بدا أمس ان السلطات الأميركية لم تحقق بعد "اختراقاً مهماً" في إطار تحقيقاتها في شأن المشتبه بتورطهم في عمليات التفجير التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك ومبنى "البنتاغون" في واشنطن في 11 أيلول سبتمبر الجاري. ويسود تشاؤم في أوساط المحققين من ان يكون "الانتحاريون" أخذوا معهم أسرار عمليتهم التي تعتقد أميركا انها مرتبطة بتنظيم "القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن. وقال وزير العدل الأميركي جون أشكروفت الإثنين ان المحققين الأميركيين أوقفوا أو اعتقلوا حتى الآن 352 شخصاً وما زالوا يسعون الى توقيف 392 آخرين. ويُقر مسؤولون أميركيون بأن معظم الموقوفين لا يعرف سوى القليل عن منفّذي عمليات التفجير وعددهم 19 تولّوا خطف اربع طائرات. ويقول المسؤولون ان بعض الموقوفين قدّم تسهيلات لخاطفين، ولكن من دون معرفة أي شيء عن خططهم لخطف الطائرات وتفجيرها في نيويوركوواشنطن. وتفيد وسائل الإعلام الأميركية ان اهتمام المحققين يبدو مُركّزاً الآن على هامبورغ الألمانية والتي درس فيها بعض المشتبه في تورطهم بعملية الخطف، وبينهم المصري محمد عطا واللبناني سمير الجرّاح. ونقلت شبكة "سي. ان. ان" عن وسائل إعلام المانية ان عطا وإثنين آخرين من أعضاء الخلية الإرهابية المزعومة في هامبورغ قدّموا طلبات الى السلطات الألمانية تفيد انهم فقدوا جوازات سفرهم عام 1999. وأوردت انه يُعتقد ان ذلك كان جزءاً من خطة لمنع اكتشاف دول زاروها زعمت تقارير ان بينها أفغانستان. وأفادت "سي. ان. ان." ان عطا انتقل الى الولاياتالمتحدة عام 2000 بجوازه الجديد، وانه انضم الى مدرسة للطيران بهدف الحصول على شهادة تخوّله التحليق. ونقلت عن ميكانيكي طيران في فلوريدا ان عطا زاره مرتين سائلاً عن طائرة لرش المبيدات الزراعية. ويُعتقد ان السلطات الأميركية تخشى ان تكون "القاعدة" تُخطط لعمليات هجوم كيماوي بمثل هذه الطائرات الصغيرة على بعض المدن الأميركية. وأصدرت السلطات المعنيّة أمراً في الأيام الماضية بمنع تحليق أي من هذه الطائرات، ووضعت عناصر أمن لحراستها من السرقة في أماكن توقيفها في مطار صغير خاصة. وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الاثنين إلى أن فرنسياً اسمه زكريا موسوي اوقف في آب اغسطس وفي حوزته كتيب خاص بطائرة لرش المبيدات. وما زال موسوي موقوفاً لدى السلطات الفيديرالية الاميركية. وفي برلين، ذكرت صحيفة "بيلد تسايتونغ" الألمانية أمس ان عملاء مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. آي عثروا في حقيبة تعود إلى المصري محمد عطا على وصية جاء فيها "كن مستعداً لمواجهة ربّك وحضّر نفسك لهذه اللحظة". وأكدت أن المحققين لم يكشفوا بقية الوصية. وأفادت صحيفة أخرى هي "فلينسبورغر تاغزبلات" أمس ان عطا عاش لفترة في كيل عاصمة ولاية شليسفيغ - هولشتاين. وأكد ناطق باسم المدينة ان شخصين من المكتب الاجتماعي تعرّفا إلى صورته لكنه لم يكن مُسجّلاً باسمه الحقيقي. الى ذلك، أفادت صحيفة "بيلد" أمس ان مكتب التحقيقات الفيديرالي عثر على وثائق تشير الى تمويل الاماراتي مصطفى احمد اعتداءات 11 ايلول، على الاقل جزئياً. وأوضحت من دون ذكر مصادرها ان "انتحاري" هامبورغ المفترض محمد عطا اعاد الى مصطفى احمد رزمة من الدولارات التي لم تنفق قبل أن يستقل الطائرة التي حوّل مسارها الى احد البرجين التوأمين في مركز التجارة. واضافت ان تنفيذ الاعتداءات كلف 197 ألف دولار بحسب تقديرات الشرطة الفيديرالية الاميركية. ونقلت عن مجلة "نيوزويك" الاميركية أن مصطفى احمد كان على اتصال بأسامة بن لادن المشتبه في وقوفه وراء الاعتداءات. وفي باريس، اعتقلت الشرطة الجنائية اربعة اشخاص في الدائرة التاسعة في العاصمة ومنطقة سورين القريبة للاشتباه في انتمائهم الى أوساط إسلامية متطرفة. ونُقلوا الى مقر الشرطة القضائية في باريس للاستماع الى أقوالهم. لكن تفتيش منازلهم لم يؤد الى العثور على ما يمكن ان يدل على انهم "خلية نائمة". وكانت شعبة مكافحة الإرهاب التابعة لمحكمة باريس أصدرت أوامر باعتقال الاربعة بناء على معلومات من منطقة واز ضاحية باريس عن حيازتهم أسلحة. وأوقفت أجهزة الأمن الفرنسية قبل يومين سبعة أشخاص للاشتباه في انتمائهم الى أوساط الإسلاميين المتطرفين. وذُكر ان اسماءهم وردت في إفادات الفرنسي الجزائري جمال بقال الموقوف في الإمارات. ولم ينته التحقيق مع السبعة. وكان المحققون البريطانيون لا يزالون أمس يحققون مع طيّار جزائري وزوجته الفرنسية اعتقلا في لندن، ورجل عربي اعتُقل في بيرمنغهام بناء على طلب أميركي. وكان مُدد اعتقالهم حتى الاربعاء. واعتقلت شرطة اسكتلنديارد أمس في ليستر انكلترا ثلاثة أشخاص جدد. ولم توضح سوى ان اعتقالهم مرتبط بتوقيفات في فرنسا وبلجيكا. وفي صنعاء رويترز، أعلن مسؤولون أمنيون اعتقال عشرات من الاشخاص اثر توسيع دائرة التحقيقات في صلات محتملة لبعضهم مع اسامة بن لادن. واضافوا ان بعض الاعتقالات نفذ بناء على معلومات قدمتها الولاياتالمتحدة، وان المشتبه فيهم ما زالوا رهن الاستجواب. وأوضحوا ان عدد المعتقلين "كبير جداً". وقال أحد المسؤولين: "أي يمني يعود الى اليمن ونعلم انه كان في اي فترة من الفترات في افغانستان يُعتقل. أما العرب أو الأجانب الذين يشتبه في انتمائهم الى "الافغان العرب" فيُعادون الى البلدان التي جاؤوا منها".