لندن - "الحياة" - توفي أمس كريستيان برنارد، رائد جراحة زراعة القلب، عن 78 عاماً في منتجع بافوس غرب قبرص. ولم تُعرف أسباب الوفاة فوراً، إلاّ أن المحتمل أن يكون أصيب بأزمة قلبية. ولو صحّ هذا الاحتمال، يكون كأن قلب برنار لم يعطه الوقت للإفادة من إنجازه الطبي العظيم الذي أنقذ حياة الآخرين. فقبل 50 عاماً، كان من النادر إجراء جراحات قلب بسبب مخاطرها، ولم يكن احد في حينه قد سمع بزراعة القلب. وكريستيان برنارد هو أول طبيب نجح في ذلك. ولد برنارد عام 1922 في جنوب أفريقيا، وعمل جرّاحاً في مستشفى غروت شور في العاصمة كايب تاون. وبعدما تعمّق في الدراسة وتمرّس في الولايات المتّحدة، أصبح من أفضل جرّاحي القلب في العالم. وكان برنارد درس جراحة القلب في جامعة مينيسوتا الأميركية، ثم عاد إلى جنوب أفريقيا لإنشاء مركز لجراحة القلب في كايب تاون. ونجح عام 1967 في زراعة قلب لأحد ضحايا حادث سير، وهو رجل في التاسعة والخمسين من العمر اسمه لويس واشكانسكي. وكانت تلك الجراحة الأولى من نوعها. ولكن لسوء الحظ، توفّي واشكانسكي بعد 18 يوماً بسبب رفض جسمه العضو المزروع. وتعثّرت مسيرة برنارد قليلاً بسبب غياب العقار الناجع الذي يسهّل للجسم تقبّل القلب الجديد ولا يُضعف المناعة. ثم توقّفت كل جراحات القلب، بسبب موت كثيرين ممن خضعوا لها، علماً أن أحد مرضى برنارد عاش سنة ونصف السنة بعد الجراحة. وعام 1974، اكتشف باحث نروجي عقاراً جديداً، اسمه "سيكلوسبورين"، يفي تماماً بالغرض المطلوب ويحمي المريض من الالتهابات. وبفضله باتت زراعة القلب أكثر نجاحاً. ومنذ أواخر الثمانينات، أصبح المرضى يعيشون أكثر من سنتين بعد الجراحة. واشتهر برنارد لانه أثبت أن زراعة القلب ممكنة. ومع أن كثيرين من مرضاه ماتوا بعد الجراحة بفترة وجيزة، كان أول من استنبط ممارسة طبية لم تكن معروفة من قبل، وأصبحت عملاً روتينياً في أيامنا هذه. وعُرف عن كريستيان برنارد، في آخر أيامه، أنه كان من معارضي تطبيق الاستنساخ على البشر.