرقات البادية، على ان يعود "الصامدون" اليوم الى دمشق. لكل من الطواقم المشاركة في رالي سورية الدولي "تدمر 2001" تطلعاته ونظرته الى احوال المنافسة وأهدافه الحالية والمستقبلية في ضوء امكاناته ومستوى سيارته، ولا سيما ان المنافسة ليست محصورة بأفق السباق تحديداً بل تتعداها الى تبعات نتائج بطولة الشرق الاوسط. وجدد بطل الشرق الاوسط ومتصدر الترتيب الحالي الاماراتي محمد بن سليّم مطالبته بأن تعمّ سباقات السيارات العالم العربي وتدخل بلدان مثل مصر والمغرب جولات المنافسة. ولفت الى اشتياقه ليكون خلف المقود بعد الحريق الذي تعرضت له سيارته فورد فوكوس في مارلبورو رالي لبنان الدولي ال25. وأكد بن سليم ان السرعة ليست الوسيلة المثالية للنجاح في "تدمر 2001" "لأنه ليس رالي سرعة، فمراحل طويلة وهي فخ للاطارات". وكشف القطري حمد السويدي انه مع مواطنيه عبدالله الكواري ومبارك الهاجري يؤلفون فريقاً ينافس باسم قطر، و"لن يتوانى احدنا عن دعم الآخر لتأمين افضل موقع له، ولا سيما ان هذا الفريق يحظى بدعم حكومي". ورداً على تعليق بن سليّم بأن مجرد دخول اجواء السباق سيجعل الجميع ينسون التعاون ويهاجمون بضراوة، اوضح السويدي ان "المعركة محصورة فقط في منافستنا على اللقب المحلي". وكان السويدي غاب عن رالي لبنان بسبب كسر في قدمه، "وبصراحة لا ازال اخشى ان يعاودني الالم خلال السباق، لأنني استعملها للفرملة، والانسان ينسى نفسه في الرالي". وأعلن المتسابق السعودي احمد الصبان ان منافسته الحقيقية "ستنطلق في الموسم المقبل"، وأضاف موضحاً: "كنت منافساً اول لعبدالله باخشب لكن افتقادي الدعم المالي ابعدني نحو ثلاثة اعوام. الآن حصلت على الراعي المناسب ولمدة ثلاثة اعوام، وخضت هذا الموسم خمسة سباقات اعتبرها بمثابة اعادة تأهيل واستعادة لمهارات القيادة والتآلف مع اجواء المنافسات. مستواي تطور وأشارك في سورية لأثبت حضوري القوي". في المقابل، جدد مواطنه المتسابق فارس بسطامي الرهان القائم بينه وبين القطري مبارك الهاجري، "هذا التحدي بدأ في الاردن، حين شاركت على متن سيارة متواضعة، وتمكن من الفوز عليّ، واليوم عليّ ان ارد التحية له، لكن فوز اي منا هو فوز للجميع. والمهم ان يصل الجميع بالسلامة". من جهتها، اكدت مواطنته نانسي مجالي وملاحتها نادية شنوده ان همها محصور ببلوغ خط النهاية، "سيارتنا متواضعة والسباق قاسٍ، ونحن فريق لم يتعدَ عمره العام ونصف العام، ونتطلع في هذه المرحلة الى اكتساب الخبرة في الدرجة الاولى". الاودية الخفية ووصف مبارك الهاجري رالي "تدمر 2001" بأنه سريع وفق طبيعته الصحراوية، وهو اسرع راليات المنطقة بعد رالي ابو ظبي، "ان مسار السباق مملوء بالأودية الخفية، لذا يجب ان يكون السائق حذراً لئلا يقع في مطباته ويخرج خالي الوفاض". وكان الهاجري ملاّحاً للسويدي في العام الماضي، وهما احتلا المركز الثاني خلف بن سليم والايرلندي رونان مورغان. وكشف مبارك، الذي تحول من الملاحة الى القيادة، ان بدايته قبل 18 عاماً كانت خلف المقود "لمدة سنتين، ونظراً الى