رحبت واشنطن باتفاق وقف النار الذي تمخص عنه لقاء الرئيس ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز، في حين شكك الفلسطينيون في جدية الحكومة الاسرائىلية في تنفيذ الاتفاق على قاعدة "توصيات ميتشل" و"تفاهمات تينيت"، مشيرين الى انها تسعى الى تجزئتها. وتمخض اللقاء عن استئناف التعاون الامني بشكل كامل وفقاً للاتفاقات السابقة، وتشكيل لجنة مشتركة عليا لمعالجة اي قضايا قد تنشأ في ما يتعلق بتنفيذ "توصيات ميتشل" و"تفاهمات تينيت" الامنية التي اتفق الطرفان على ضرورة التزام تنفيذها، اضافة الى البدء برفع الحصار والطوق الاسرائيلي عن الاراضي الفلسطينية واعادة انتشار الجيش، وعقد اجتماع آخر بين عرفات وبيريز خلال اسبوع. وقالت مصادر صحافية اسرائيلية ان بيريز سلم إلى عرفات قائمة باسماء 58 ناشطاً فلسطينيا تطالب اسرائيل باعتقالهم، وانه طالب بالقبض على عشرة من بين هؤلاء خلال 48 ساعة. ومن المقرر ان تعقد اللجنة العليا الفلسطينية - الاسرائىلية اجتماعها الاول غداً بعد انتهاء عطلة عيد الغفران اليهودي، بهدف وضع جدول زمني لرفع الحصار الذي يبدأ منتصف ليل الجمعة - السبت كما قال وزير الثقافة الفلسطيني ياسر عبد ربه. وسيحضر اللقاء اعضاء من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي. آي. ايه.. وقال مسؤول اسرائيلي انه مع اجتماع هذه اللجنة تبدأ فترة ال48 ساعة من ضمن اسبوع من الهدوء التام بموجب خطتي "ميتشل" و"تينيت". وأبلغت مصادر فلسطينية "الحياة" ان عرفات ابدى امتعاضه من نتائج اللقاء الذي لم يرق الى مستوى التوقعات. كذلك لم يستسغ الفلسطينيون اللقاء، فهو يعقد عشية الذكرى الاولى لاندلاع الانتفاضة، ووسط تسارع خطوات تنفيذ خطة الفصل العنصري التي يسعى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى تنفيذها، وآخرها اعمال الحفريات لتحويل حاجز قلنديا بين محافظة رام الله والقدس الى معبر حدودي شبه دولي على غرار معبر ايريز بين اسرائيل وقطاع غزة. وتتضمن الخطة وضع بوابات حديد واصدار بطاقات ممغنطة وتصاريح للفلسطينيين ونصب كاميرات واجهزة تفتيش. واعربت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس عن رفضها اللقاء، واستبقته بهجوم نوعي استهدف قاعدة عسكرية على مشارف رفح، حيث فجر ناشطون من جناحها العسكري "كتائب عز الدين القسام" عبوة ناسفة شديدة الانفجار في نفق حفر تحت الارض على بعد اربعة امتار فقط من مدخل الموقع العسكري، مما ادى الى جرح خمسة جنود جروح بعضهم متوسطة الى خطرة. وعقب الهجوم، قصفت القوات الاسرائيلية رفح، مما ادى الى استشهاد صبي واصابة 11 معظمهم من الاطفال. وتوالت امس ردود الفعل الغربية على اللقاء، وصرح الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر بأن "اللقاء والاتفاق على تعزيز وقف اطلاق النار يشكلان خطوة اولى مهمة نحو بناء الثقة وتغيير الوضع على الارض". ونقلت عنه وكالة "فرانس برس" قوله: "ان الولاياتالمتحدة تدعو الجانبين الى اغتنام هذه الفرصة وبذل قصارى الجهد من اجل أن تتبع هذه التطورات الايجابية اعمال فورية ملموسة". واكد ان الرئيس جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول "سيحافظان على التزامهما ودعمهما" من اجل استئناف محادثات السلام. وفعلا تلقى عرفات اتصالا هاتفيا من باول تناولا فيه نتائج الاجتماع، وابدى خلاله الطرفان "ارتياحهما إلى هذه البداية". وأعلن مصدر فلسطيني ان "باول ابلغ عرفات ارتياح بوش الذي قال انه طلب منه ضرورة متابعة اللقاءات واستمرارها"، منوها بأن "القضية الفلسطينية من بين اولويات الادارة الاميركية". وفي نيويورك، اعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان عن امله بان يؤدي اللقاء الى "حوار دائم" بما ينهي "وقف حلقة العنف واستئناف عملية السلام". واصدر الناطق باسمه فرد اكهارت بياناً قال فيه ان انان "سعيد جداً باتفاق الطرفين على استئناف التعاون الامني الكامل وبذل اقصى الجهود للحفاظ على وقف النار... وهو يشعر بالتشجيع نتيجة اعادة تأكيد التزامهما تنفيذ توصيات لجنة ميتشل وتفاهمات تينيت"، كما بالخطوات التي تعهد الطرفان اتخاذها.