} فيما واصلت المعارضة الافغانية تقدمها في اتجاه مدينة مزار الشريف الاستراتيجية، كثّفت الولاياتالمتحدة غاراتها على خطوط المواجهة ممهّدة الطريق امام قوات "تحالف الشمال". وكشفت اسبوعية روسية ان ضباطاً روس انضموا الى صفوف المعارضة الأفغانية في مقابل مئة دولار في اليوم. كابول، مزار الشريف، جبل السراج أفغانستان، روما، لندن - "الحياة"، أ ف ب، أ ب، رويترز - قال ناطق باسم المعارضة الأفغانية أمس ان قوات "تحالف الشمال" تزحف الى مزار الشريف شمال افغانستان وباتت على بعد ستة او سبعة كيلومترات من هذه المدينة الاستراتيجية. وأوضح محمد أشرف نديم، الناطق باسم القائد عطا محمد، ان رجاله يتقدمون في اتجاه اطراف المدينة ومطارها. واضاف ان سلاح الجو الاميركي يقصف بعنف مواقع "طالبان" في المنطقة. وفي وقت سابق، أكد ناطق باسم "طالبان" ان الحركة ارسلت تعزيزات الى مزار الشريف حيث نحو 200 الف نسمة. وفي واحدة من اعنف ليالي القصف في الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة منذ 34 يوماً، اغارت الطائرات الاميركية على قرى تقع تحت سلطة "طالبان" على خط الجبهة شمال كابول منتصف يوم أمس. وألقت طائرتان من طراز "اف - 18" 11 قنبلة قوية المفعول على الاقل على قريتي رويشت واوخلاك على الطرف الاقصى الغربي من خط الجبهة الفاصل بين "طالبان" وقوات "تحالف الشمال" في سهل شومالي. وحلقت الطائرات في صورة غير عادية على علو مخفوض جداً، وتوالت على الانقضاض وإلقاء قنابلها. وسمعت الانفجارات من مسافة 3 كيلومترات وغطت سحابة من الدخان مناطق واسعة فوق القريتين. وقال شهود انهم سمعوا اصوات انفجار 40 قنبلة على الاقل خلال ليل أول من أمس. وقال مراسل ل"رويترز" ان الطائرات حلقت ايضاً فوق العاصمة الافغانية لبضع ساعات، وأسقطت ثماني او تسع قنابل على المدينة. وأصابت بضعة صواريخ مشارف كابول. وكان الطيران الأميركي كثف منذ مطلع الاسبوع ضرباته على مواقع "طالبان" التي تسيطر على ثلاثة طرق مؤدية الى العاصمة من الشمال حيث يمر خط الجبهة. وقال خطيب الجمعة في احد مساجد حي وزير اكبر خان في العاصمة الافغانية ان "اميركا ستهزم وتذل الى الابد". وقال الملا الذي ام المصلين في خطبته "ان اميركا وكل اعدائنا الاخرين اقوياء لكن الله اقوى"، مضيفاً ان "الله يتولى من يحمي دين الله". وتابع الخطيب متوجهاً الى المصلين "ان اميركا ستهزم اذا ما بقينا صامدين"، مذكراً بأن "لكل اجل كتاب .. اذا جاء اجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون .. والموت يدركنا حتى لو كنا في بروج مشيدة لأنه حق ونحن لا نخاف الحق". دوستم والدعم الروسي ونقلت صحيفة "فريميا نوفوستي" الروسية عن واحد من مساعدي الجنرال عبدالرشيد دوستم ان القصف أدى الى تكبيد "طالبان" خسائر فادحة في الأرواح والمعدّات، واعترف بأن مقاومة "طالبان" كانت ضارية جداً. وشدد على ان عناصرها "لا يستسلمون بل يموتون اثناء المعركة". وشكا مساعد دوستم من ان قواته لا تحصل إلا على جزء يسير من الاسلحة التي تزودها روسيا قوات "التحالف". وعزت الصحيفة ذلك الى ان قيادات "التحالف" الطاجيكية "لا تثق كثيراً" بالجنرال الأوزبكي دوستم. من جهة اخرى، حذّر خبير عسكري روسي من ان الاستيلاء على مزار الشريف وكابول "لن يصبح انتصاراً فعلياً" بل قد يؤدي الى مردود عكسي. وأوضح ان "طالبان" ما برحت مسيطرة على محافظات تاخور وباغلان وقندز في الشمال، ولذا فانها قادرة على تهديد الصفوف الخلفية لقوات "التحالف" في حال دخلت كابول ومزار الشريف. ودعا الخبير الى الامتناع عن نشر قوات المعارضة على مسافات طويلة وتركيزها في مجموعة تنزل "ضربات خاطفة" في المحافظات الشمالية للقضاء على قوات "طالبان" هناك قبل الزحف على كابول ومزار الشريف. ويشير المراقبون الى ان "التحالف" كان اعرب عن رغبته في وصول مستشارين ومدربين عسكريين روس. وفي هذا السياق ذكرت اسبوعية "ارغونتي اي فاكتي" الأوسع انتشاراً ان الجنرال فاليري بارانوف القائد السابق للقوات الفيديرالية في الشيشان، وعدداً من كبار الضباط الذين حاربوا في القوقاز، نقلوا الى وحدات في آسيا الوسطى. وأكدت الصحيفة ان مجموعة كبيرة من الضباط الروس بقيادة الجنرال بوبوف بدأت فعلاً تعمل مع قوات "التحالف". وأشارت المجلة ان أعداداً كبيرة من العسكريين الروس وافقوا على العمل ك"متطوعين" في مقابل 100 دولار يومياً. ونفت وزارة الدفاع الروسية وجود اي من ضباطها مع "التحالف"، وقالت ان عناصرها لم تشارك "كمدربين ولا بصفة آمرين لوحدات". إلا ان المحللين يشيرون الى "تجربة" سابقة، إذ قامت وزارة الأمن الروسية عشية الحرب الشيشانية الأولى بتجنيد ضباط، وجنود "سرّحوا موقتاً"، وقادوا دبابات حاولت دخول غروزني بوصفها جزءاً من المعارضة. ولخطورة الموضوع عُرض امس على مجلس الفيديرالية الشيوخ. وذكر الجنرال فلاديمير كولاكوف نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع ان مشاركة ضباط سابقين في عمليات عسكرية في افغانستان هي "جريمة"، وطالب بمحاكمة كل من يشارك فيها. وحذّر الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف من ان تجنيد مرتزقة للقتال في افغانستان قد يصبح "منزلقاً" للتورط الروسي. وانتقد بشدة سياسة الكرملين وقال ان الرئيس فلاديمير بوتين يريد ان يكون "ذَنَباً" للولايات المتحدة. وزاد ان الموقف من مأساة افغانستان يخلق هوة بين موسكو والعالم الاسلامي ويشكل خطراً على أمن روسيا. ظاهر شاه وفي روما، ذكرت السفارة الاميركية ان وفداً من الكونغرس الاميركي يزور العاصمة الايطالية للقاء الملك الافغاني السابق محمد ظاهر شاه لدعم جهوده لمرحلة ما بعد "طالبان". وأعربت اوساط ظاهر شاه في الايام الاخيرة عن خيبتها لنتائج الحملة العسكرية الاميركية في افغانستان والتقدم الطفيف على الارض. ويضم الوفد الاميركي ثلاثة جمهوريين مارك سودر انديانا وجون شاديغ اريزونا وجيم ريون كنساس وديموقراطياً من ميريلاند اليا كامينغز.