قال الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي ان محادثاته مع الرئيس جاك شيراك في باريس التي وصل اليها امس في زيارة تستمر 3 أيام كانت "مثمرة جداً" خصوصاً على مستوى العلاقات الثنائية، فيما تعهد شيراك لنظيره ان تعمل فرنسا على تحسين العلاقات بين طهران والبلدان الأوروبية، على رغم اختلاف وجهات نظر الجانبين بالنسبة الى عملية السلام في الشرق الأوسط. ولاحظ خاتمي بعد محادثات استمرت حوالى ثلاث ساعات في قصر الاليزيه تطابقاً في الرأي بالنسبة الى عدد من المسائل، خصوصاً العلاقات الثنائية، والعمل من اجل عالم تتعايش فيه الدول سلماً. وقالت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا ان شيراك وخاتمي تناولا المسائل المتصلة بتطور المجتمعات والديموقراطيات وان شيراك اشار الى ضرورة بذل كل ما امكن لتحسين العلاقات بين البلدين. وذكرت انه تم التطرق الى عملية السلام في الشرق الأوسط وان الرئيس الفرنسي عرض تصوره للموضوع. وعلمت "الحياة" من مصدر فرنسي مطلع ان نظرة خاتمي معروفة بالنسبة الى مسيرة السلام وهي مختلفة عن النظرة الفرنسية، وان شيراك اثار علاقة طهران ب"حزب الله" في لبنان. وأشارت كولونا الى ان خاتمي ادلى بملاحظات ايجابية عن الزيارة والمحادثات. وقال ان ايران "تشعر باحترام كبير لفرنسا ودورها في العالم، وعبّر عن امله بأن يكون في متسع الجميع العيش في عالم متعدد مبني على الاحترام". وذكرت كولونا ان شيراك تطرق الى علاقات ايران مع الدول المجاورة، مرحباً بالتقارب الايراني - السعودي. كما تطرق الى الخلاف بين ايران ودولة الامارات العربية المتحدة في شأن الجزر، معبراً عن امله في ان يتم حل هذه المشكلة. وذكرت انه تم ايضاً تناول الوضع في افغانستان وباكستان. وقالت مصادر الرئاسة الفرنسية ان المحادثات اظهرت تطابقاً في وجهات النظر في شأن العراق. في موازاة ذلك عقد وزير الخارجية الايراني كمال خرازي جلسة محادثات مع نظيره الفرنسي هوبير فيدرين، تناولت العلاقات الثنائية التي توقع الجانبان ان تشهد تطوراً ايجابياً. وعلمت "الحياة" من مصادر مطّلعة أن منظمة ال"يونيسكو" طلبت من خاتمي أن يمتنع عن القاء كلمة كان مقرّراً أن يلقيها، لأنه لم يكن في وسع المنظمة تولي أمن وجوده داخل مبناها، كونها منظمة دولية تتولى أمنها قوات دولية وغير فرنسية، ويقتصر الدور الفرنسي على ضمان الأمن في محيط المبنى. وأحيطت زيارة خاتمي بإجراءات أمنية استثنائية في العاصمة الفرنسية ترافقت مع حملة إعتقالات استهدفت مناطق إقامة العناصر المقرّبة من منظمة "مجاهدين خلق" الايرانية المعارضة، في منطقة "أوفير سور واز" حيث ا لمقرّ العام الأوروبي للمنظمة في باريس. وذكر أن هذه الإعتقالات تمت على سبيل الاحتياط، بعد تقارير تلقتها الاستخبارات الفرنسية عن احتمال وقوع أعمال عنف ضد خاتمي. وبدعوة من "المجلس الوطني للمقاومة الايرانية" شهدت باحة حقوق الانسان في منطقة تروكاديرو تظاهرة تنديد بزيارة خاتمي. ودخل خاتمي الى الاليزيه مستعرضاً الحرس الجمهوري ولكن باحة القصر خلت من السجادة الحمراء التقليدية لأن زيارته أقّل من زيارة دولة من دون أن تكون زيارة رسمية، فاتّسمت ببعض المعالم البروتوكولية التي تلازم عادة زيارات الدولة. وأقام خاتمي في قصر الضيافة لكنه تمّ تجنّب أي مأدبة غداء أو عشاء رسمية واستعيض عنها بلقاء حول شاي. وهو اجرى لقاء منفرداً مع شيراك لمدة ساعة ثم تحوّل الى لقاء موسّع بين الوفدين. ولوحظ حضور كثيف للصحافة الاسرائيلية في قصر الاليزيه وأيضاً بعض أعضاء "مجاهدين خلق" الذين تسلّلوا بصفتهم مراسلين صحافيين. وفي واشنطن أ ف ب، أعلن الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس روبين ان الولاياتالمتحدة ترغب في ان تعرب فرنسا عن المخاوف الاميركية ازاء ايران خلال زيارة خاتمي لباريس. وصرح روبين لمراسل وكالة "فرانس برس": "اننا نريد ان نتأكد من ان اصدقاءنا وحلفاءنا يعربون عن المخاوف الاميركية لدى لقائهم مسؤولين ايرانيين".