} يعود بطل الراليات سعيد الهاجري للمشاركة في السباقات الدولية بعد توقف دام تسع سنوات، ويستهل هذه العودة بمشاركة مدوية عنوانها خوض غمار رالي باريس - داكار أشهر سباقات المسافات الطويلة على الطرقات الوعرة، وسيقود سيارة "ميتسوبيشي إل 200" التي تحمل ألوان فريق قطر للراليات، وبجانبه ملاح خبير هو الانكليزي مات ستيفنسون. ضرب القطري سعيد الهاجري، اول المتسابقين العرب الذين حققوا انتصارات في الراليات الدولية، موعداً لجمهور رياضة السيارات في العالم العربي بعودة عالية المستوى بدءاً من رالي باريس - داكار الشهير الذي ينطلق في 28 الجاري ويستمر حتى منتصف كانون الثاني يناير المقبل. وتصادف هذه الخطوة بعد توقف الهاجري عن خوض غمار الراليات منذ تسع سنوات. وساعدت حكومة قطر الجهة الراعية الجديدة والسيارة الجديدة في عودة الهاجري الى المنافسة القوية في أحد أصعب الراليات في العالم. والى جانب خبرته الكبيرة، خصوصاً في السباقات الصحراوية الطويلة. يتوقع ان تعيد هذه العوامل الهاجري 43 عاماً الى البروز من جديد، وتحيي سجل انجازاته، والتي كان أولها لقب بطولة الخليج للراليات 1982 و1984، وبطولة الشرق الأوسط 1984 و1985، فضلاً عن احرازه 17 رالي دولياً، وهو اصبح المتسابق العربي الأول الذي يكسب نقاطاً في بطولة اوروبا حين احتل المركز الرابع في رالي قبرص الدولي 1983، وأول متسابق عربي يسجل نقاطاً في بطولة العالم من خلال حلوله خامساً في رالي اكروبوليس اليوناني 1985، ومضى قدماً ليصبح أول عربي يحرز رالي دولياً خارج منطقة الشرق الأوسط، حين فاز بلقب سباق كورك الايرلندي 1989، وكرّت السبحة بعدها ليحقق نجاحات كبيرة في مصر رالي الفراعنة واسكتلندا وفرنسا وهولندا واستراليا ونيوزيلندا والبرتغال وايطاليا والولايات المتحدة الأميركية. وآخر تلك الانجازات حلوله ثانياً في رالي اطلس المغربي 1992، وأول في سباق تونس الدولي ورالي التحدي الصحراوي في دبي 1993. أنا متوثب ومتيقظ والتقت "الحياة" في بيروت الهاجري قبل أيام قليلة من توجهه الى فرنسا لإجراء اختبارات على سيارة ميتسوبيشي التي سيقودها في السباق الشهير، فأعرب عن سروره بهذه العودة. "التي طالما اردتها على مستوى الآمال والطموحات، وبعدما أثبتت وجودي في سباقات الشرق الأوسط والراليات الدولية، وكنت دائماً أطمح الى منافسات على مستوى عالٍ جداً مثل باريس - داكار الذي يعتبر حلم كل متسابق، لكن الامكانات المالية حالت دون ذلك، والحمد لله توافرت الظروف والامكانات حالياً وحظيت بدعم رسمي من دولة قطر لتأتي العودة بعد توقف طويل على حجم الآمال المعقودة عليها، وسأكون ضمن فريق ميتسوبيشي العالمي الشهير الذي يضم خيرة المتسابقين من بينهم بطلة السباق الالمانية يوتاه كلينشميدت والفرنسي جان لوي فونتوناي والياباني شينوزوكا وبطل البرتغال، وسيرافق هذا الطاقم فريق دعم مؤلف من 45 ميكانيكياً و12 شاحنة لقطع الغيار، ولا ننسى ان فريق ميتسوبيشي دأب على احراز الألقاب والمراكز المتقدمة في هذا الحدث الكبير". وأكد الهاجري ان رهبة الاستعداد والتحفز تتملكه: "المسؤولية كبيرة، هناك منافسون كبار وأقوياء والطرقات صعبة، وأتطلّع بالدرجة الأولى لأبلغ خط النهاية في داكار، ولا سيما ان المشاركة في هذا السباق انجاز بحد ذاته". ولفت الهاجري ان تركيزه ينصب في الوقت الحاضر على هذه "المغامرة الجديدة" ان المسافة طويلة جداً، "وسنتبارى على مدى 21 يوماً أي ضعف أيام جولات بطولة الشرق الأوسط كلها، باريس - داكار عالم قائم بذاته، وفي ضوء نتائجه سنعلن عن برنامجنا المقبل، والذي سيتضمن جولات عدة في راليات الرايد العالمية لسيارات الاندفاع الرباعي، وقد أظهر كضيف شرف في مارلبورو رالي لبنان أو رالي قطر ضمن بطولة الشرق الأوسط". برنامج اعداد بدني وكشف الهاجري ان للعودة متطلبات، تفرضها بالدرجة الأولى خبرته ومراسه في عالم الراليات الممتد أكثر من 20 عاماً وأولى هذه المتطلبات اللياقة البدنية العالية لذا "بدأت برنامج تدريب منذ ستة أشهر تحت اشراف طبيب مختص. وباشرت في الاشهر الثلاثة الاخيرة تدريبات فنية على أنواع عدة من السيارات في البرتغالوفرنساودبيوقطر". والملاح في رالي باريس - داكار يجب ان تتوافر فيه صفات وكفايات عدة، في مقدمها خبرته الطويلة ومعرفته في الأمور الميكانيكية، وهذا ما سيوفره مات ستيفنسون 32 عاماً للهاجري، فهو ملاّح سابق في السباق الشهير للالمانية كلينشميدت والفرنسي جان لويس شليسير. "شارك في باريس - داكار سبع مرات، والكل يعلم ان دور الملاّح من الأولويات ومعرفته الميكانيكية ضرورة ملحة. فحين نتعرض للمصاعب وسط الصحراء ويكون الطاقم التقني بعيداً عنا ويتعذر وصوله بالسرعة المطلوبة، على الملاّح التصرف ومعالجة الأمر". خطوة مثالية ومع اعلان قطر دعم فريق وطني للمشاركة في بطولة الشرق الأوسط، أمل "البطل العائد" ان تفعّل منافسات البطولة الاقليمية، ولا سيما انها ستخرج عن نطاق حصر اللقب بشخص واحد، خصوصاً وان سباقاتها ستشهد منافسة أكثر من ثلاث سيارات كحد أدنى ضمن المجموعة "أ"، واضاف: "ستختلف المعايير من دون شك، ما يحفّز الاهتمام عند الجميع، ويؤمن بالتالي اقبالاً على غرار ما كان حاصلاً في عقد الثمانينات من القرن الماضي وبداية التسعينات، لأن ما حصل في المواسم الاخيرة جعل البطولة جد مملة".