موسكو، كابول، بيشاور - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف ان "تحالف الشمال" الافغاني المعارض طلب من روسيا اسلحة قديمة تناسب التضاريس الافغانية الصعبة. فيما قالت مصادر في التحالف ان "سحق قوات حركة طالبان الحاكمة في كابول ممكن في حال وفّرت الولاياتالمتحدة غطاءً جوياً لقوات التحالف". وأعلن التحالف ان قواته تقاتل حالياً قرب مدينة مزار الشريف وتعمل على تطوير هجومها في المحافظات الشمالية الثلاث. وذلك بعد حوالى عشرة ايام من المعارك. وقال وزير الدفاع الروسي ان المعارضة الافغانية طلبت من بلاده الحصول على انواع مختلفة من الاسلحة التي يعود تاريخ صنعها الى العهد السوفياتي. ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية عن ايفانوف الموجود في بروكسيل حيث شارك في اجتماع غير رسمي لوزراء دفاع دول الحلف الاطلسي ان "قادة تحالف الشمال يفضلون الاسلحة السوفياتية. فهم يعرفون كيف يستخدمونها ويقولون انهم ليسوا في حاجة لأسلحة اخرى، وحتى لاسلحة روسية حديثة". واضاف ان "تحالف الشمال يحتاج الى دبابات تي-55 التي استخدمت في افغانستان قبل عشرين عاماً"، موضحاً أن المعارضة الافغانية ترغب ايضاً في الحصول على اسلحة "كلاشنيكوف" ودبابات وذخائر وقطع مدفعية، مشيراً الى ان روسيا "لن تعارض قيام دول من تحالف مكافحة الارهاب العالمي بتقديم مساعدة مادية". وأوضح ان "هذه المساعدة قد تترجم بنقل اسلحة ومواد انسانية جواً الى المناطق التي يسيطر عليها تحالف الشمال". وتابع: "ليس من الصعب ان نتوقع تدفق لاجئين الى شمال البلاد عندما تبدأ عملية مكافحة الارهاب في افغانستان". واطلع وزير الدفاع الروسي اعضاء حلف شمال الاطلسي على السياسة الروسية كما اطلعهم على لائحة الامدادات العسكرية التي طلبها "تحالف الشمال". وقال ايفانوف ان قوات المعارضة "طلبت دبابات ومدافع وعربات لنقل الجند وذخيرة. كما طلبوا معدات موثوق فيها تتحمّل الرطوبة وتذبذب درجات الحرارة". وكلف الرئيس فلاديمير بوتين وزير الدفاع مهمة التنسيق مع الولاياتالمتحدة وآخرين في التحالف المناهض للارهاب. دوستم ينفي وفاته من جهة اخرى، نفى الجنرال الاوزبكي عبدالرشيد دوستم، أحد قادة المعارضة المسلحة في افغانستان، شخصياً أمس أنباء روجتها بعض وسائل الاعلام الروسية خصوصاً، مفادها انه قتل في معارك في افغانستان. وقال دوستم لوكالة "فرانس برس" في اتصال هاتفي "اني بصحة جيدة ولو كنت قتلت لما تمكنت من التحدث اليكم". واضاف: "انا على الجبهة حيث تتواصل مواجهات متقطعة". وكانت راجت معلومات الاربعاء عن مقتل دوستم خلال معارك دارت في منطقة مزار الشريف شمال افغانستان. ووصف محمد اشرف نديم الناطق باسم "تحالف الشمال" هذه المعلومات بأنها "ضرب من الدعاية التي يروجها اعداؤنا". والجنرال دوستم الذي كان في السابق موالياً للشيوعيين، هو احد قادة "تحالف الشمال" الذي يضم زعماء فصائل الاقليات الاتنية في افغانستان. ومعروف عن دوستم انه غير ولاءه مرات عدة منذ بدء الحرب في افغانستان قبل عشرين عاماً. وفي تطور آخر، اعلنت مصادر افغانية في بيشاور شمال غربي باكستان قرب الحدود مع افغانستان، ان سيطرة "طالبان" في كابول بدأت تضعف في اقاليم شرق البلاد حيث يستعد عدد كبير من زعماء الحرب للتخلي عنها. وقالت هذه المصادر ان عدداً كبيراً من زعماء الحرب في اقاليم باكتيا ونانغاهار ولوغمان وكونار في شرق العاصمة وجنوبها، بدأوا التخلي عن "طالبان" بسبب التهديدات الاميركية. وقال رجل اعمال افغاني يدير اعماله من باكستان ويجري اتصالات مستمرة مع ثلاثة زعماء حرب في كونار ونانغاهار، ان "طالبان" فقدت سلطتها في عدد كبير من مناطق هذا الاقليم خصوصاً في المناطق الريفية التي يبدون ميلاً اقل للدفاع عنها. وأوضح احد هذه المصادر ان "زعماء الحرب مستاؤون مما آلت اليه الامور. وبعض زعماء الحرب في كونار مثلاً لم يعد يسجل ارباحاً من تجارة الخشب منذ اغلاق الحدود". وقال آخر ان "سيطرة حركة طالبان في المدن الرئيسية ليست مهددة في الوقت الراهن ولكنهم غير موجودين بالفعل في بعض المناطق النائية. وانسحبوا من عدد كبير من المواقع في حين ان القادة المحليين مستعدون لتركها". واضاف: "يبدون حذرين ولا يريدون ان يكونوا اهدافاً" للولايات المتحدة. ويزداد ورود انباء تتحدث عن عمليات فرار من معسكر "طالبان" مع تنامي ضغوط المعارضة المسلحة الافغانية في شمال البلاد وشرقها وتوقع تنفيذ عملية اميركية قريباً. واعلنت الاممالمتحدة امس انها تلقت معلومات مفادها ان حركة "طالبان" بدأت بتجنيد رجال بالقوة في صفوفها في مدينة حيرات في غرب افغانستان في حين ارسلت تعزيزات الى الشمال لصد هجوم للمعارضة. ويصعب مع ذلك التأكد من هذه المعلومات الشحيحة بسبب اغلاق الحدود الباكستانية.