} تبادلت حركة "طالبان" الحاكمة في افغانستان وقوات المعارضة الافغانية في الشمال امس اصدار بيانات عن السيطرة على مناطق أو استعادتها. وفي الوقت الذي تكثفت فيه المعارك بين الجانبين على ثلاث جبهات، في اطار السباق استعداداً لضربة اميركية متوقعة، اجرت الولاياتالمتحدة اتصالات مع الملك الافغاني السابق محمد ظاهر شاه في روما، في حين ابلغت ايران وفداً أوروبياً انها تؤيد عودة الرئيس السابق برهان الدين رباني الى السلطة. واشنطن، طهران، اسلام اباد، كابول، دوشنافي - أ ف ب، رويترز - التقى القائم بأعمال السفارة الاميركية في روما ويليام بوب مساء امس الملك الافغاني السابق محمد ظاهر شاه في اطار الاتصالات التي تجريها واشنطن مع المعارضة الافغانية لحركة "طالبان" الحاكمة في كابول. وأعلن الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان الملك الافغاني السابق الذي يعيش منفياً في روما "أبدى اهتماماً كبيراً لوقف إراقة الدماء في البلاد"، وان الديبلوماسي بوب "التقاه للبحث في الوضع في افغانستان". ولم يدل باوتشر بأي تعليق على طبيعة المحادثات، مكتفياً بالقول ان واشنطن على "اتصال منتظم" مع الملك السابق ومجموعات افغانية اخرى في المنفى. في موازاة ذلك، أعلن وزير الخارجية الايراني كمال خرازي خلال لقاء وفد الترويكا الأوروبية امس في طهران، ان بلاده تؤيد عودة الرئيس الافغاني السابق الذي أطاحته "طالبان" في 1996 برهان الدين رباني الى السلطة. ونقل مصدر أوروبي عن خرازي ان ايران "تتمنى تشكيل حكومة في افغانستان تمثل الاثنيات المختلفة وتكون برعاية الاممالمتحدة مع عودة رباني". وأوضح المصدر ان ايران تعتبر ان أي عملية في افغانستان يجب ان تنفذ "في اطار الاممالمتحدة". ولا تعترف طهران بنظام "طالبان" وهي تساند تحالف الشمال المعارضة الافغانية. يذكر ان هذا الموقف الايراني يتعارض مع دعوة باكستان الى عدم التدخل في الشؤون الافغانية، وتمسكها بحكم "طالبان" في كابول. معارك اقليم بلخ وعلى صعيد المعارك بين "طالبان" والمعارضة الشمالية، أعلنت طالبان امس ان قواتها استعادت منطقة زاري في اقليم بلخ الواقع على الحدود مع اوزبكستان وتركمانستان. وقال ملا عبدالسلام ضعيف سفير "طالبان" في اسلام اباد ان قوات الحركة استولت على المنطقة المهمة استراتيجياً صباح امس بعد قتال استمر بضع ساعات مع قوات المعارضة التي كانت احتلت المنطقة مطلع الاسبوع. وفي وقت سابق امس قال الجنرال عبدالرشيد دوستم احد قادة المعارضة في حديث هاتفي مع "رويترز" ان قواته وقوات "طالبان" اشتبكتا في قتال في اقليم بلخ تركز على منطقة زاري على مسافة نحو 100 كيلومتر جنوب مدينة مزار الشريف الاستراتيجية. واخرجت قوات دوستم "طالبان" من ازاري مطلع الاسبوع، لكنه قال ان "طالبان" شنت هجوماً مضاداً لمنع تقدم قوات المعارضة نحو مزار الشريف التي تقع على الطريق الى حدود اوزبكستان. وقال دوستم: "كان القتال عنيفاً جداً. طالبان حشدت قوات ضخمة لوقف انتصاراتنا لكنها لم تنجح حتى الآن". وبثت "وكالة الانباء الاسلامية" الافغانية، ومقرها باكستان، ان "طالبان" استعادت ايضاً منطقة قادس في اقليم باد غيس بعدما استولت عليه قوات المعارضة لفترة وجيزة الثلثاء. وقال خيرالله خيرخواة حاكم اقليم هيرات للوكالة ان اسماعيل خان قائد المعارضة استولى على قادس، لكن "طالبان" استعادتها بعد قتال عنيف استمر أربع ساعات. اقليم تخار وتواصلت المعارك العنيفة في شمال البلاد امس، وأعلنت المعارضة سيطرتها على ستة مواقع على الاقل كانت في ايدي "طالبان" في اقليم تخار، وأوضح محمد هابيل الناطق باسم محمد فهيم القائد العسكري لتحالف الشمال المعارض ان هجوم قوات المعارضة تركز على منطقتي هزار باق وزيارت الواقعتين على بعد حوالى 25 كيلومتراً من طلقان عاصمة اقليم تخار. وأوضح الناطق صباح امس "سيطرنا على ستة مواقع مهمة الليل الماضي" شمال غربي طالقان مضيفاً انه يتوقع هجوماً مضاداً من "طالبان". وقالت مصادر في حرس الحدود الروسي في جمهورية طاجيكستان السوفياتية السابقة ان معارك اندلعت امس بين "طالبان" وتحالف الشمال المعارض على بعد 5 أو ستة كيلومترات تقريباً من الحدود الطاجيكية وعلى مسافة 230 كيلومتراً تقريباً من دوشانبي. وتستخدم في المعارك الاسلحة الاوتوماتيكية والقاذفات الصاروخية قرب منطقة خودجغار الافغانية حسب المكتب الاعلامي لحرس الحدود الروس. وتقع دورياً معارك قرب الحدود مع طاجيكستان حيث سقطت قنابل من الجانب الطاجيكي في الأشهر الاخيرة.