عدم وجود الامكانات الكافية وقتذاك تحولت الى المقعد الايمن، ودفعني حبي لهذه الرياضة لأن اتقنها بكل جدية فاحترفت الملاحة في الراليات مدة 16 عاماً وحققت المركز الاول 101 مرة فضلاً عن 100 مرة اعتليت منصة التتويج في المركزين الثاني او الثالث... وفي موقع المتسابق خضت حتى الآن ست جولات من البطولة اكملت خمساً منها، وترتيبي الثالث حالياً، وأتطلع الى التقدم الى المركز الثاني...". خبير متمرس واعتبر الهاجري ان انتقاله الى موقع المتسابق لا يجعله يقوم بمهمة مزدوجة تعكس ذهنية الملاّح المترسخة به، "علماً ان راليات الشرق الاوسط، وخصوصاً على الطرقات الصحراوية تعاني مشكلة عدم وجود الملاّح الكفي". وأضاف: "آخذ برؤية المتسابق وأنسى المقعد الثاني الذي ينظر في السيارة من الداخل بينما ينظر المتسابق الى الخارج، اعطي ملاحي الثقة والصلاحيات الكاملة، وأسير وفق تعليماته وأقود من خلال خبرتي التي اكتسبتها عندما شاركت الى جانب متسابقين كثر، ولا أكشف سراً حين اقول اني دربت ملاحي خصوصاً انني احدد الجهات في الصحراء من لون التربة، وأتمنى ان يتخرج ملاحون مميزون في الوطن العربي". وأعلن الهاجري انه مستعد لنقل خبرته وتقديم المساعدة لمن يرغب بأن يكون ملاحاً محترفاً، وهو يتوسم خيراً بالاماراتي نبيل احمدي، متصدر ترتيب الملاحين في بلاده خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة، "وهو حضر الى قطر ومكث معي ثلاثة ايام ليتدرب...". ويرى ان مشكلة بعض الملاحين انه يدعي المعرفة وهو يجهلها، "والكل يعلم ان مشكلات الملاحين تنحصر غالباً في الخوف والارتباك في السيارة، وبالتالي عدم التعامل المناسب مع التطورات الطارئة". عدّ يا سعيد مبارك يحث شقيقه الاكبر سعيد بطل الشرق الاوسط السابق للعودة الى عالم الراليات، "لأنه نجم ونحن نفتقد النجوم، ونتائجه العالمية اكثر من الاقليمية على صعيد السباقات الصحراوية، ولا يزال شاباً، انه في سن ال43، والفرنسي سليشر يحقق البطولات في سن ال55، انا اقول له عدّ يا سعيد". "الهاجري الكبير" كان الى جانب شقيقه وأعلن ل"الحياة" انه يدرس مشاريع خوض مشاركات عدة وعلى اكثر من صعيد منها في راليات الرايد الصحراوية كسباق باريس - داكار الشهير، "لكني افتش عن عودة بمستوى متقدم وليس العودة لمجرد اثبات الحضور". وأضاف سعيد الهاجري: "شاركت في بطولات العالم المختلفة والبطولات الاقليمية على مدى 16 عاماً، وأنا اعيش هذه الرياضة في دمي". ورد على تحول مبارك الى مهمة المتسابق، "كنت اتمنى ان يستمر كملاح متخصص، علماً انني اتوقع له نتائج جيدة خلف المقود". ومن خلال وضعه الحالي كمراقب للمنافسات، يقول "سعيد الكبير"، محمد بن سليّم يغرد خارج السرب، واذا لم تحصل مفاجآت فإن لواء بطولة الشرق الاوسط معقود له للمرة ال13، والمنافسة محتدمة في المجموعة "ن"، وخلف بن سليّم مجموعة من المتسابقين الجيدين لكن السيارة المناسبة مفقودة، "انهم كالمقاتلين الشجعان بسلاح خفيف، ولو وجدت المنافسة من خلال اقتناء سيارات قوية لتحمس بن سليم اكثر وتطور ادائه".