سيطر وجود أتباع أسامة بن لادن في البلقان على تصريحات المسؤولين الحكوميين والمواضيع الرئيسة في وسائل اعلام. وأعلن نائب رئيس الحكومة الصربية نيبويشا تشوفيتش، ان نحو 3 آلاف "مجاهد" منتشرون في منطقة البلقان، وأن الكثير منهم من أتباع أبن لادن. وأضاف ان لدى أجهزة الاستخبارات الصربية، معلومات عن اجتماعات عقدتها مجموعات من هؤلاء في الايام الأخيرة في مدينتي بريزرين جنوب كوسوفو وبيشكوبي شمال غربي ألبانيا "وحددت الأهداف التي ستهاجمها في حال تعرض أفغانستان لعمليات اميركية". وأوضح تشوفيتش، انه تم تقديم هذه المعلومات الى قيادة قوات حفظ السلام كفور في كوسوفو "في اطار اتفاق التعاون الاستخباراتي معها في شأن نشاطات الجماعات الارهابية". وفي سكوبيا، أفاد رئيس الحكومة ليوبتشو غيورغيفسكي، انه متأكد من وجود "مجاهدين أجانب" ضمن فصائل المقاتلين الألبان في مقدونيا. لكنه أضاف أنه "لا يستطيع أن يؤكد أو ينفي المعلومات الصحافية التي أشارت الى وجود ما لا يقل عن 10 من أتباع ابن لادن بين هؤلاء المجاهدين". واتخذت الحكومة المقدونية اجراءات مشددة ضد العاملين في منظمات الاغاثة العربية والاسلامية الذين يتنقلون الى كوسوفو عبر الأراضي المقدونية. وكانت وسائل الاعلام في مقدونيا أفادت ان "المجاهدين" استعدوا لتوجيه ضربات للمؤسسات الأميركية في منطقة البلقان، إذا هاجمت الولاياتالمتحدةأفغانستان. وأشارت صحيفة "دنيفنيك" الصادرة في سكوبيا، الى أن من بين الأهداف التي ستتم مهاجمتها، كلاً من قاعدة "بوندستيل" العسكرية في جنوب شرقي كوسوفو ومجمع الجنود الاميركيين المجاور لمطار سكوبيا المدني في مقدونيا. وفي البوسنة، دعا رئيس "الجمهورية الصربية" كيان صرب البوسنة ميركو شاروفيتش الى فتح تحقيقات "في جرائم حرب ارتكبها مقاتلون من بلدان اسلامية ينتمون الى جماعات المجاهدين التي قاتلت الى جانب مسلمي البوسنة بين 1992 و1995". وطلب شاروفيتش من وزارة داخلية حكومة صرب البوسنة، جمع وثائق وأدلة عن هؤلاء وأعمالهم منذ انتهاء الحرب "بعدما ظهرت شبكة ارهابية دولية تقود الى البوسنة، لها علاقة بالهجمات الأخيرة في الولاياتالمتحدة". ومعلوم انه كان يوجد نحو خمسة آلاف مقاتل اجنبي الى جانب المسلمين البوسنيين اثناء الحرب، بقي منهم حالياً نحو 420 شخصاً تزوجوا من بوسنيات وحصلوا على الجنسية البوسنية. وكان بعض الصحف البوسنية نشر أخيراً ان ابن لادن أقام قواعد في البوسنة وحصل على جواز سفر بوسنياً. لكن المسلمين البوسنيين نفوا صحة ذلك، واتهموا المتشددين من كروات وصرب البوسنة بمحاولة زعزعة الاستقرار "على رغم ان التحريات التي أجريت حول جميع جوازات السفر البوسنية الصادرة منذ 1992 أكدت عدم وجود اسم ابن لادن".